القوزاق يهبون لنجدة أشقائهم في أوسيتيا الجنوبية

''كلنا أبناء شعب واحد وسنحمي أشقاءنا''·· هذا هو شعار وحدة من القوزاق المسلحين الذين تمت تعبئتهم من مختلف أنحاء شمال القوقاز للاشتراك في القتال الدائر في منطقة أوسيتيا الجنوبية المتمردة داخل جورجيا· وشق مئات من هؤلاء المقاتلين المتطوعين طريقهم إلى أحد مراكز التجنيد في أوسيتيا الشمالية المرتبطة عرقيا بروسيا والواقعة على الحدود الجبلية بين روسيا وجورجيا حيث تم تسجيلهم للقتال ضد الجورجيين· وتقف 6 حافلات أمام المركز بترتيب من السلطات الروسية على ما يبدو في انتظار نقل المتطوعين إلى ميدان القتال عبر عاصمة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية تسخينفالي· ويقول اربيك خودوف (75 عاما) وهو محارب قديم خاض حرب أوسيتيا الجنوبية الانفصالية مطلع التسعينيات إن المقاتلين غير النظاميين يتسلمون زيا قتاليا ويتلقون التعليمات· ويضيف ''إنهم يأخذون الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و45 عاما· آه·· لو كنت صغيرا لذهبت إلى القتال فورا''· واكتفى أحد أبناء القوزاق (38 عاما) والذي سمى نفسه ''جرينيد'' (قنبلة يدوية) بتمرير يده على رأسه الحليقة ردا على سؤال حول ما إذا كان القوزاق يجهزون أسلحة· وسافر ''جرينيد'' في رحلة استغرقت 5 أيام من شمال سيبيريا بعد أن تابع على شاشة التليفزيون أولى مشاهد الاشتباكات في المنطقة· ويقول ''إننا شعب عاطفي لا نستطيع أن نكتفي بمشاهدة ما يجري ونجلس مكتوفي الأيدي''· يذكر أن القوات غير النظامية من الشيشان كانت إحدى القوى القتالية الرئيسية التي أسهمت في نيل الحكم الذاتي لمنطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا المتمردتين في جورجيا· وهدد تجدد التوترات والقصف بالقنابل في أبخازيا أمس الأول بالتحول إلى قتال منذرا بإمكانية تقسيم القوات الجورجية على جبهتي قتال· استقر فولوديا (40 عاما) وشهرته ''باتون'' (هراوة)، في أبخازيا بعد المشاركة في الحرب· ويقول ''بعد أن ظننت أن الامور قد هدأت اشتعلت من جديد· بداية سنأمن الموقف هنا ثم نعود لاستئناف القتال هناك''· وقال موستاتشويد فولوديا (40 عاما) والشهير أيضا باسم (هراوة) والذي استقر في أبخازيا عقب مشاركته في الحرب ''عندما غادرت كان الوضع هادئا ثم ازداد سخونة· سوف نحمي هنا أولا ثم نعود للقتال هناك''· وأضاف فولوديا بنبرة صوت تنم عن الشجاعة ''نحن القوزاق الذين لا نعرف الهزيمة، تموت شقيقاتنا الآن'' وذلك في إشارة إلى أنباء يتناقلها الرجال عن أسر 7 سيدات من أوسيتيا الجنوبية واغتصابهن ثم إطلاق النار عليهن· ويقول قائد الوحدة بحكم الأمر الواقع ونياشين الحرب تتدلى فوق صدره إن ''الجميع يتذكرون بيسلان الارهابيين لكن هذا أفظع من الارهاب''· ويسمح للقوزاق وهم مرتزقة روس سابقون بموجب القانون الروسي بحمل السلاح والاضطلاع بدور في تنفيذ القانون· ويقول الجنرال أفيتسيان أفيتيكوفيتش ذو النجوم الثلاثة على كتفه والمسؤول عن التجنيد ''إنهم أناس لديهم الرغبة في القيام بواجبهم نحو شعبهم''· ونفى الجنرال إمداد الجيش الروسي للمقاتلين بالسلاح· لكن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قال خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي جورج بوش في بكين إن الغضب دفع ''عددا كبيرا من المتطوعين'' للاتجاه إلى القتال في أوسيتيا الجنوبية الأمر الذي سيجعل ''من الصعب الحفاظ على السلام''·