الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«مونسون».. تجذب «رياح الكوس» للدولة

«مونسون».. تجذب «رياح الكوس» للدولة
25 يوليو 2016 22:34
هناء الحمادي (أبوظبي) تشهد الدولة حالياً تقلبات جوية ما بين ارتفاع في درجات الحرارة وما بين ظهور سحب ركامية على بعض المناطق، ومع حالة الطقس المتقلبة التي تشهدها الدولة تبدأ رياح «المونسون» الموسمية الصيفية مع رحلة الشمس الظاهرية إلى الشمال وسقوط أشعتها بزاوية عمودية على القارة الهندية لفترة طويلة، ما يؤدي إلى اكتسابها طاقة تسخين عالية، كما يتشكل منخفض سطحي ضحل وواسع النطاق، وتهب هذه الرياح فوق المحيط الهندي وبحر العرب مع نهاية مايو وبداية يونيو من كل عام، كما تهب هذه الرياح من مسافات بعيدة تقطع خلالها آلاف الأميال قادمة من السواحل الشرقية للمنطقة الاستوائية بقارة أفريقيا متجهة نحو الشمال جهة بحر العرب بعد أن تتجاوز خط الاستواء مروراً بشرق الصومال ثم تنحرف شرقاً نحو الهند، جالبة الرياح شديدة الرطوبة والتي تتسبب في هطول الأمطار الغزيرة غربيّ الهند خلال الصيف. مصطلح «المونسون» وعن تلك التقلبات الجوية التي تشهدها الدولة، يوضح إبراهيم الجروان، باحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، قائلاً: «تبدأ هذه الرياح (مونسون) بالضعف التدريجي مع منتصف أغسطس والانكسار قليلاً جهة الشمال ناحية الأطراف الجنوبية والجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة العربية، ويترتب على هذا الانكسار تدفق الرطوبة نحو الأطراف الجنوبية للجزيرة العربية وتحسن فرص تشكل السحب وهطول الأمطار قرب المرتفعات ناحية عُمان والإمارات وجنوب غرب السعودية». وأضاف : مصطلح «المونسون» هو في الأصل مأخوذ من الكلمة العربية «موسم» وسمي باللاتينية «مونسون»، واستخدمت كلمة «موسم» للمرة الأولى لوصف الرياح التي تهب على بحر العرب حيث كانت تهب جهة الشمال الشرقي عادةً ما بين شهري أكتوبر وأبريل ويبرز نشاطها في شهر يناير، بينما في الفترة ما بين أبريل وسبتمبر يحدث العكس، حيث تهب من الجنوب الغربي باتجاه الشمال الشرقي ويعتبر شهر يوليو الأكثر نشاطاً لتلك الرياح كما يعد شهرا أكتوبر وسبتمبر من أشهر الفترة الانتقالية ما بين الصيف والشتاء. رياح الكوس خلال فترة رياح «مونسون» والتي تجلب عادة موسم الكوس والروايح فإن «رياح الكوس» تهب على دولة الإمارات وعُمان ولكن يزداد تأثيرها على السواحل الشرقية لدولة الإمارات مثل الفجيرة وخورفكان ودبا، إضافة إلى الساحل العماني، وهي رياح صيفية بين الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية وتصاحبها أمواج عالية أحياناً وطقس رطب على السواحل. ويوضح الجروان «تشهد منطقة الساحل الشرقي من دولة الإمارات وسواحل سلطنة عمان نشاط رياح الكوس الرطبة بدءاً من بداية أغسطس حتى نهاية سبتمبر، وهي رياح شرقية عالية الرطوبة تتجاوز معها الرطوبة النسبية السطحية 80%، وقد تصل إلى درجات التشبع فيتشكل الضباب الخفيف، كما تتشكل السحب المنخفضة مع تصادم الكتل الهوائية الرطبة بمرتفعات جبال الحجر، وقد تزداد هذه السحب كثافة فتؤدي إلى هطولات مطرية خفيفة إلى متوسطة ورذاذ، خصوصاً في فترات المساء والصباح». وقال إن الغيوم المكونة من الكوس منخفضة وسريعة، لهذا نجد أن الأمطار المرتبطة بالكوس لا تطول مدتها، وتكون قصيرة ومتفرقة، كما أن الأمطار الخفيفة الناتجة عن رياح الكوس تساعد كثيراً في الحفاظ على رطوبة التربة، حيث إنها تبرّد الأرض وبالتالي تحافظ على الرطوبة في باطنها وقد يصاحب هذه السحب انخفاض في درجات الحرارة، حيث قد تنخفض درجات الحرارة على رؤوس الجبال في الدولة دون 20 درجة مئوية أحياناً، ما يؤدي إلى تحسن الطقس بشكل كبير في تلك المناطق. سحب «المطلعي» وقال «يؤدي تأثر المنطقة بمنخفض جوي إلى نشاط هذه الرياح الشرقية إلى شمالية شرقية على المنطقة الشرقية من الدولة، قادمةً من بحر العرب محملةً بنسب عالية من الرطوبة. أما «ضربة الكوس» فهي وقت ذروة تأثير هذه الرياح على المنطقة ويكون بين منتصف أغسطس إلى منتصف سبتمبر مع بدء الدر الثلاثين من تقويم الدرور وسنة «سهيل». وقد تشتد الكوس كما حدث عامي 2004 و2013 فيتفاءل أهل المنطقة بشتاء مقبل بارد وممطر، وقد تكون أقل شدة أو خفيفة أحياناً. وبعد منتصف سبتمبر ستبدأ تقل تدريجياً رياح الكوس، إلى أن نصل إلى موسم ما يعرف عند أهالي المنطقة بسحب «المطلعي» وتؤثر أيضاً على السواحل الشرقية في فترة الصباح الباكر وعادة ما تكون معتدلة الحرارة والرطوبة أي تلطف الأحوال الجوية. وإذا كانت الرياح قوية فإنها تؤدي إلى هطول أمطار خصوصاً على المرتفعات. الملاحون العرب بدوره يقول الخمسيني راشد أحمد (صياد) من الفجيرة إن الإنسان عرف منذ القدم أوقات ومواسم الرياح خصوصاً في البيئات البحرية، حيث إنها تترك أثراً مباشراً على نشاطه فتؤثر في سرعة واتجاه قوارب الصيد وسفن الأسفار، الشيء الذي دعاه إلى اتخاذ التدابير الملائمة التي تضمن سلامة رحلات الأسفار وطلعات صيد الأسماك، مشيراً إلى أن هذه الرياح عرفها الملاحون العرب في عمان والجزيرة العربية قديماً حيث كانوا يستخدمونها في الإبحار بسفنهم الشراعية فكانت المونسون تدفعهم من جهة الجزيرة العربية أو الخليج للوصول لسواحل أفريقيا الشرقية، وكان لنشاط الرياح أثر واضح في تحديد سرعة وصولهم لتلك المناطق فكانوا يعرفون فترات نشاطها وهدوئها حيث كانوا يستغرقون من 30-40 يوماً في فترات الهدوء، بينما في فترات النشاط تتراوح المدة بين 20 و25 يوماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©