مفتي "القاعدة" يصل نواكشوط في إطار مراجعة فكرية

قالت "وكالة "الأخبار" المستقلة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، إن من وصفته بـالرجل الثالث في تنظيم القاعدة محفوظ ولد الوالد، قد وصل إلى الأراضي الموريتانية قادماً من إيران. وقد قدم محفوظ المعروف بـ"مفتي القاعدة" وبأبي حفص الموريتاني، إلى نواكشوط بمبادرة من الأمن الموريتاني، إثر وساطة شاركت فيها جهات عدة، وسط حديث واسع عن "مراجعات فكرية" أجراها الرجل. وحسب نفس المصادر التي أوردت النبأ، فإن المعني يخضع لتحقيق مكثف لدى الأمن الموريتاني، بغرض التحقق هل عنده جرائم تتعلق بموريتانيا. وتقول المصادر إن الحكومة الموريتانية، بذلت جهودا مكثفة مع الجانب الإيراني والأميركي لحل أزمة الرجل الثالث في تنظيم القاعدة ومفتي التنظيم سابقا محفوظ ولد الوالد، بعد خلاف الأخير وقادة القاعدة وإعادته النظر في العديد من القضايا التي كانت مثار جدل بين علماء الأمة الإسلامية. وكانت زوجة محفوظ، نسرين سيف الدين، وهي فلسطينية، قد وصلت إلى نواكشوط قبل فترة قادمة من العاصمة الإيرانية طهران رفقة سبعة من أبنائها، بعد سنوات من الاحتجاز مع زوجها إثر فرارها إلى هناك بعد سقوط نظام طالبان. من جانبها نقلت وكالة "صحراء ميديا" الإخبارية المويتانية عن مصادر عائلية أن محفوظ، والذي كان مسؤول اللجنة الشرعية لتنظيم القاعدة والرجل الثالث في التنظيم، قد وصل إلى موريتانيا فجر الاثنين الماضي قادماً من إيران حيث كان رهن الإقامة الجبرية منذ سنة 2001. وأكدت هذه المصادر أن "إدارة الأمن الموريتانية تسلمت ولد الوالد في مطار نواكشوط حيث نقلته إلى مكان مجهول بهدف التحقيق معه"، حسب تعبيرها. هذا واستغربت عائلة محفوظ "منعها من لقائه"، معتبرة أنه "ليس مطلوباً للقضاء الموريتاني، ولم يتهم في قضايا تمس أمن البلاد"، مشيرة في نفس السياق إلى "امتنانها للحكومة الموريتانية الحالية التي اهتمت باستعادته"، وفق تعبيرها. وأضافت بأن لجنة دفاع مفتي القاعدة السابق، تعقد حالياً اجتماعاً مع مدير الأمن الوطني بخصوص القضية، دون الإفصاح عن الهدف من الاجتماع. ويعتبر محفوظ ولد الوالد، أحد أهم الرجال المقربين من زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، حيث درس عليه متون الفقه واللغة، قبل أن يختلفا بشأن رفض أبو حفص الإفتاء بجواز تنفيذ عمليات 11 سبتمبر، حسب ما أوردته بعض المصادر آنذاك. وكان قد تم اعتقال ولد الوالد في إيران 2001، حيث ظل هنالك رهن الإقامة الجبرية، قبل أن يتم الحديث سنة 2010 عن مساعي موريتانية لترحيله إلى بلده الأصلي، فيما وصلت زوجته إلى نواكشوط نوفمبر الماضي.