محمد حسن (مدريد)
تصدر موضوع نقل الأجنة في إنتاج الخيول العربية الأصيلة المشهد في الجلسة الافتتاحية للنسخة التاسعة للمؤتمر الدولي لخيول السباقات العربية، الذي انطلق في العاصمة الإسبانية مدريد أمس الأول، ضمن فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان منصور بن زايد العالمي للخيول العربية، وبالتزامن مع عام زايد والاحتفاء بمرور 100 عام على مولده تحت شعار «عالم واحد 6 قارات أبوظبي العاصمة»، بمشاركة 400 شخصية من مختلف أنحاء العالم في جميع التخصصات.
ويأتي تنظيم الملتقى تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات».
واختلف المتحدثون في الجلسة الأولى التي أدارها الإعلامي البريطاني ديريك طومسون وحملت عنوان «تربية الخيول»، وتقنية نقل الأجنة في الإنتاج وتأثيرها، خصوصاً فيما يتعلق بالصفات الوراثية للخيول العربية الأصيلة، حيث أيد البعض عملية النقل، لكن وفق ضوابط محددة بحيث تتم بتقنية متطورة لا تترك أثراً على الفرس أو الجنين الناتج من العملية، فيما تحفظ البعض، مشيرين إلى أنه ربما يترك آثاراً سلبية على السلالات.
كما تمت أيضاً مناقشة أفضل السبل لكيفية إنتاج الخيل البطل، واتفق الجميع على أهمية اختيار السلالة الجيدة أولاً، حيث تلعب الفرس الدور الأكبر ثم بعد ذلك الفحل، إلى جانب عناصر أخرى مهمة يجب مراعاتها مثل التغذية والتدريب المناسب للمهر وتحديد السباقات المناسبة له.
قبل انطلاقة الجلسة الأولى من الملتقى تحدثت الدكتورة حصة العتيبة سفيرة الدولة لدى إسبانيا، والتي توجهت بالشكر لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على الجهد الكبير الذي قدمه لإعلاء الخيل العربي عبر المهرجان العالمي، وقالت: الملتقى في نسخته الجديدة يحظى بأهمية خاصة؛ لأنه يتزامن مع 100 عام على ميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وأضافت: القائد المؤسس وضع الأسس للاهتمام بالخيول العربية في مرحلة مبكرة، وكل النجاحات التي وصلت إليها الإمارات الآن في عالم الخيول كانت بسبب نظرته الثاقبة ومواصلة القيادة الرشيدة في الاهتمام بالخيول ودعمها، حتى أصبح الخيل العربي ينافس عالمياً في السباقات الدولية ويحرز البطولات.
وتابعت: الاهتمام بالخيول العربية يعكس ثقافة الشعوب العربية التي ترى في الخيل رمزاً للمقاومة والقوة والجمال، وكلها صفات تشبعت بها الشعوب العربية ومتوفرة في الخيول، وشكرت العتيبة لارا صوايا المدير التنفيذي لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، رئيسة الاتحاد الدولي لأكاديميات سباقات الخيل «إيفهرا»، مدير عام الوثبة ستاليونز، رئيسة لجنة سباقات السيدات «إفهار»، على قيادتها للمهرجان العالمي من نجاح إلى نجاح عبر سنواته العشر الماضية.
وخاطب الملتقى فيصل الرحماني رئيس الاتحاد الدولي لسباقات الخيول العربية الأصيلة «إفهار»، مشيداً بالملتقى وما يقدمه من دعم للخيول العربية الأصيلة في مختلف دول العالم، وأضاف: سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان من أكبر الداعمين للاتحاد الدولي لسباقات الخيول العربية.
وتحدث الدكتور عبد الله الريسي إنابة عن الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، وقال: المهرجان العالمي حقق العديد من النجاحات التي جعلته معروفاً عالمياً، وبسببه أصبح للخيل العربي مكانته في مختلف السباقات، مؤكداً أن هنالك تطوراً ملحوظاً في المهرجان يصاحبه تطور في أداء الخيول.
