الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاتحاد» الدولة والصحيفة

21 أكتوبر 2009 22:17
وافق انعقاد منتدى "الاتحاد" السنوي الرابع هذا العام الذكرى الأربعين لصدور أول عدد من جريدة "الاتحاد" في اليوم العشرين من شهر أكتوبر عام 1969، وهي محطة مهمة في مسيرة هذه الصحيفة العربية التي أصبحت بحق وجدارة إحدى كبريات الصحف في العالم العربي. إنها مسيرة شاقة وصعبة يعرف مقدار مشقتها وصعوبتها كل من له علاقة بهذه المهنة - الرسالة في تاريخ وطننا العربي منذ مطلع القرن الماضي. مهنة الصحافة في بلادنا كانت - وما تزال - تحمل طابع الرسالة الوطنية والقومية والعاملون فيها - بخاصة الرواد الأوائل كانوا الكتيبة الأولى في كتائب حركة التحرير الوطني. والصحافة العربية كانت أهم رواد حركة التنوير والاستنارة وحملة مشاعل التحرير والاستقلال ودعوة الوحدة القومية وتحملوا المشاق والصعوبات والأعيان، التي تميز حياة وتاريخ كل الرسل والرواد وبناة الأوطان. والاتحاد "الجريدة" كانت في البدء مطبوعة صغيرة، لكنها "الاتحاد" كانت أيضاً رمزاً معنوياً وحدثاً كبيراً في منظومة فكرية ضمن مشروع بناء دولة اتحاد الإمارات العربية الوليدة في عقل وفكر مؤسس الدولة المستنير، راعي الحلم الكبير ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي بفضل فكره المستنير وعقله الراجح ونظرته المستقبلية، أصبحت تلك الدولة إحدى أهم التجارب الناجحة في عالمنا العربي. صحيفة "الاتحاد"، والتي صاحبت مشروع بناء الدولة الكبير، يُشار إليها اليوم بالبنان، خاصة عندما يكون الحديث عن الصحافة العربية، وأصبحت تجربتها في تطوير وتقدم مهنة الصحافة العربية نموذجا يتطلع إليه ويتعلم منه العاملون في الحقل الصحفي العربي. ويجب أن يتطلع السياسيون العرب إلى تجربة بناء الدولة الاتحادية في الإمارات، التي كانت - وما تزال - حلم وأمل شعوب أمتنا العربية، التي عانت وعاشت آثار الفرقة والانقسام والتمزق الذي أوصل الأمة وكثيرا من شعوبها إلى واقع مرير. ولفت انتباهي قبل ثلاثة أيام العنوان الرئيسي لمنتدى الاتحاد الرابع، وهو (الصحافة العربية.. الواقع والطموح)، وفي رأيي أن هذا العنوان كان موفقاً وجاء في أوانه المطلوب. و"الاتحاد" الجريدة التي ترعى هذا الملتقى، الذي أصبح منذ أربع سنوات، نافذة من نوافذ الأمل، الذي يتطلع إليها المثقفون والكتاب والصحفيون العرب، سعت خلال فعاليات المنتدى إلى رصد واقع الصحافة العربية وطموحها المستقبلي. وجريدة "الاتحاد" تشهد الآن نقلة تقنية وكبيرة في دنيا الصحافة، هذه الصحيفة التي بدأت عامها الواحد والأربعين (من عمرها المديد إن شاء الله)، قد حققت بالفعل وليس القول بعض الطموحات التي يتطلع إليها الصحفيون والقراء. وهي بالحق بهذه التقنية الجديدة قد دخلت مرحلة ستجعلها مطبوعة عالمية، ولن يقتصر أثرها على القارئ في الدولة، والخليج إنما سيمتد عالمياً لتصبح "الاتحاد" إحدى كبريات الصحف العالمية. فقد أسعدني حقاً ما لاحظه جميع المشاركين في الملتقى أولا ارتفاع نسبة الشباب المشاركين والمساهمين في الملتقى العربي (أليس ذلك هو أحد ضمانات تحقيق طموحات المستقبل للصحافة؟). وأسعدني أيضاً أن إدارة الملتقى دعت الكثير من رؤساء تحرير الصحف العربية الذين أثروا بحضورهم ومشاركتهم هذه الدورة، وقدموا المفيد الكثير من تجربتهم المهنية التي تحملوا مسؤولياتها بأمانة ووقاء. وأخيراً حملت كلمة راشد العريمي رئيس تحرير الاتحاد -في حفل إطلاق الجريدة في ثوبها الجديد- إشادة بالزملاء الذين سبقوه في تحمل مسؤولية قيادة هذه الجريدة، وهذا معنى وقيمة من القيم التي نفتقدها في حياتنا العربية، وهي أن نعترف ونقدر جهود كل من سبقونا من الرواد، وأثروا حياتنا العربية، ليس في الحقل الصحفي، ولكن في مجالات العمل الإنساني في أوطاننا العربية. وإذ أهنئ "الاتحاد" في عيد ميلادها الأربعين، أتمنى وآمل من العاملين فيها أن يواصلوا مشروعهم المستقبلي، الذي بدأ أمس، وأن يحتفلوا بنجاحات عديدة في المقبل من الأيام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©