السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسيرة أردوغان

25 يوليو 2016 22:39
ينحدر رجب طيب أردوغان من رحم المؤسسة الدينية في تركيا، فهو خريج مدرسة دينية، بدأ العمل السياسي في سن مبكرة في حزب السلامة الوطنية الذي أسس عام 1972 بزعامة نجم الدين أربكان، وظل عضواً في حزبي الرفاه ثم الفضيلة اللذين شكلهما أربكان إثر موجات الحظر التي كانت تطال أحزابه، وفي عام 1985 أصبح أردوغان رئيساً لفرع حزب الرفاه الوطني في إسطنبول، وفي عام 1994 فاز برئاسة بلدية إسطنبول. خلال فترة رئاسته بلدية إسطنبول حقق أردوغان إنجازات نوعية للمدينة، الأمر الذي أكسبه شعبية كبيرة في عموم تركيا، لكن هذه الشعبية لم تشفع له حينما خضع لإجراءات قضائية من قبل محكمة أمن الدولة في عام 1998 انتهت بسجنه بتهمة التحريض على الكراهية الدينية، ومنعه من العمل في وظائف حكومية، ومنها طبعاً الترشيح للانتخابات العامة. كان سبب كل هذه العقوبات ما قاله أردوغان في خطاب جماهيري في العام نفسه حين اقتبس أبياتاً من الشعر التركي تقول «مآذننا رماحنا والمصلون جنودنا». لم توقف هذه الحادثة طموحات أردوغان السياسية، لكنها ربما تكون قد نبهته إلى صعوبة الاستمرار بالنهج نفسه الذي دأب أستاذه أربكان على اعتماده، لذلك قام باغتنام فرصة حظر حزب الفضيلة لينشق مع عدد من الأعضاء، ومنهم عبد الله غول، وشكلوا حزب العدالة والتنمية في عام 2001. ومنذ فوزه بالحكومة في عام 2002، حاول أردوغان إمساك العصا من الوسط، مقدماً شكلاً جديداً من الوسطية، فدأب على تأكيد أنه لا يمثل حزباً دينياً، لكنه يريد بناء دولة ديمقراطية تفصل بين الدين والدولة كما في أوروبا، ولا تسيطر فيها الدولة على الدين كما هو حال العلمانية التركية. وكان لهذه الرسالة تأثير في المناطق الريفية والمدن الصغيرة في منطقة الأناضول التي تعتبر معقلاً لحزب العدالة والتنمية، حيث بات بعد ذلك يتمتع بدعم قوي واسع وسط القاعدة المسلمة المحافظة في بلده، لكنه أثار بعض الاستياء بسبب طريقة تعامله مع المعارضين التي تتسم غالباً بالقوة. ويرجع نجاح أردوغان سياسياً على مدار السنوات الماضية واستمراره في السلطة إلى الاستقرار الاقتصادي الذي حققه في البلاد مع بلوغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4,5 في المئة سنوياً، حيث تحولت تركيا إلى مركز صناعي ودولة مهمة في مجال الصادرات، ونجحت حكومات العدالة والتنمية في السيطرة على معدل التضخم الذي ارتفع في التسعينيات بنسبة 100 في المئة، لكن النمو الاقتصادي تراجع إلى 2,9 في المئة في 2014 مع تجاوز معدل البطالة نسبة 10%. وقد شهدت السنوات الأخيرة من حكم أردوغان لتركيا تقلبات سياسية حادة وصدامات بين السلطة والمعارضة. نصـّار وديع نصـّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©