الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطيبتي.. التي لم أرها!

خطيبتي.. التي لم أرها!
10 ابريل 2011 18:05
المشكلة: عزيزي الدكتور : أنا شاب عمري 27 سنة، أعمل في وظيفة جيدة، أنتمي لأسرة وعائلة محافظة للغاية. وتمت خطبتي لابنة خالتي منذ ستة أشهر، وأتممنا “الملكة” ونستعد للزواج بعد أن تنهي دراستها العام المقبل. والمشكلة أنني لم أجلس معها ولم أستطع فهمها بحكم عاداتنا كما يزعم الأهل زوجتي، حتى أنني لم أشاهدها قبل الخطبة منذ أن كانت صغيرة بحكم بعدي عنهم. وحاولت حتى بعد الخطبة أن أحدثها ولو لدقائق معدودة، لكن لا فائدة! حاولت حتى مع أبيها، وحاولت حتى مع أهلي. لكن خالتي هي التي ترفض ولا فائدة أبداً. يئست كثيراً، فأنا شاب وعندي مشاعر وعواطف، وبين فترة وفترة أذهب وآخذ معي هدية مناسبة وغيرها كي أتقرب لخالتي وخطيبتي أكثر، لكن لا فائدة! تعبت ومللت، ووجدت نفسي أتعرف إلى فتاة أخرى من المنطقة التي أعمل بها بالمصادفة عن طريق الهاتف منذ ثلاثة أشهر تقريباً، وأعرف أن ذلك خطأ مني، وصار بيننا مكالمات طويلة، ومن ثم تبادلنا العواطف والمشاعر، ومن ثم قابلتها أكثر من مرة في أماكن عامة. وبصراحة ارتحت لها كثيراً، وهي كذلك تحبني للغاية. عدت وتحدثت إلى خالتي، وعرفتها أن هذا الأمر غير مقبول، وأنه لا بد أن أجلس مع خطيبتي التي هي في حكم “زوجتي”، ورفضت إلا بعد الزواج، وأجد نفسي قد تعلقت بالفتاة الأخرى التي تتفهم مشاعري، وتشاركني في كل همومي ومشكلاتي، حتى أنني شعرت أنها زوجتي. وهي عمرها 25 سنة، وتدرس بالجامعة، ولديها استقلال مادي كبير جداً. ثم أنها رفضت أكثر من شخص مناسب للغاية من أجلي. وتأكدت من ذلك؛ لأنها تحبني بالفعل. إنها ملتزمة دينياً، وعوضتني عن كل شيء أبحث عنه، وعندما تغيب عني كنت أذهب إليها وأراها من بعيد. أريد حل يرجعني لحياتي الواقعية، وأن أكرس مشاعري وعواطفي لزوجتي. ماذا أفعل كي أتواصل مع زوجتي؟ فقد خطر على بالي أن أبلغ خالتي. فابنتها لا أعرف شيئاً عنها حتى مشاعرها تجاهي، أو حتى هل هي مغصوبة على أم لا؟ لا أعرف! لا فائدة.. لا فائدة.. تعبت جداً والله تعبت. فبم تنصحني؟ وما الحل؟ ماجد علي النصيحة: لقد شعرت بحجم المعاناة التي تعيشها، والصراع الداخلي الذي يمور في وجدانك، ومدى التردد والتوتر في حياتك، لكنني شعرت بأن لديك قدرة على الانتصار وتجاوز هذه العقبة، وهذا واضح من خلال مصارحاتك واعترافاتك. أنت تعيش في نعم عظيمة، حيث المال والوظيفة واستقرار الوضع المادي، لكن المادة ليست كل شيء فالراحة النفسية والسعادة الداخلية والرضا لا يعدلها شيء. وشيء جميل أن تعترف وتصرح بأن العلاقة مع الفتاة الأخرى علاقة محرمة وخاطئة. فعلاقة الحب دون زواج، علاقة وهمية ومشاعرها غير حقيقية، ولو رحت تعدد من تزوجوا بعد علاقة عاطفية محرمة قبل الزواج ونجحوا لوجدت أن العدد في تراجع وانحسار. ومن باب الأمانة لا تخلو الحال من نجاح واستقرار في الحياة الزوجية ممن سبق لهم علاقة محرمة قبل الزواج، لكنها حالات ونوادر. فالمشكلات تتفاقم وتزداد لمن حصل بينهم علاقة قبل الزواج، حيث الشك والخيانة والغيرة المزعجة والمتابعة والملاحقة والتدقيق وعدم الوضوح وتغير السلوك السابق بسلوك مغاير. إن علاقتك مع الفتاة علاقة قصيرة وتظل مشاعر مؤقتة وأحاسيس آنية وغير حقيقة. وأنت إنسان واع ومدرك وتفرق بين الصواب والخطأ، لكن ربما غلبتك نفسك وشط بك الهوى. لكني على يقين أن إيمانك بالله وشرعه وضميرك الحي لن تخذلك، بل سوف تضغط عليك للسير في طريق الوضوح وسبيل الرحمن. كما كنت جريئاً في علاقتك مع هذه الفتاة، كن جريئاً في السعي للتخلص من علاقة بدأت من غير بابها المعروف والمكشوف، والله يناديك “وأتوا البيوت من أبوابها”. لا تقل لا أستطيع، فأنت قادر لو أردت وعزمت “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”. وأجلس جلسة مصارحة ومصارحة مع الذات، في علاقتك مع هذه الفتاة، ولو لم يكن من كدر هذه العلاقة إلا أنها ساهمت في توترك وانزعاجك واضطرابك وجعلتك تعيش فصولاً من الصراع والضياع لكفى بها نقمة وأذى. أما فتاتك وخطيبتك الشرعية والرسمية، فهي زوجتك، لكنك لم تلتق معها أو ترها، وحالت دونك الأبواب والأسباب، لكنني أقترح عليك الوضوح المكاشفة في مثل هذه القضايا، فهذا عقد وميثاق غليظ، وليس صفقة تجارية أو سياحة وتجربة. ولا بد من المحادثة والرؤية واللقاء المباشر، ولا أنصح بالاكتفاء بوصف الأهل أو مدحهم ورأيهم. فأنت الذي سوف ترتبط بهذه الفتاة وليسوا أهلك. وكم من حالات الخلافات الزوجية والانفصال كان سببه ترك اللقاء والمشاهدة والاكتفاء بالكلام العام والوصف العابر والثناء والمديح. ولا بد من اللقاء المباشر مع التنسيق مع من يملك التأثير على والدها أو أمها. واللقاء في مكان عام، وسماعها عبر الهاتف، فالأذن تعشق قبل العين أحياناً. وكسب أهلها بالهدايا والود. وعليك أن تشترط اللقاء معها قبل الدخول. وفي حالة الامتناع التام عن الرؤية واللقاء، لك الحق في التخلي عنها إذا علمت أن قلبك غير مطمئن لها. مع أطيب التمنيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©