الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اكتئاب ما بعد الولادة» حالة تهدد علاقة الأم بوليدها ومحيطها

«اكتئاب ما بعد الولادة» حالة تهدد علاقة الأم بوليدها ومحيطها
6 ابريل 2013 21:59
تصاب العديد من الأمهات بعد الولادة باكتئاب تتراوح درجاته بين البسيطة والحادة، تحول دون استمتاع الأم بأمومتها، وهو حالة أكدت دراسات أنها تصيب نحو 15 من كل 100 امرأة بعد الولادة، أما عن أعراضه، فهي مشابهة لأعراض الاكتئاب العادي، مثل تغير الحالة المزاجية وأعراض أخرى قد تستغرق أسبوعين على الأقل، بينما يعتمد العلاج على شدة المرض، ويعالج اكتئاب ما بعد الولادة الخفيف من خلال دعم العائلة والأصدقاء، أما إذا كان الاكتئاب شديداً، فقد تحتاج الأم إلى الرعاية والعلاج من قبل أخصائي الصحة النفسية. وينصح الخبراء في هذه الحالة بطلب المساعدة من الطبيب، أو مزوّد الرعاية الصحية، فكيف يمكن تجاوز هذه المرحلة؟ وكيف يمكن تحويل فترة الولادة إلى فترة سعادة؟ لكبيرة التونسي (أبوظبي) - جاء في «دليل الحمل والولادة» الذي تم توزيعه خلال الورشة التفاعلية، التي نظمتها الشركة الوطنية للضمان الصحي لتوعية وتثقيف الأمهات والحوامل بأهم العادات الصحية المرافقة للحمل والإنجاب وفترة ما بعد الولادة، معلومات شاملة للأمهات الجدد حول ما عليهن توقعه خلال فترة الحمل وما بعدها، إلى جانب تناوله فن الرضاعة، وكيفية التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة. حالة شائعة أوضح الدليل أن أعراض الاكتئاب تتمثل في البكاء الشديد من دون وجود أي سبب واضح، وسرعة الغضب أو شدة التأثر والحساسية، والشعور بالإحباط أو القلق. أما عن اكتئاب ما بعد الولادة، فقال إنها تشبه الأعراض الناتجة عن الاكتئاب العادي، كالقلق والشعور بالتوتر، وخوف يصاحب الأمهات الجديدات على صحة أطفالهن، بحيث تشعر المرأة أو تتوهم بأن يكون طفلها مريضاً جداً، أو يعاني نقصاً في الوزن. كما أن بكاء الطفل الكثير يزيد من قلق الأم وتوترها، فيما يعمق هدوءه مخاوفها من توقفه عن التنفس، وتزيد مخاوف الأم إذا كانت بمفردها مع الوليد الجديد، بحيث تحتاج إلى مساندة من الزوج، أو أحد الأقرباء، كالأم والزوج أو الطبيب، أو مزود الرعاية الصحية، كما أكد الدليل أن الأم عندما تشعر بالقلق، فإنها تعاني بعض الأعراض، كتسارع نبضات القلب، وتوقف النفس (اللهاث)، والتعرق، واضطرابات النوم، بحيث لا تستطيع النوم حتى وإن كانت متعبة، إذ تظل قلقة تفكر ببعض الأشياء، وقد تستيقظ خلال الليل، حتى وإن كان طفلها نائما، أو قد تستيقظ باكراً جداً قبل أن يستيقظ طفلها، كما يصاحب الأم الجديد انفعالات شديدة، بحيث تغضب من زوجها أو من طفلها، أو الأطفال الآخرين. كما ورد في الدليل أن المرأة المكتئبة تفقد الشهية ولا تبدي رغبة في تناول الطعام، موضحا أن بعض السيدات يمتنعن عن الأكل، بينما تأكل بعض النساء الأخريات لتشعر بالراحة، ومن ثم يشعرن بعدم الراحة والانزعاج بسبب زيادة وزنهن، وتصاحب بعض الأمهات نوبات الذعر، وهي عبارة عن نوبات تستغرق عدة دقائق، حيث يشعرن أن شيئاً كارثياً على وشك الحدوث مثل الانهيار، كنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، ما يدفعهن إلى تجنب بعض الأماكن، مثل المتاجر المزدحمة، بسبب الخوف من الإصابة بأعراض الذعر، وتشعر بعض السيدات المكتئبات بالإحباط والتعاسة والحزن وتبكي دون أي سبب واضح، بحيث تسوء الحالة الصحية في أوقات محددة من اليوم، مثل الصباح أو المساء، ما يمنعها من التفكير بإنجاب طفلها كما كانت تتوقع، بالإضافة إلى عدم استمتاعها بأي شيء في حياتها، ويجعلها الاكتئاب تشعر بأنها منهكة تماماً وتفتقر إلى الطاقة، وقد تفكر بعض السيدات ذوات الاكتئاب الحاد في إيذاء أنفسهن. ونصح الدليل في هذه الحالة أن تطلب السيدة المريضة المساعدة من طبيبها المعالج، أو تطلب المساعدة العاجلة من أقرب الناس إليها، بينما تظهر الأعراض الدهانية على عدد قليل من النساء اللاتي يعانين اكتئاباً شديداً، فقد يسمعن أصواتاً، ويشعرن بأن شيء غير عادي سيحدث، في هذه الحالة، فإنه من الضروري طلب المساعدة