وبدوره أكد مبارك النعيمي، مدير إدارة الترويج الخارجي في دائرة السياحة والثقافة- أبوظبي، أن المهرجان ساهم بصورة كبيرة في الترويج السياحي لإمارة أبوظبي، ونقل الصورة الحضارية للتراث الإماراتي والخيول العربية.
من جهته، أكد إدوارد حامض مدير الشركة الوطنية لإنتاج وتسويق الأعلاف والدقيق، أن العام الحالي يمثل حدثاً خاصاً بالاحتفال بعام زايد وبمناسبة 100 عام على ميلاده، معتبراً أن ذلك وفاء للقائد المؤسس الذي أعطى وقدم الكثير.
فيلم وثائقي عن زايد
تم عرض فيلم وثائقي تضمن لمحة عن إنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك في إطار احتفالات مرور 100 عام على مولده و«عام زايد»، واشتمل الفيلم على أقوال عميقة للقائد والمؤسس.
3 جلسات في اليوم الثاني
تعقد اليوم 3 جلسات، وتتضمن الأولى وهي الرابعة في الملتقى الحديث عن وزن الفارس والحوادث والتأمينات، وتستمر لمدة ساعة ونصف الساعة ويرأسها الفارس ريتشارد مولن بمشاركة سارة اوليفر، وارنست اورتيل، وكريس واتسون، وايان باترسون، وكاي شيرمان، وماهي اراميده، ود. جمال الحوت، والفارسة صوفي رالستون. وتتناول الجلسة الخامسة وسائل الإعلام والعلاقات العامة وقاعدة البيانات بإشراف ديريك طومسون، ومشاركة ميشال ابونجم، وعبد الرحمن أمين، وكاثرين فيدلر، وساتيا ناريان، وفرانسوا ريفز، وجوناثان هوارث، ونادين فرامبتون، وبيتر ستابيل، وميشيل شحاده. وتتطرق الجلسة السادسة لعنوان المرأة في السباقات بإشراف اسراء الشمري ومشاركة ايمان السيكال، وشذرة الحجاج، وصالحة الغرير، وتيري ايتون، اكرام صعب، وباربارا دي ميول، ولارا صوايا.
تفاعل كبير في «السباقات والتدريب»
شهدت الجلسة الثانية من الملتقى العالمي والتي حملت عنوان، «السباقات والتدريب» نقاشاً مستفيضاً بمشاركة نخبة من المدربين والفرسان، تفاعل معها الحضور، من ملاك ومهتمين بطرح العديد من الأسئلة، خاصة فيما يتعلق بعمر الخيل لبداية تدريبه وتجهيزه للسباقات، والتي اختلف حولها المتحدثون مع التأمين على أهمية التأكد من جاهزية الخيل قبل بداية تدريبه والدفع به في السباقات.
وقدم ضيوف الجلسة من على المنصة، شكرهم وتقديرهم لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على دعمه واهتمامه بالخيل، بجانب تسجيل صوت شكر إلى لارا صوايا، مشيرين إلى أنها سبب تلاقي الجميع في الملتقى.
وقال المغربي عز الدين سدراتي في هذا الإطار، إنه يحمل احتراماً كبيراً لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على تطويره للخيل العربية وتنفيذه لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مبينا أنه كان شاهداً في سنوات سابقة على مجهودات الوالد المؤسس في هذا المجال.
واعترف سدراتي بأن هنالك مشكلة في تدريب الخيول، لأن البعض يبدأ تدريبها في سن صغيرة قبل اكتمال نمو عظامها للدفع بها في السباقات، وأشار إلى أن الخيل العربي ليس قوياً بما يكفي لتحمل التدريب المبكر، داعياً إلى ضرورة التدريب بطريقة صحيحة وفي سن مناسبة.
