الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عقد من التراث» يزين 30 فعالية في أيام الشارقة

«عقد من التراث» يزين 30 فعالية في أيام الشارقة
6 ابريل 2012
بثوب جديد عادت أيام الشارقة التراثية في دورتها العاشرة، منطلقة من خلال 30 فعالية ونشاطاً، لها دلالات حضارية وثقافية ذات أبعاد متشعبة في ماضي الإمارات وتاريخ المنطقة، متخذة من شعار "عقد من التراث" عنواناً لها، لتستمر بشعلتها المستنيرة حتى 20 أبريل الجاري. تنبض الفعاليات بالحياة في قلب الإمارة بمنطقة التراث القديمة، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسط زخم جماهيري وإعلامي كبير، يعكس حجم الاهتمام الذي يحظى به هذا الحدث السنوي المميز، بكل ما يتضمنه من برامج ونشاطات تراثية، إنسانية، وترفيهية مؤثرة في عموم المجتمع. وأوضح عدد من الزوار أن موقع الحدث في قرية التراث، وسط المقاهي الشعبية، والمتاحف التي تجاورها في منطقة الشارقة القديمة، من أهم الأماكن المميزة التي تتوسط المدينة، حيث تترجم من خلالها كل الأوجه التاريخية والحضارية والثقافية للإمارات، مؤرخة جانباً كبيراً من أهم موروثاتنا الشعبية، وكنوز تراثنا الأصيل، لتعكس عبر أنشطتها المختلفة من فعاليات ومهرجانات موسمية أهم سمات ماضينا الجميل، وما توارثناه عبر الأجيال من قيم وعادات وتقاليد متأصلة في وجدان المجتمع الإماراتي، بكل ما يحمله من أبعاد إنسانية ومجتمعية ضاربة بالقدم. إقبال جماهيري وقال عبد العزيز المسلم، مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية في الشارقة، عن هذا المهرجان الشعبي: “نحتفل في هذا الوقت من كل عام مع أهالي الشارقة وسكانها من المواطنين والمقيمين على حد سواء، بعرس شعبي وفلكلوري من نوع خاص، تمتد أفراحه على مدي أيام متتاليات، مستقطبة أعداداً غفيرة من كل حدب وصوب، زائرين وسياحاً، يأتون للاطلاع على مشاهد نابضة بالحياة للبيئة الإماراتية القديمة، وكل ما تحتويه من حرف يدوية، وفنون شعبية، وأساليب معيشية، ومهن تقليدية موروثة من سكان البر والبحر، والجبال التي تحيط بالمنطقة”. وأكد أن أيام الشارقة التراثية في هذا العام عادت بحلة جديدة، متضمنة برنامجاً حافلاً بمزيد من الفعاليات والأحداث الثقافية والشعبية المتعددة التي وصلت إلى أكثر من ثلاثين، لتأخذ، في هذه المرة، زخماً أكبر وأعمق، ومنحى فكرياً بملامح أكثر حضارة وتاريخ، يتلخص بإضافة مجموعة من الندوات الحوارية والمحاضرات الهادفة وجلسات النقاش الثقافي، مع أروقة ومعارض تصويرية وفنية على هامش المهرجان، تكللها إصدارات ونشرات مطبوعة، تختص بكل ما يتعلق بهذا المجال. تنوع ثقافي وأوضح المسلم أن تقسيم الفعاليات الثقافية والفكرية والتراثية الثلاثين حسب الأيام والأماكن التي ستقام عليها، ومنها قرية التراث، ومقهى البارجيل، ومقهى الدريشة، مع المواقع الأخرى، مشيراً إلى توزيعها بشكل مدروس، وفق جدول متتالٍ وأوقات ملاءمة للعرض، ومن أهمها تنظيمنا لندوة دولية حول القلاع البرتغالية في الجزيرة العربية، مع ندوة ثانية تتحدث عن تأصيل التراث الشعبي لدى الأطفال، وأخرى عن أفضل الممارسات في إدارة التراث الشعبي، ورابعة لجمع وتدويـن التاريخ الشفوي, بالإضافة إلى محاضرات مهمة ومتخصصة، منها محاضرة بعنوان اللهجة الإماراتية ظاهرة متجددة، ودور الحكايات الشعبية في تربية النشء، مع استعراض تاريخ المكتبات القديمة في الشارقة، وبحث في الموروث الإنساني في الإمارات كسيرة مكان، مع غيرها الكثير والكثير من المواضيع والطروحات الهادفة، والتي سيقدمها