السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الزوج البيتوتي» نعمة أم نقمة؟

«الزوج البيتوتي» نعمة أم نقمة؟
4 مايو 2018 09:53
أحمد السعداوي (أبوظبي) الزوج البيتوتي، صفة تطلق على الرجال كثيري الجلوس في المنزل لأسباب مختلفة، منهم من يفضل الابتعاد عن صخب الحياة الخارجية، ومنهم من يجد سعادته في قضاء الأوقات بين جدران منزله ليتابع شؤون أسرته وأبنائه، وبين هذا وذاك تختلف الرؤى فيما يتعلق بـ»الرجل البيتوتي» هل هو نعمة للزوجة وبقية أفراد الأسرة؟ أم نقمة؟، بسبب كثرة تدخله فيما لا يعنيه، وحدوث احتكاكات زوجية ومشكلات ربما تكون أخف وطأة إذا استطاع تحقيق التوازن بين الجلوس في المنزل وقضاء أوقاته الخارجية في العمل أو مع الأصدقاء، خاصة أن كثيراً من الأزواج يبتعدون تماماً عن صفة الرجل البيتوتي وحياتهم بين ثلاثة أضلاع، وهي العمل والأصدقاء وممارسة الهوايات، ولا يحتل المنزل إلا أقل القليل في دائرة اهتماماته، ما يكون سبباً في حدوث مشكلات أسرية، يمكن تجنبها باتباع بعض من السمات الإيجابية للرجل البيتوتي. الزوج القائد ينفي أحمد عبد الرحمن صالح المرزوقي عن نفسه صفة الرجل البيتوتي، ومع ذلك يؤكد أهمية وجود الزوج في منزله لفترات تكفي متابعة شؤون الأسرة والأبناء، لأن الزوج هو القائد والموجه للأسرة، ومن دون هذه المتابعة لا تسير الأمور بالطريق الصحيح، فضلاً عن أن ديننا الحنيف يوصي الرجل بالجلوس في البيت ومعاملة أهله بالحسنى، وقدوتنا في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، ولذلك لابد من الجلوس مع أهلي وزوجتي وأبنائي لمراعاة شؤونهم ومعرفة احتياجاتهم. وحل مشاكلهم، والتقرب إليهم جسدياً وعاطفياً.أمّا الأسباب التي تجعله يخرج من المنزل وعدم قضاء أوقات طويلة مع العائلة، فيرجعها المرزوقي إلى ظروف معينة تحصل للإنسان، تجعله يختلي بنفسه في أوقات معينة، وفي مكان يلقى فيه الراحة النفسية أكثر من البيت، خاصة أنه مع ضغوطات الحياة الكثيرة ربّما كان له صديق، يستطيع البوح له بأسراره وهمومه، فيكون ملاذاً لقضاء وقت طويل معه أو الهروب من مواجهة المشاكل البيتية ومتطلبات الأسرة أو عدم القدرة على تحمّل المسؤولية تجاه الأسرة. ويشير إلى أنه كلما قضى الرجل وقتاً طويلاً مع أهله وأبنائه توطدت العلاقة بينه وبينهم، ووجدوا أريحية في إطلاعه على مشاكلهم الخاصة، فيكون ذلك مانعاً للجوء إلى أشخاص آخرين لحل هذه المشاكل، أما من جهة العاطفة فتزيد المودة والمحبة والألفة بين أفراد الأسرة، سواء أكانوا أبناء أم أزواج، إذ يشعر أفراد الأسرة بأنهم يد واحدة متكاتفة، لمواجهة أي من ظروف الحياة. متطلبات الحياة طايع عبد الله السومحي، ذكر أن من الصعب في هذه الأيام وجود رجال بيتوتيين، كما كانت الحال في الأوقات السابقة، لأن ظروف العصر ومتطلبات الحياة تفرض على الرجل شبكة علاقات اجتماعية معقدة، تجعله يقضي أوقاتاً كثيرة خارج المنزل، خاصة إذا كان صاحب عمل خاص، لكون ذلك يتطلب متابعة شبه مستمرة منه حتى يستمر العمل أو المشروع بنجاح، وكذلك عليه أن يهتم بتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية، لأنها تساعده على قضاء كثير من المصالح مع الآخرين، ولا يغيب عن أذهاننا المقولة المعروفة بأن الإنسان كائن اجتماعي، وهذا يتطلب منه قضاء أوقات مع الأصدقاء والتعرف إلى أشخاص جدد، مع إمكانية البقاء في البيت بحسب ظروف العمل، وعلى الزوجة أن تتفهم ذلك، وأن ترعى أبناءها كما تعودنا على يد أمهاتنا، حيث كان الآباء يخرجون إلى الرزق، وتقوم الأم بواجبات كثيرة، وكانت تفعل ذلك بكل حب وأريحية، وهو ما يجب على الزوجات القيام به أيضاً. أسباب مختلفة مايا حسن، موظفة بإحدى الشركات وأم لأبناء عدة، تقول من جانبها: «هناك أسباب عدة تجعل الرجل لا يحب الخروج؛ إمّا لأنّه انطوائي، أو لأسباب اقتصادية، لكونه لا يستطيع تحمل تكلفة الخروج والسهر، وهناك احتمال أن تكون التنشئة الاجتماعية هي السبب، في حين أنّ من أشكال البيتوتية السلبية عند الرجل، خاصة الكبار بالسن، هو ما بعد التقاعد، والذي يكون فيه في مرحلة «الإبصار للحياة الداخلية بالبيت»، فالذي لم يكن يركز عليه بالسابق أصبح يركز عليه، وما لم يكن يراه أصبح يبصره، فتراه زوجته قد أصبح يهتم بتفاصيل صغيرة لا يجب الالتفات إليها، وقد يخلق منها مشكلة كبيرة.