من جهته، ذكرت البلجيكي نيلي فيليبيوت أن التدريب يتوقف على قوة تحمل الخيل والمنطقة التي يتدرب فيها، حيث إن هنالك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها لتجهيز الخيول.
وكشف الأميركي سكوت بول أنه في بلادهم يبدؤون تدريب الخيل من عمر عامين فقط، وذكر الفرنسي فيتريجانت أن البداية في بلاده من 4 سنوات.
ومع اختلاف الآراء وتباينها في العمر الذي يجب أن تبدأ منه الخيل كان الاتفاق الأهم على أن نوعية الخيل والتغذية والمكان الذي يتدرب عليه بجانب المدرب هي التي يمكن أن تحدد سن البداية للتدريب.
واتفق المتحدثون على أن استعجال إشراك الخيل في السباقات بهدف كسب المال يشكل خطرا على الخيل، لأن التوقيت المناسب هو الأهم بعد التأكد من جاهزيته بشكل جيد ومقدرته على التنافس.
إشادة بالإمارات في «القواعد والأنظمة»
أشاد المشاركون في الجلسة الثالثة والأخيرة لفعاليات اليوم الأول للملتقى التي عقدت تحت عنوان، «القواعد والأنظمة» بالإمارات التي أنشأت محكمة التحكيم القانوني في أبوظبي، وأصبحت نموذجاً يحتذى به. ودار النقاش حول النظم والقوانين السارية والقواعد العامة التي هي نفسها في كل بلد، وإمكانية الوصول إلى معايير موحدة وسد الفجوات في القوانين المشتركة حتى يكون الجميع راضياً وفق مبادئ العدالة. وتم الاتفاق على تطوير النظم والقواعد لتوافقها وتطابقها مع القواعد السارية في العالم، وأن تكون هناك معايير متفق عليها من الجميع، بالرغم من اختلاف القوانين من بلد إلى آخر. وتميزت الجلسة بمداخلات جيدة من ريشارد مولن وزافير زياني حول توحيد عملية استعمال السوط، وعدد الضربات لأنها غير عادلة، وخاصة إذا فزت بالسباق، وكنت قد استعملت السوط 8 مرات بدلاً عن 7 ضربات حسب القانوني البريطاني. وخرجت الجلسة التوصية بأنه على جميع البلدان التوقيع على النظم والقوانين، وفقاً لما يجرى فيها، وتطبيقها لتلافي وتفادي المشاكل التي تحدث جراء ذلك.
تقنية حديثة في الإنتاج
تستخدم تقنية حديثة في نقل الأجنة للإنتاج، حيث إن في العادة الفرس تنزل بويضتها خلال 21 يوماً، ولكن إذا رغب الطبيب في تسريع الدورة يمنحها حقنة، وبالتالي تنزل البويضة الجديدة خلال 16 يوماً، ويتم حقن البويضة ومتابعتها بالالتراساوند، وعندما يتحقق التلقيح والحمل يتم أخذ البويضة وزرعها في فرس أخرى لتكون حاضنة. ويتمتع الجنين بخصائص الأم الأصلية التي تم أخذ البويضة منها بنسبة 70%، والفحل الأب بنسبة 30%، وتم اعتماد هذه التقنية من الواهو. وقد اعترض البعض على هذا الأمر بالرغم موافقة أعلى سلطة للخيول العربية الأصيلة «الواهو»، خاصة أن استعمال التكنولوجيا أصبح أمراً متاحاً في الميادين من ناحية التدريب والتغذية، وغيرها. عملية نقل الأجنة مصرح بها، وإذا تم إثبات نسب الأبوة علمياً عن طريق الحمض النووي، فإن الاختلاف البيولوجي من ناحية الأم يكون مستحيلاً، وقد يكون الاختلاف فيسيولوجياً، وقد يكون من الأم الحاضنة أو الغذاء، ولكن يبقي هو الخيل العربي طالما لم تمس هويته.
عدد اليوم
