الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التعدين الصينية تتجه للاستثمارات الخارجية

شركات التعدين الصينية تتجه للاستثمارات الخارجية
10 ابريل 2011 18:40
أنفقت أكبر الشركات المستوردة للسلع في العالم مثل النحاس وخام الحديد، نحو 4,5 مليار دولار في العام الماضي، في صفقات مرتبطة بقطاع التعدين تمت خارج الصين، المبلغ الذي يُعتبر زهيداً بحسابات قطاع التعدين. وبينما كانت الصين تتسيد سباق السلع العالمية، لم تكن الشركات العاملة في مجال التعدين تسير بذات السرعة فيما يتعلق بالاستثمارات الخارجية. ومهما يكن، تُصر شركات التعدين الصينية الآن على تعويض ما مضى من وقت. وتؤكد صفقة “مينميتالز ريسورسيز” للاستحواذ على “إكوينوكس مينيرالز”، إحدى شركات التعدين من الفئة الثانية التي تعمل في منجم واحد للنحاس في موزنبيق مقابل 6,5 مليار دولار، طموح الصين في أن تصبح واحدة من الدول ذات الحضور المميز في حقل التعدين العالمي الذي تهيمن عليه شركات كبيرة مثل “ريو تينتو” و”بي أتش بي بيليتون” و”أنجلو أميركان”، وغيرها. يقول مدير “مينميتالز” السابق :”في سعيها للاستحواذ على شركات تعدين أجنبية، حاولت الصين العديد من الصفقات دون إتمامها. وبذلت في سبيل ذلك الجهد الكثير والعديد من مذكرات التفاهم التي منيت بفشل ذريع لم يُعلن عنه”. أما اليوم، فربما تتوفر فرص نجاح أكبر للصين في ذلك الحقل، حيث جعلت قوة اليوان الاستثمار الأجنبي أكثر جاذبية، كما أن بكين تعمل على تشجيع شركات التعدين المملوكة من قبل الحكومة للإيفاء بوعودها الخاصة بالتوجه نحو الخارج. وفي غضون ذلك، تقوى شوكة اتحاد شركات التعدين الصينية المحلية تاركة المجال للشركات الحكومية للتوجه نحو الدول الأخرى. ويقول مايك أليوت رئيس قسم المعادن والتعدين في شركة “إيرنست آند يونج” “عندما يتحدث الفرد بعد خمس سنوات من الآن عن شركات التعدين العالمية الكبيرة، سيكون هناك واحدة أو اثنتين منها على الأقل داخل الصين، بالرغم من أن عملية الذهاب إلى الخارج لم تكن بهذه السهولة حتى الآن”. وعكست السنوات القليلة الماضية حجم التحديات الماثلة عندما تتوجه الصين نحو الدول الأجنبية الأخرى بغرض إجراء عمليات تطوير في حقول تعدين كبيرة. ويبدو أن “شاينالكو” كانت في طليعة الشركات الصينية عند شرائها لحصة كبيرة في شركة “ريو تينتو” العملاقة في مطلع العام 2008. واستغلت “شاينالكو” التي ظلت الشريك الأكبر لشركة “ريو تينتو”، موقف الشركة الضعيف إبان الأزمة المالية العالمية. وبموجب الشروط التي تم توقيعها في 2009 بين الشركتين، أصبح بمقدور “شاينالكو” مضاعفة حصتها في “ريو” إلى 19% وإمكانية شرائها لمقاعد في مجلس إدارة الشركة إن رغبت. لكن رفضت “ريو” عرض “شاينالكو” الاستثماري البالغ 19,5 مليار دولار وسط احتجاج المساهمين والشكوك التي تحوم حول أهداف بكين وراء هذه الاتفاقية. ومنذ بداية 2008، لم يقارب سعر سهم “ريو” 60 جنيه إسترليني وهو السعر الذي دفعته الأولى للحصول على أسهم الثانية. وفي غضون ذلك، تقوم الشركات الصناعية في الصين بدفع مبالغ كبيرة لشراء المواد الخام حيث يعتبر الطلب الصيني المحرك الفعلي لأسعار السوق العالمية. وكثّف ذلك من سعي الصين لتعزيز مخزونها من هذه المواد على المدى البعيد، في الوقت الذي تحرر فيه نفسها من الأسعار الباهظة التي تطالب بها شركات مثل “بي أتش بي بيليتون” لخام الحديد أو شركة “فري بورت ميك موران” للنحاس. وفي السنة الماضية، وعندما ارتفع معدل صفقات المعادن، لم يتجاوز نصيب الصين سوى 6% من مجموع صفقات التعدين العالمية. وفي المقابل، فإن شركات النفط الصينية أنفقت أكثر من 30 مليار دولار على الصفقات الخارجية في ذلك العام. ويعود ذلك القصور إلى وضع الصين عندما أصبحت مستورداً رئيسياً للنفط في 1993 باعتمادها على النفط الخارجي وتحوطها ضد تقلبات أسعاره. لكنها لم تصبح مستوردا رئيسيا للفلزات والمعادن مثل الفحم والزنك والرصاص، إلا مؤخراً. وتقود اليوم شركات مثل “شاينالكو” و”مينميتالز” و “شينهوا” شركات التعدين الصينية في عملية التوجه نحو الخارج. وشكلت “شينهوا” شراكة مع شركة “ميتسوي” اليابانية في محاولة للاستحواذ على مشروع “تافان تولجوي” العملاق للفحم في منغوليا. ويقول المصرفيون إنه من الصعب على شركات التعدين الصينية عقد صفقات في الخارج نسبة لعملية التقييم المحافظة التي تتبعها بعض هذه الشركات. وفي مفهوم الشركات المملوكة من قبل الحكومة، من الصعب عقد صفقات عالية التكاليف. كما أن خبرات التفاوض والعلاقات العامة التي تتطلبها مثل هذه الصفقات، تستغرق الكثير من الوقت، خاصة في ظل ترسيخ مفهوم وطنية المصادر في عدد من دول العالم. وأدركت بعض شركات التعدين الصينية أن السمعة والبيئة السياسية لا يقل إسهامهما في عملية النجاح عن جودة الأصول نفسها. وأثارت “شاينالكو” مثلاً، موجة من الانتقادات بمنعها السكان المحليين من تطوير رواسب النحاس في شركة “توروموشو” من بيرو. كما تم اعتقال أكثر من 20 صيني في غانا هذا العام لقيامهم بعمليات تعدين غير قانونية. وأحرزت “شاينالكو” بعض النجاح في الخارج بالفعل مثل استثمارها في شركة “أوز مينرالز” في العام 2009، الصفقة التي يحسدها عليها منافسوها المحليون خاصة في ظل زيادة عدد مناجم الشركة في العامين الماضيين. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©