نخبة من الخبراء والمختصين من دول عربية وخليجية، جاءت لتطرح تجاربها الغنية في مجال الحفاظ على التراث. وأضاف: “تتزامن فعاليات أيام الشارقة التراثية هذه مع احتفالية يوم التراث العالمي الذي يصادف يوم 18 أبريل، حيث سيتم استقبال جمع من الضيوف والوفود المختلفة التي ستأتي لتشهد الحراك الثقافي والتراثي في الإمارة، علما بأن هذا الحدث الجماهيري سيمتد وينتشر بأنشطته المختلفة من ساحة التراث في وسط الشارقة إلى أماكن متنوعة على مستوى المدينة وضواحيها، بدءاً من منطقة السوق القديم، ومروراً بالمقاهي الثقافية المجاورة لها، مع بعض المتاحف والمعارض الفنية، لترافقها أيضاً احتفاليات شعبية مصاحبة ستقام على نطاق واسع في مدن أخرى من المناطق الشرقية والوسطى، ليحتفي بها أكبر عدد ممكن من السكان”. عرس تراثي وأشار عبد العزيز المسلم إلى أن هذا العرس التراثي يشتمل على العديد من ورش العمل الحية والمباشرة أمام جمهور الحضور، كورشة صناعة الدمى، السفافة، البخور والعطور العربية، وحياكة التليّ، ويركز أيضاً في هذا العام على شريحتي الأطفال والناشئة، من خلال بناء قرية تعليمية ترفيهية ستحتضنهم، لنستعيد معهم إحياء جملة من الألعاب الشعبية القديمة لفئتي البنات والفتيان، مع عروض شائقة لمسرح الظل، ومرسم حر يحفز الصغار على شحذ طاقاتهم الإبداعية، حيث يختبروا من خلاله إمكاناتهم الفنية بالرسوم التعبيرية التي تصور عناصر من تراث الآباء والأجداد. ويتابع المسلم، ستكون في ساحة التراث أيضاً عروض نوعية للبيئة المحلية في الزمن القديم، حيث تقدم بشكل حي، وأمام الحضور، على سبيل المثال أهم معطيات البيئة الجبلية بسكانها وحرفها وبيوتها، والبيئة الزراعية وأدواتها من طرق ري وسقاية، وعرض لمنتجاتها من الحبوب والتمر وحبال لحاء النخيل مع السعف الذي تصنع منه السفوفة والسرود، وغيره من الصناعات التقليدية، ثم تأتي البيئة البدوية واستعراض حياة البدو الرحل بخيامهم المنصوبة في الصحراء والإبل الباركة أمامها، وكل ما اشتهر عنهم من قيم الأصالة وكرم الضيافة، حيث ستقدم من هناك فناجين القهوة المهيّلة المسكوبة من الدلال العربية لتوزع على زوار القرية وضيوفها فتستقبلهم بالتهليل والترحاب على لحن أوتار شجية من عزف الربابة. المأكولات الشعبية وأوضح أنه لم ينس القائمون على تنظيم فعاليات أيام الشارقة التراثية أهمية وجود دربا للطيبات، خصص لطهو المأكولات الشعبية، وتقديم الأطباق التقليدية الشائعة في الإمارات، نظراً لأهمية هذا الجانب الحيوي كموروث إنساني وثقافي للشعوب، يعكس سلوك الأفراد والمجتمعات وطرق معيشتهم وأسلوب حياتهم في مراحل مختلفة من الزمن، مخصصين له ركناً كبيراً من الساحة، تصطف على جنباته مجموعة من الأكشاك والدكاكين، مع بعض المقاهي العتيقة التي كانت تزين الفرجان القديمة، بالإضافة إلى عروض حية لأساليب الطبخ المحلي وأدواته وأوانيه التقليدية، حيث تقوم مجموعة من النساء المبرقعات بقلي اللقيمات وضرب الهريس وخبز الرقاق وتقديم كل ما لذ وطاب من الأطباق الشعبية المعروفة في منطقة الخليج ويوزعنها بكرم على المارة والزائرين. إضاءة قال عبد العزيز المسلم، مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية في الشارقة، “إن الفعاليات تبرز الدور المهم للحكايات الشعبية التي ستسرد لهم، وبشكل يومي، من خلال قصص وأساطير مستنبطة من التراث الشعبي للمنطقة، مشيراً إلى أنها تتضمن استعراضات ملونة لأزياء شعبية وتقليدية من التراث المحلي القديم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©