الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القصص الغرامية لصدام وبن لادن

القصص الغرامية لصدام وبن لادن
5 ابريل 2012
حضر بن لادن وصدام حسين إلى جانب زعماء آخرين، من خلال قصصهم الغرامية، في كتاب للمؤلفة الفرنسية ديان دوكريه، تكشف فيه جوانب جديدة من شخصياتهم عندما تقدمهم من خلال عيون نساء أحببنهم كرجال "لم يكونوا وحوشاً فحسب". ونشرت ديان دوكريه عام 2011 الجزء الأول من كتابها "نساء الدكتاتور" الذي تناولت فيه زعماء عرفوا باستبدادهم في النصف الأول من القرن الماضي، لتعود وتنشر مؤخرا الجزء الثاني الذي ضم إلى هؤلاء زعماء أحدث عهداً، ومن بينهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وفيدل كاسترو. وتقول الكاتبة إن أبرز ما دفعها لنشر كتابيها هو وجود "ثقب في التاريخ" يتعلق بالحياة الشخصية لهؤلاء الزعماء السياسيين. تضيف "لم تتم أبدا دراسة حياة النساء اللواتي أحببنهم، أو كن زوجاتهم أو شريكاتهم". هو عالم من المجون والعشق والقسوة، ذلك الذي يرصده الكتاب. وبهدف إنجازه قضت مؤلفته ثلاث سنوات معتمدة على محفوظات عالمية وخاصة، بالإضافة إلى مقابلات شخصية. فنقرأ كيف أجرى الجراح التجميلي علاء بشير عملية جراحية لساجدة زوجة صدام التي قررت إزالة شامة لا تعجبها في ذراعها. لكنه ينهي العملية مكتشفا أنه نسي تخديرها، فيسألها بارتياب وخوف "لا بد أني آلمتك بشكل وحشي". لكن المرأة تجيب من دون أن تبدي أي رد فعل تذكر، "من يحتمل صدام حسين عشرين عاماً يتوقف عن الإحساس بأي شيء". في موازاة ذلك، تسير قصة صدام المفعمة بالدراما مع عشيقته اليونانية. في العام 1969، شهدت بغداد ولادة قصة عشق ما بين صدام والشابة اليونانية باريسولا لامبسوس، ابنة العائلة الغنية التي هاجرت من لبنان. فيراقصها وهي بعد مراهقة لا تعرف من هو. وعندما تقول له "لك عينان وحشيتان"، تأسره بقلة اكتراثها بصورته كرجل فولاذي. وتتوالى فصول الدراما الرومانسية. فتنتقل اليونانية "الشقراء" (كما ستطلق عليها الحاشية) إلى قصور صدام، لتقوم علاقة طويلة تنتهي في العام 2001 بهروبها، خوفاً من انتقام عدي الذي سجنه والده بعد مشكلة كبيرة معها. لم يكن رهان ديان دوكريه وهي في أوائل الثلاثينات من عمرها، على هذا الموضوع خاسرا. فالجزء الاول من الكتاب حقق العام الماضي في فرنسا أعلى نسبة مبيعات في فئة الكتب التاريخية، وقد باع 100 ألف نسخة وترجم إلى 18 لغة. عندما ننظر إلى موضوع كتابها، يمكننا القول بأنها السنة المنصرمة كانت حافلة بالنسبة إلى الكاتبة الشابة. فالأضواء سلطت بقوة على رموز أخرى للاستبداد جراء أحداث "الربيع العربي"، الأمر الذي حولها أحيانا إلى "خبيرة" يستضيفها الإعلام للحديث عن نساء حكام حتى ولو لم تتناولهن في كتابها.. وعلى سبيل المثال تحليل شخصية أسماء الإسد زوجة الرئيس السوري الذي يواجه انتفاضة شعبية ضد نظامه منذ أكثر من عام. وتقول الكاتبة إن مقاربة حياة هؤلاء المستبدين عبر قصصهم الغرامية تتيح "معرفة الكثير" عنهم، وتسمح بتجاوز "الصورة الكاريكاتورية التي صورتهم أحيانا كمجرد أشخاص متوحشين وحقراء". ولا تخفي الكاتبة مفاجأتها عندما عرفت بأن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة كان في شبابه "معارضا لكل أشكال العنف". فهي قابلت أيضا أرملته السورية نجوى غانم التي تزوجت قريبها بن لادن وهما بعد مراهقين، وانتقلت معه إلى السعودية لتعيش في تلك السنوات أيامها السعيدة وترى فيه "صورة المثالية على الأرض". لكن الأمر بالنسبة إلى زعماء آخرين لا يخلو من مفارقات بحسب ما تقول الكاتبة. فتخبر أن فيدل كاسترو وكيم يونغ ايل "كانا تقريبا يقضيان وقتا أكثر في رعاية طرائدهم (عيشقاتهم) مقارنة مع الوقت الذي يقضونه في رعاية شؤون الحكم". ولم يكن "الدكتاتور" مستبدا فقط بحكمه، وإنما بقلبه أيضا. فتشرح ديان دوكريه التي درست تاريخ الفلسفة في جامعة "سوربون" الفرنسية، أنه على الرغم من التباين الكبير في شخصيات تلك النساء، إلا انهن كن يمتلكن خاصية مشتركة.. "لقد أحببن أزوجاهن وشركائهن حتى النهاية وكن مخلصات لهم". فعشيقة فيدل كاسترو ماريتا لورنس مثلا التي جندتها وكالة الاستخبارات الاميركية "سي آي ايه"، كانت توشك أن تقتله إلا أن حبها له منعها من ذلك. فرمت الحبوب السامة في دورة المياه ولم تدسها له كما كان مخططاً. من موقعها المجهول في ضاحية سويدية بائسة، ما زالت باريسولا لامبسوس تعرض الصور وتتحدث بغصة عن صدام حسين والدموع تملأ عينيها. فتقول بحسرة "اعتقدت أنني دخلت قلبه، لكنه كان من دون قلب". أما نجوى غانم أرملة بن لادن، فتروي كيف بقيت تحلم بأن تستعيد ذلك الرجل المسالم الذي عرفته في شبابها، وكيف تشعر اليوم بأنها متروكة ومنسية في أحد مخيمات أفغانستان مع أولادهها الذين تحولوا إلى "جثث مع عيون"، بحسب ما تقول. تشير الكاتبة إلى أن مؤلفها "نساء الدكتاتور" موجه في الأساس إلى الجمهور الأوروبي، وهي تأمل أن يعيد قراؤه النظر في "أحكامهم المسبقة" ويصلوا إلى خلاصة تقول بأن "هؤلاء النساء كن يحببن رجالا لم يكونوا وحوشا فحسب".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©