فتيات يحاولن الخروج بزيِّهن المدرسي من رتابة الرسمية إلى الموضة

تتهيأ العائلات في إمارة أبوظبي لاستقبال الموسم الدراسي مع نهاية الشهر الحالي بالإقبال على محال الخياطة لتجهيز ''المراييل'' المدرسية بالنسبة للفتيات، و''الكندورة'' للصبيان· وتشهد محال الخياطة وبيع الأقمشة الموزعة في الإمارة الأيام الحالية ''إقبالاً منقطع النظير''، بحسب خياطين، أكّدوا أن سوق الأقمشة ينشط في مثل هذه الفترة من كل عام، استعداداً لاستقبال العام الدراسي، إلى جانب الحركة التي يشهدها سوق القرطاسية والحقائب· ويشير تجار أقمشة إلى أن طلبة الحلقة الثانية والثانوية هم الأكثر استهلاكاً لأقمشة ''المراييل''، حيث لا يزيد الطلب من قبل طالبات الحلقة الأولى عن المترين لكل طالبة، بينما يتجاوز الطلب من قبل طالبات الحلقة الثانية والثانوية ثلاثة أمتار· وفي الوقت الذي تحاول فيه طالبات إضفاء لمساتهن على شكل ''المريول'' المدرسي رغم تحديد وزارة التربية والتعليم مواصفاته الأساسية، تعتبر المعلمة نوف الأنصاري ''المريول'' بألوانه وشكله الحالي مناسباً إلى حد ما· وتعتقد أن الطالبات الآن لديهن مشكلات في الالتزام بنظام المدرسة، وأولاها شكل ''المريول'' بتشويهه عبر تفنن الطالبات بإضفائهن تعديلات على شكله، وترجع السبب في ذلك إلى رغباتهن بأخذ آرائهن في شكل ''المريول''؛ لأنه من وجهة نظرهن يعبِّر عن شخصياتهن· وبقلم الرصاص ومجموعة أوراق متناثرة في أرجاء غرفتها الصغيرة، وضعت الطالبة عبير البالغة من العمر ستة عشر ربيعاً، تفاصيل ''مريولها'' المدرسي الذي سترتديه بعد أيام قليلة في مدرستها الثانوية، والذي سيكون مثار حديث زميلاتها في الصف، على حد قولها· فالأيام الباقيـــة من زمن الإجازة الصيفية خصصتها عبير للتشاور مع صديقاتها ومتابعة بعض محال الأزياء التي تُعنى بالأزياء الشبابية لتضيف منها بعض ''الرتوش'' الصغيرة فوق قماش ''مريولها'' كحلي اللون، مغفلة ذلك التصميم المحدد الذي تسلمته من إدارة مدرستها· وتلزم تعليمات وزارة التربية والتعليم طالبات الحلقة الأولى التي تضم طالبات الصف الأول ولغاية الصف الخامس بارتداء الزي المدرسي المكون من قطعة واحدة ولونـــه أخضر، فيما تفرض على طالبات الحلقة الثانية من الصف السادس ولغاية الصف العاشر وطالبات المرحلة الثانوية ارتداء الزي المكون من قطعتين، حيث يكون ''المريول'' الأساسي لونه كحلياً، فيما القطعة الثانية عبارة عن قميص أبيض· ويظهر الاختلاف بين ''مراييل'' الفتيات في نوع القماش المختار، حيث تحاول فتيات التميز عن قريناتهن باختيار القماش كحلي اللون من الحرير أو ''الساتان'' مبتعدات عن ''الكريب'' الذي تم تحديده من قبل الوزارة، كما يلجأن أحياناً إلى جعل الزي ''مخصراً'' وضيقاً من الأسفل، كما تقول فتيات· ويختلف الصبيان عن الفتيات فيما يتعلق بالزي المدرسي، سيما وأن ''الكندورة'' لا تخضع لـ''صرعات'' الموضة، كما أن الوزارة لا تضع تعليمات وشروطاً فيما يتعلق بزي الصبيان· ويقول الخياط مهنا من مخيطة عبيد إن كثيراً من الفتيات ممن هن على مقاعد الدراسة يشتكين من ألوان ''المريول'' المدرسي وطريقة تصميمه، مطالبات بإجراء تعديلات على لون القماش أسوة بالمدارس الخاصة· وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي المدارس الخاصة في الدولة يبلغ 478 مدرسة تضم 68375 طالباً وطالبة من أبناء المواطنين، و350784 من المقيمين، بما يرفع العدد الإجمالي لطلاب المدارس الخاصة إلى 419159 طالباً وطالبة، يتلقون الخدمات التعليمية داخل 18200 صف دراسي، وعلى أيدي 27585 معلماً وإدارياً· وكانت إحصائيات لوزارة التربية والتعليم قد كشفت عن تسجيل 6151 طالباً مواطناً في المدارس الحكومية العام الدراسي الماضي، وذلك في أربع مناطق تعليمية هي: أبوظبي، والعين، والفجيرة، ومكتب الشارقة التعليمي· وسجل 1154 طالباً وطالبة من أبناء الوافدين في المدارس ذاتها، فيما شهدت مدارس حكومية عدم تسجيل طلاب مواطنين بها للعام الدراسي الماضي· وأشارت الإحصائية إلى تسجيل 2723 طالباً في 19 روضة أطفال بمنطقة أبوظبي التعليمية العام الدراسي الجاري، فيما شهدت مدارس الحلقة الأولى ''ذكور'' تسجيل 1018 طالباً في 27 مدرسة بينهم 136 من أبناء المقيمين، فيما سجلت 896 طالبة من بينهن 187 من أبناء المقيمين في 28 مدرســـة حلقــة أولى ''إناث''· وفي مدارس الحلقة الثانية ''ذكور''، ذكرت الإحصائية أن 228 طالباً قاموا بالتسجيل للعام الدراسي الماضي في 25 مدرسة بينهم 109 من أبناء المقيمين، مقابل 178 طالبة سجلن في 27 مدرسة إناث حلقة ثانية من بينهن 130 من أبناء المقيمين· وفيما يتعلق بأسعار الأقمشة، يؤكد جاد صاحب محـــل أقمشة في مدينة زايد أن أسعار أقمشة الزي المدرسي لاتزال حول مستوياتها السابقة، حيث لا يزيد سعر المتر الواحد عن خمسة عشر درهماً، فيما أجرة الخياطة للزي المدرسي لا تتجاوز خمسين درهماً· ومهما تعددت محاولات الفتيات في التفنن بالإضافات على شكل ''المريول'' المدرسي، إلا أن ذلك لا يخرج عن الإطار الرسمي المفروض من وزارة التربية والتعليم؛ لأن في الخروج عنه إيقاع مخالفات على الطالبات من قبل المدرسة·