وتورد حسن، أن الرجل بيده أن يجعل لجلسته بالبيت طعماً مختلفاً، وذلك بمشاركته لزوجته بأمور الحياة، والنشاطات، والتعلم، والقراءة، وتربية الأبناء، على الزوجة أيضاً أن تساعد زوجها كذلك بوضع برنامج مناسب للزيارات والسفر، وتغيير نمط الرجل البيتوتي الممل، الذي عُرف عنه من شدة فراغه أنّه يتدخل فيما لا يعنيه، حتى أنّ بعض الرجال أصبح يُعرف بالمنزل أكثر من زوجته، وأهمية إشغال الرجل نفسه بأشياء مفيدة بالمنزل كالإصلاحات أو زراعة الحديقة أو تدريس الأبناء، والابتعاد عن التذمر والتشكي؛ حتى تسير السفينة بالطريق الصحيح، لأنّ وجود الرجل في البيت له مميزات ولكن بحدود. اختلافات جوهرية من ناحيته، يحدد المستشار في العلاقات الأسرية، عيسى المسكري، 5 أصناف من الزوجات يختلفن في قدرتهن على التعامل مع الرجل البيتوتي، أولاً، من ترى في هذا الزوج ملبياً لاحتياجاتها النفسية، لأنه بطبيعة المرأة تحاول احتواء الرجل وامتلاكه ووضعه تحت سيطرتها، وكلما كان موجوداً في البيت شعرت بحالة من الطمأنينة والراحة والسكينة، ويكون بالنسبة لها على مستوى عالٍ من التقبل والارتياح. أما الصنف الثاني، وهي الزوجة النشطة اجتماعياً، ترى أن وجود الزوج في البيت يساعد بقوة في لعب أدوار مهمة، منها تربية الأبناء والاهتمام بالبيت ومتابعته الكثير من تفاصيله، ما يمنحها الفرصة للتنقل بحرية والقيام بأنشطتها الاجتماعية أو أعمالها الثقافية أو التجارية. في حين يقوم الصنف الثالث من النساء بالتذمر والشكوى الداخلية من دون البوح عن مشاعرها ورغبتها، فتظهر كأنها متقبلة الحالة خارجياً ولكنها في الداخل رافضة لهذا الوضع، الذي قد يسبب لها كبتاً وقهراً، حال استمراره. الصنف الرابع، يرفض حالة الزوج البيتوتي قولاً وفعلاً ومشاعر وتفكيراً، ولا تستطيع الصبر على هذا الوضع، وإن لم يتغير الزوج ليس لها القدرة على التعامل مع هذه الحالة إلا بالصبر والدعاء إلى الله أن يغير الحال إلى ما يريحها. الصنف الخامس هو الأفضل بحسب ما يؤكد المسكري، وهو الزوجة القادرة بمهارتها ومشاعرها وسلوكها أن تغير الزوج إلى الحالة التي تنعكس إيجاباً على الأسرة، بحيث تجعله يجلس في البيت بالقدر الذي يتابع به شؤون أسرته، وفي الوقت ذاته، يكون شخصاً ناجحاً اجتماعياً، قادراً على التعامل مع المجتمع الخارجي بأريحية، وبما يتناسب مع شخصية الصالح لأسرته ومجتمعه. صفة الرجل البيتوتي يؤكد المستشار في العلاقات الأسرية، عيسى المسكري، أن صفة الرجل البيتوتي تبدو إيجابية للغاية، إذا كان الزوج يستغل هذا الوقت في أعمال مفيدة، مثل القراءة، التأمل، الاكتشاف، تعليم أبنائه أشياء مفيدة، ومتابعة شؤون الأسرة المختلفة، وهذا بطبيعة الحال لا يمنعه من التواصل مع العالم الخارجي بوسائل عديدة، ومنها أساليب التكنولوجيا الحديثة. في حين تكون صفة «البيوتية» شديدة السلبية إذا لم تستطع الزوجة التعامل معها وتوجيهها في الاتجاه الصحيح. ومن واقع خبرته، ينصح المسكري، الأزواج بالحرص على الوسطية والتوازن في كل الأمور، لأنه القائد والموجه في البيت والأسرة، وكل تصرفاته هي التي تساهم بشكل فعال في توجيه سفينة الأسرة إلى بر الأمان، وإذا كان بيتوتياً، ويميل إلى الجلوس في المنزل، عليه أن لا يتخلى عن أدواره الاجتماعية خارج المنزل، التي تعينه على إدارة أمور حياته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©