حاتم فاروق (أبوظبي)
اتخذت مؤشرات الأسواق المالية المحلية مسارها الصاعد خلال جلسات الأسبوع الماضي، بدعم من الارتفاع الملحوظ في أحجام سيولة الأسهم القيادية بعدما ظهرت في الأفق المحفزات والأخبار الإيجابية التي أعلنت عنها عدد من الشركات المدرجة في سوقي أبوظبي ودبي الماليين، لتتفاعل معها مؤشرات الأسواق وتخترق مستويات مقاومة جديدة.
وكشفت هيئة الأوراق المالية والسلع، عن نيتها إصدار قانون الاندماج والاستحواذ خلال شهر، إلى جانب إعداد مجموعة من الأنظمة والقوانين التي تنظم وتحدث البيئة التشريعية والتنظيمية في أسواق المال، مثل قوانين وكالات الائتمان، والشركات ذات الغرض الخاص والبلوك تشين، بحسب الدكتور عبيد الزعابي الرئيس التنفيذي بالنيابة لهيئة الأوراق المالية والسلع.
وقال الزعابي، في تصريحات صحفية إن السوق المالي بالإمارات بدأ بالانتعاش بعد تأثره بالفترة الماضية بعوامل منها نتائج الشركات، مشيراً إلى أن هناك 5 طلبات للإدراج لدى الهيئة منذ بداية العام الجاري، وهناك 3 أو 4 شركات جديدة ستدخل السوق في النصف الثاني، مؤكداً أن هناك منظومة تشريعية متكاملة تتعلق بوكالات التصنيف والحوكمة والصناديق وغيرها، ستطلق خلال النصف الثاني من العام الجاري والعام القادم.
وقال خبراء ووسطاء ماليون: إن مؤشرات الأسواق المالية المحلية تماسكت أمام عمليات جني أرباح خلال جلستي بداية الأسبوع على عدد من الأسهم المنتقاة، فيما شهدت أحجام السيولة تراجعاً جديداً إلى مستويات قياسية، بفعل حالة التردد والقلق التي تسوء أوساط المستثمرين نتيجة غياب المحفزات، متوقعين أن يتجه المستثمرون الأفراد والمؤسسات خلال الجلسات المقبلة إلى زيادة المراكز بالأسهم التي وصلت لمستويات مغرية، وظهور أنباء عن اعتزام طروحات جديدة وأبرزها «إعمار العقارية». وكانت «إعمار» أعلنت يوم الأربعاء الماضي، أنها تخطط لطرح عام أولي لما يصل إلى 30% من أنشطتها للتطوير العقاري في الإمارات العربية المتحدة، مؤكدة أن حصيلة الطرح ستوزع على مساهمي «إعمار» بناء على أوضاع السوق، حيث تفاعلت الأسهم المدرجة في سوق دبي المالي، بشكل إيجابي مع الإعلان، لينهي سهم «إعمار» الجلسة مرتفعاً 8.5% مستحوذاً على أكثر من 58% من إجمالي تداولات سوق دبي المالي.
وأكد الخبراء أن وصول الأسعار إلى مستويات متدنية ومغرية للشراء جعلت عمليات الشراء انتقائية بل وطالت عدداً من الأسهم القيادية وفي مقدمتها «إعمار» و«دريك أند سكل» في سوق دبي، وأسهم القطاع العقاري والبنوك في سوق أبوظبي للأوراق المالية، منوهين إلى هناك عدد من الأسهم المضاربية التي مازالت تستقطب شريحة كبيرة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات.
تفاعل إيجابي وقال وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في الإمارات: إن مؤشرات الأسواق المالية المحلية نجحت خلال جلسات الأسبوع في التماسك أمام عمليات جني أرباح تمت على عدد من الأسهم المنتقاة، مؤكداً أن السيولة كانت متواضعة خلال الجلسات الثلاث الأولى من الأسبوع الماضي بفعل حالة التردد والقلق وغياب المحفزات بالأسواق المحلية.
