السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«السوفييت» على القمة.. وأفريقيا تقاطع والصين تنسحب !

«السوفييت» على القمة.. وأفريقيا تقاطع والصين تنسحب !
25 يوليو 2016 21:02
نيقوسيا (أ ف ب) تقدمت عاصمة مقاطعة كيبيك الكندية مونتريال خمس مرات لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية، وانتظرت حتى 10 مايو 1970 لتحصل على هذا الشرف وتتفوق على موسكو ولوس أنجلوس، وتميزت بملفها المتكامل من الألف إلى الياء فنالت 41 صوتاً مقابل 28 لموسكو. لكن طموحات بناء مرافق تؤرخ لحقبة جديدة في تاريخ المنشآت الأولمبية شكل كابوساً للمنظمين فيما بعد، إذ أدت إضرابات العمال المتتالية وموجات البرد القارس التي أوصلت الحرارة إلى درجة 40 تحت الصفر، إلى تأخير كبير في إنجاز المشاريع وإتمام الورش في مواعيدها، وتفاقم الوضع المطالب العمالية الاجتماعية، ما أوقع حكومة المقاطعة في ورطة كبيرة، ولما انتهى كل شيء كشفت الحسابات والتكاليف زيادة بنسبة 427 في المئة خلال ثلاثة أعوام. أنفق نصف مليار دولار لبناء الاستاد الرئيس الذي صممه الفرنسي روجيه تاليبير ويتسع لـ72 ألف متفرج، وارتفعت تكاليف إقامة القرية الأولمبية المؤلفة من 900 شقة التي لم تفصل بين الرجال والسيدات من 50 إلى 80 مليون دولار. صحيح أن الألعاب سجلت أرباحاً من العائدات والمداخيل المباشرة وغير المباشرة بلغت 260 مليون دولار، لكن نفقات البناء وتبعاتها الأخرى أوقعت الحكومة في ديون تطلب تسديدها سنين طويلة. وفي موازاة الابتكار في البناء والتصميم وتوفير سبل الراحة في المرافق والملاعب، إذ إن إخلاء الاستاد الرئيس مثلاً يتم في 7 دقائق، وإقامة أحواض سباحة عصرية تحت المدرجات، وتزويد حوض الغطس بمصاعد كهربائية توفيراً لطاقة المشاركين وجهدهم، واعتبار مضمار الدراجات «مساحة ضوء» مشعة، فإن الفاتورة النهائية جاءت مرتفعة أكثر مما تصوره غلاة المتشائمين، واللافت أن اللمسات الأخيرة أنهيت قبل دقائق من استخدام غالبية المرافق، ففوجئ المتفرجون وحتى المشاركين بلافتة تنبههم من الاقتراب من الجدران الخشبية خشية أن «تلطخ» ثيابهم بالطلاء «الطازج»، وأزكت رائحته أنوفهم!! وألقت العملية الفدائية في ميونيخ 1972، وبعدها عملية عنتيبي في أوغندا بظلالهما على دورة مونتريال، إذ استنفر 16 ألف عنصر أمن، أي أكثر من نصف عدد المشاركين في الألعاب التي افتتحت بحضور ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية، وهي وقفت ساعة و22 دقيقة في المنصة الرسمية تستعرض المشاركين وقلبها يخفق لابنتها الأميرة آن عضو المنتخب الإنجليزي للفروسية. وتجسيداً للتعايش بين الشعب الكندي، أوقد الشعلة الكندي الفرنسي ستيفان بريفونتان (16 عاماً) والكندية الإنجليزية ساندرا هندرسون (15 عاماً)، وهي نقلت إلى الأرض الكندية للمرة الأولى كعلامة إلكترونية بواسطة الأقمار الاصطناعية. أقيمت ألعاب مونتريال من 27 يوليو إلى 1 أغسطس بمشاركة 6084 رياضياً بينهم 1260 لاعبة من 92 بلداً تنافسوا في 198 مسابقة ضمن 21 لعبة. وتبارت السيدات للمرة الأولى في التجديف فحصدت الألمانيات الشرقيات خمسة ألقاب وبلغاريا لقبين، وفي كرة السلة وكرة اليد، حيث أحرزت السوفييتيات ذهبيتيها. وكانت سُجلت 116 دولة لخوض الألعاب، لكن 22 دولة أفريقية قاطعت في اللحظة الأخيرة احتجاجاً على جولة لمنتخب نيوزيلندا للركبي في جنوب أفريقيا «المعزولة» لانتهاجها سياسة التمييز العنصري، ومن دون أن تعاقب نيوزيلندا. وكانت تلك صدمة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية اللورد كيلانين وخسرت الألعاب نجوماً أمثال الأوغندي أكي بوا، والكيني مايك بويت والتونسي محمد القمودي والتنزاني فيلبرت بايي، واحتجت الصين التي اهتمت للمشاركة بعد غياب طويل، لاعتماد تايوان، وفي النهاية لم تحضر الدولتان. أما المحصلة الأخيرة للميداليات، فثبتت القوة السوفييتية في الصدارة، وبلغ رصيدها 125 ميدالية بينها 49 ذهبية في مقابل 90 لألمانيا الشرقية (40 ذهبية)، و94 للولايات المتحدة (34)، وحلت ألمانيا الغربية رابعة برصيد 39 ميدالية (10) واليابان خامسة 25 (9).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©