الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في «معركة الصنابير».. جنوب أفريقيا تعيش هدنة مؤقتة!

3 مايو 2018 21:29
كيب تاون (وكالات) في كل صباح، يستيقظ سكان عاصمة جنوب أفريقيا «كيب تاون»، شرقاً وغرباً، يفكرون في شيء واحد ألا وهو: المياه. وبالنسبة لكل من «هيلين موفيت»، و«موسا بابا»، تتمحور الأيام بطولها حول هذا المصدر الأساسي، فمن أين ستحصلان على المياه، وما هو طول الطابور الذي ستقفان فيه، وهل سيكون آمناً؟. وتشق «بابا»، وهي ربة منزل، طريقها كل صباح في طريق رملية على جانب تلة، تكتظ بالأكواخ، لتصل إلى الصنبور العمومي، الذي تتقاسمه مع نحو 100 من جيرانها، فيما تبدو معركة «صنابير»، وعندما يحين دورها، تملأ دلواً بسعة سبعة جالونات، وتحمله على رأسها، وتمشي بحذر شديد إلى منزلها، في محاولة للحفاظ على المياه. وعلى بعد عشرين ميلاً، تقضي «موفيت»، وهي كاتبة، ساعات كل يوم في جمع ما تعتبره «مائدة المياه»، فتوجد «مياه صفراء» تجمعها من رشح أرضي تحت موقع إنشاء قريب، وأباريق مياه حصلت عليها من جارتها، وزجاجات مهملة مليئة بمياه الأمطار، مرصوصة في فناء منزلها. وتلك الزجاجات والدلاء الموضوعة خارج منزلها انتظاراً للمطر، بداخلها ألوان شتى من المياه، قالت صديقة «موفيت» مازحة، «إن عليها أن تجعلها موضوع كتابها المقبل: (50 ظلاً للمياه الرمادية)»، وقبل عام مضى، لم تكن ثمة شيء مشترك بين «بابا» و«موفيت»، ولا تزالا تعيشان في عالمين مختلفين من أوجه شتى، فـ«موفيت» تعيش في حي سكني مغلق تحيط به الجبال، وأما منزل «بابا» فمكون من غرفتين صغيرتين بنتهما بنفسها على جانب التلة إلى جانب أكواخ أخرى صغيرة. لكن في الوقت الراهن، هناك قاسم مشترك بين الإمرأتين، وملايين آخرين في جنوب أفريقيا، يستحوذ على جل تفكيرهما، وهو كيفية توفير المياه. وفي مارس الماضي، كانت الحكومة في كيب تاون قد وجهت السكان للاستعداد إلى «يوم الصفر» الوشيك، الذي تنضب فيه المياه من كل الصنابير في أنحاء المدينة إلى أجل غير مسمى. وعقب ثلاثة أعوام من الجفاف في تاريخ المدينة، أكسبت أزمة المياه المتفاقمة كيب تاون ميزة تشكل معضلة، فقد باتت المحور السياحي في جنوب أفريقيا قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح أول مدينة متقدمة في العالم تنضب فيها المياه تماماً. وخلف الكواليس، حدث تحول جذري، فمع تفاوض المدينة مع المزارعين المحليين بشأن استهلاك المياه ومسارعتها إلى بناء محطات تحلية، بدأ سكانها يستخدمون مياهاً أقل بكثير. ويبدو أن ذلك يجدي نفعاً على الأقل في الوقت الراهن، ففي مارس أعلنت الحكومة أنه لو استمر ترشيد المياه على النحو القائم، وتساقطت الأمطار بصورة طبيعية، فمن الممكن ألا يأتي «اليوم صفر» العام الجاري.وتقول «كيرستي كاردين»، وهي مهندسة في وحدة أبحاث إدارة المياه بجامعة كيب تاون: «أصبح هناك شعور بالضرورة، لدرجة اشتعال المنافسة بين سكان المدينة لمعرفة من سيوفر أكثر في استهلاك المياه»، وأضافت: «بالطبع، هي أزمة، لكنها مفيدة في استنباط الدورس، فكيب تاون ليست وحدها في العالم التي تحتاج إلى هذه الدروس في المستقبل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©