بالسرعة القصوى. أسباب الإصابة عن أسباب اكتئاب ما بعد الولادة الذي يصيب الأمهات الجدد، يوضح الدليل أنه يصيب عادة الأمهات اللواتي عانين نوبات سابقة من الاكتئاب أكثر من غيرهن، كما أن وجود تاريخ عائلي في الاكتئاب بين أعضاء العائلة يزيد من عوامل الخطر، كما جاء في دليل «الحمل والولادة» أن التغيرات الهرمونية تلعب دوراً مهماً في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، كما يكون أكثر شيوعاً عند النساء اللاتي عانين الضغوط والتوتر خلال فترة حملهن، أو عند النساء اللاتي لم يحصلن على أي دعم أو مساعدة في المنزل، أو عند النساء اللاتي ينجبن طفل مع عدم الرغبة بذلك، أو عندما يولد الطفل مع بعض المشاكل الصحية. ويشير الدليل، الذي أصدرته الشركة الوطنية للضمان الصحي «ضمان»، إلى أن طبيعة المساعدة تعتمد على العلاج الذي تحتاجه المرأة بناء على شدة اكتئاب ما بعد الولادة، بحيث يمكن للأم أن تتلقى المساعدة على يد الطبيب، أو من مزوّد خدمات الرعاية الصحية على اختيار العلاج المناسب الذي تحتاجه، أما في حالات الاكتئاب الشديدة، فقد تحتاج لتناول الأدوية، مع أو من دون جلسات العلاج النفسي، وفي هذه الحالة يقدم لها الطبيب النصح حول هذه العلاجات. ولفت الدليل إلى أن معظم النساء اللواتي يصبن باكتئاب ما بعد الولادة يتعافين من دون أية علاج خلال 3 إلى 6 أشهر، وتبقى امرأة واحدة من كل 4 نساء تعاني هذه الحالة إلى أن يصبح عمر طفلها عاماً، وهذا ما يعني الكثير من المعاناة، فقد يفسد اكتئاب ما بعد الولادة تجربة الأمومة الجديدة ويحرمها من الاستمتاع بها، وقد يؤثر على العلاقة بينها وبين طفلها وزوجها، وقد يشغلها عن الاعتناء بنفسها وبطفلها. طرق العلاج يعتمد العلاج الذي تحتاجه السيدة التي أصابها اكتئاب ما بعد الولادة على وضعها الصحي، كما أن المعالج يجب أن يخبرها بجميع منافع ومخاطر العلاج المحتملة لتتمكن من اتخاذ القرار المناسب لها ويتضمن العلاج عدة طرق، منها العلاج بالكلام، وتتمثل في جلسات العلاج النفسي، والدواء. ويوضح الدليل أن الحديث عن المشاعر والأحاسيس والهواجس أيضا مفيد جداً للمريضة، بصرف النظر عن مدى الإحباط الذي تعاني منه، وقد يكون من الصعب جداً في بعض الأحيان أن تعبر عن مشاعرها لشخص قريب منها، لذا فإن التكلم إلى استشاري متدرب أو اختصاصي معالجة قد يكون أسهل بكثير، وقد تشعر المريضة بالراحة عندما تبوح لشخص ما بما تشعر به، كما يمكن أن يساعدها ذلك على تفهم مصاعبها. أما إذا كانت الأم تعاني اكتئاباً حاداً جداً، أو في حال لم تتحسن حالتها الصحية بعد تقديم الدعم والمساعدة أو بعد الخضوع للعلاج بالكلام، فمن المحتمل أن تكون مضادات الاكتئاب فعالة في مثل هذه الحالات، إذ توجد أنواع عديدة لمضادات الاكتئاب، ولجميع هذه المضادات نفس التأثير من ناحية العلاج، إلا أنها تختلف في تأثيراتها الجانبية، كما أنها لا تسبب الإدمان، ويمكن استخدامها جميعها في علاج اكتئاب ما بعد الولادة، إلا أن بعضها قد يكون آمناً أكثر من غيره إذا كانت السيدة ترضع، وتحتاج مضادات الاكتئاب أسبوعين على الأقل لتبدأ بالتفاعل مع الجسم، وينصح بالاستمرار في تناولها لنحو 6 أشهر بعد هذه المدة تشعر الأم بالتحسن، ونصح الدليل بضرورة إخبار الطبيب المعالج بأن المريضة ترضع، موضحا أنه لا يوجد أي دليل على أن مضادات الاكتئاب تتسبب بمشاكل للأطفال الرضع، لذا تكون عملية الرضاعة ممكنة جداً خلال هذه الفترة. موعد ظهور الأعراض أشار الدليل إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة يصيب المرأة في أوقات مختلفة، ويبدأ غالباً خلال شهر أو شهرين بعد الإنجاب، وقد يبدأ بعد عدة أشهر من ذلك، موضحا أن الحالة النفسية تتغير خلال فترة النفاس، إذ تصاب معظم النساء خلال الأسبوع الأول من فترة النفاس بتغير في الحالة النفسية ومن المحتمل أنها تنتج عن التغيرات الهرمونية المفاجئة التي تحدث بعد الحمل، وتُعتبر جميع هذه الأعراض طبيعية جداً وفق دليل الحمل ولادة، وتستمر لبضعة أيام فقط ولا تحتاج إلى علاج في أغلب الأحيان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©