عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - ارتفعت الأرباح الصافية لـ55 شركة مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 33?3 مليار درهم العام الماضي، بنمو نسبته 13% مقارنة بأرباح عام 2011 البالغة 29?5 مليار درهم، بينما منيت 11 شركة بخسائر قيمتها 350?5 مليون درهم، وفقاً لرصد أجرته «الاتحاد» استناداً للبيانات المالية المعلنة.
والتزمت جميع الشركات المدرجة في السوق، البالغ عددها 66 شركة بالإعلان عن نتائجها المالية السنوية في المهلة المحددة من قبل هيئة الأوراق المالية والتي انتهت في 31 مارس الماضي، على عكس العام الماضي، الأمر الذي يعزز من تطور الأسواق المالية في تحقيق المزيد من الشفافية والإفصاح.
وحققت 32 شركة مدرجة في السوق نمواً في أرباحها خلال العام الماضي مقارنة بعام 2011، فيما انخفضت أرباح 15 شركة، وتحولت 8 شركات من الخسارة إلى الربحية.
واعتبر محللون ماليون أن هذه النتائج، التي جاءت في عدد كبير من الشركات أعلى من توقعات الأسواق، تؤكد تعافي الأنشطة الاقتصادية من تداعيات الأزمة المالية، لا سيما في قطاعي البنوك والعقارات، اللذين استحوذا على أكثر من 80% من تداولات الأسواق المالية.
وقال محمد علي ياسين، العضو المنتدب لشركة أبوظبي للخدمات المالية، إن نتائج البنوك والعقارات في سوق أبوظبي «جاءت في معظمها أعلى من التوقعات»، مؤكداً أن الشركات استفادت من المشاريع الحكومية، وحجم الإنفاق الضخم على البنية التحتية.
وتواصل الأسواق تحقيق أداء جيد خلال الربع الأول، الأمر الذي يدعم دخول أسواق الأسهم مجدداً موجة ثانية من الصعود، بعد الموجة الأولى التي بدأتها منتصف ديسمبر الماضي، واستمرت طيلة شهري يناير وفبراير، وربحت معها الأسواق أكثر من 60 مليار درهم في قيمتها السوقية.
وتوقع ياسين أن تكون أرباح البنوك الأقوى خلال الربع الأول، بعد أن خففت كثيراً من المخصصات الضخمة التي كانت تتخذها طيلة السنوات التي تلت الأزمة المالية العالمية، مضيفاً أن تراجع حجم المخصصات لدى بنوك أبوظبي العام الماضي، يؤكد أن أرباحها للعام الحالي ستكون أكبر مقارنة بالأعوام الأربع الماضية.
واستحوذت شركات 3 قطاعات رئيسية هي البنوك والاتصالات والعقارات، وتضم 21 شركة من بين 9 قطاعات مدرجة في السوق، على 89% من إجمالي أرباح سوق أبوظبي.
وبلغ إجمالي أرباح شركات القطاعات الثلاثة نحو 29?6 مليار درهم، مقارنة بـ26 مليار درهم عام 2011، بارتفاع نسبته 13?8%.
وشكلت أرباح بنوك العاصمة أبوظبي الخمسة 80% من إجمالي أرباح القطاع المصرفي في سوق أبوظبي، والذي يضم 14 بنكاً وشركة مالية. وبلغت أرباح البنوك الخمسة مجتمعة، وهي «أبوظبي الوطني»، و»أبوظبي التجاري»، و»أبوظبي الإسلامي»، و»الاتحاد الوطني»، و»الخليج الأول»، نحو 14?38 مليار درهم، بنمو نسبته 7?6% مقارنة بأرباحها البالغة 13?36 مليار درهم عام 2011.
وقال ياسين، إن بنوك العاصمة أظهرت نمواً من رقمين في أرباحها العام الماضي، ووزعت أرباحاً مجزية على المساهمين، وهو ما انعكس على حركة أسهمها التي سجلت ارتفاعات، وكانت داعمة لصعود سوق أبوظبي بشكل كبير.
من جانبه، قال عبدالله الحوسني مدير عام شركة الإمارات دبي الوطني، إن أداء البنوك هو المحرك الأساسي لبقية القطاعات، لاسيما القطاع العقاري، الذي يعتمد في نشاطه على التمويلات المصرفية.
وأضاف أن إعلان البنوك عن نتائج جيدة العام الماضي، لا سيما بنوك أبوظبي، والتوقعات بأن تكون نتائج الربع الأول أفضل مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، يؤكد تعافي النشاط الاقتصادي، ودخول دورة جديدة من الانتعاش.
وأظهرت النتائج أن القطاع العقاري في سوق أبوظبي والذي يضم 4 شركات، حقق أكبر نسبة نمو بين القطاعات المدرجة بنسبة 78?8% بدعم من النمو القياسي في أرباح شركة الدار والتي ارتفعت بنسبة 109% لتقفز بأرباح القطاع بأكمله إلى ملياري درهم مقارنة بـ1?12 مليار درهم عام 2011.
وحول أداء القطاع، ركز ياسين على الأداء الذي أظهرته شركة الدار العقارية العام الماضي، حيث تضاعفت أرباحها علاوة على دخولها في اندماج مع شركة صروح.
وقال: «تعكس تلك التطورات تعافي سوق العقارات في أبوظبي، ما يدعم السوق وبالتالي ربحية شركات القطاع».
بالمقابل، كان قطاع التأمين أقل القطاعات تحقيقاً للنمو في أرباحه خلال العام الماضي بنسبة 3?2%، ويعود ذلك إلى أن 5 شركات تأمين من إجمالي 17 شركة مدرجة في القطاع منيت بخسائر بلغت قيمتها 77 مليون درهم، وهي شركات ميثاق والهلال الأخضر والاتحاد للتأمين والتأمين المتحدة ووطنية للتأمين التكافلي.
وقال الحوسني، إن جزءاً كبيراً من أرباح الشركات العاملة في قطاعات مثل التأمين ومواد البناء والصناعة، جاء من محافظها الاستثمارية في أسواق الأسهم، حيث استفادت هذه الشركات من الأداء الجيد للأسواق خلال العام الماضي، ويتوقع أن تحقق محافظها أداءً أفضل خلال الربع الأول، بدعم من ارتفاعات الأسواق المالية. وبحسب النتائج، تحولت 8 شركات من الخسارة عام 2011 إلى الربحية خلال العام الماضي، وهي إشراق العقارية، ودار التأمين، وعمان والإمارات للاستثمار، والخليج للمواشي، وإسمنت الشارقة، والفجيرة للبناء، وإسمنت الاتحاد، وإسمنت الفجيرة.
عدد اليوم