وأضاف الطه أن الأسهم المدرجة بالأسواق المالية المحلية بدأت تتفاعل، بشكل إيجابي مع الأخبار الإيجابية والمحفزات، ومنها على سبيل المثال اعتزام شركة «إعمار العقارية» طرح حصة قد تصل نسبتها إلى 30% من نشاطها للتطوير العقاري بدولة الإمارات للاكتتاب والإدراج، لينهي سهم «إعمار» خلال جلسة الأربعاء مرتفعاً بنسبة 8.5% مستحوذاً على أكثر من 58% من إجمالي تداولات سوق دبي المالي.
وأوضح الطه، أن زيادة وتيرة التداولات في الأسواق المالية المحلية خلال جلستي نهاية الأسبوع يشير بوضوح إلى أن السيولة موجودة لكنها كامنة تنتظر الفرص الاستثمارية الحقيقة للدخول واتخاذ قرار الشراء، حيث قام المستثمرون بدعم من مشتريات الأجانب والمؤسسات بالتعامل على عدد من الأسهم القيادية مستغلين حالة التفاؤل التي سادت أوساط المستثمرين بعد إعلان هيئة الأوراق المالية عن اعتزامها إعداد مجموعة من الأنظمة والقوانين التي تنظم وتحدث البيئة التشريعية والتنظيمية في أسواق المال، فضلاً عن وجود 3 أو 4 شركات جديدة ستدخل السوق في النصف الثاني.
فرص استثمارية
وقال إياد البريقي مدير عام شركة «الأنصاري» للخدمات المالية: إن اقتناص الفرص الاستثمارية أصبحت سمة الأسواق المالية المحلية خلال الجلسات الأسبوع الماضي، وهو ما جعل عمليات الشراء تكون انتقائية على بعض الأسهم، موضحاً أن التراجعات التي شهدتها الأسهم على مدار الجلسات الماضية، جاءت كرد فعل طبيعي من حالة القلق والحذر من الأحداث السياسية التي تمر بها المنطقة، مؤكداً أن الأسواق المحلية استوعبت تلك الأحداث واتجهت إلى الصعود مجدداً.
وأفاد البريقي بأن إعلان «إعمار» عن اكتتاب جديد عزز من معنويات المستثمرين وأعطى السوق دفعة قوية خصوصاً وأن سهم «إعمار» يمثل وزناً نسبياً كبيراً في المؤشر الرئيسي، متوقعاً استمرار طفرة السيولة خلال الجلسات المقبلة مع بدأ حقبة جديدة من التفاؤل وعودة شهية التداول مدعومة بدخول قوي من المستثمرين الأجانب والمحافظ المالية.
وأضاف أنه على الرغم من حالة التردد في اتخاذ القرار الاستثماري التي سادت أوساط المستثمرين خلال الجلسات الماضية، إلا أنه من المتوقع أن تشهد الأسهم المحلية موجة ارتفاعات مع وصول الأسعار إلى مستويات مغرية للشراء مع ارتفاع مكررات الربحية في الأسواق المحلية بالمقارنة مع مثيلتها من الأسواق المالية المجاورة.
الأسعار مغرية
بدوره، قال وليد الخطيب مدير عام شركة «جلوبل» للأسهم والسندات: إن عمليات الشراء الانتقائي التي طالت عدداً من الأسهم القيادية جاءت متزامنة مع وصول الأسعار إلى مستويات مغرية للشراء، مؤكداً أن الأنباء عن طرح «إعمار» إحدى شركاتها التابعة بقطاع التطوير العقاري إضافة الإعلانات الإيجابية الصادرة عن هيئة الأوراق المالية والسلع بخصوص إصدار قوانين وأنظمة جديدة جعلت المستثمرين يتجهون إلى الشراء الانتقائي على أسهم بعض الشركات، مما زاد من قيمة السيولة مقارنة بأحجام التداولات خلال الجلسات الماضية.
وأضاف الخطيب أن مشتريات الأسهم القيادية المدرجة في سوق دبي المالي جعلت المؤشر يعكس الاتجاه الهبوطي ويغلق مرتفعاً على الرغم من انحسار مستوى السيولة في عدد من جلسات الأسبوع، مما يؤكد أن السوق لديه فرص للاستثمار الحقيقي مع اتجاه المستثمرين الأفراد والمؤسسات نحو الشراء نتيجة وصول الأسعار إلى مستويات مغرية للشراء.
عدد اليوم
