روائع الفن الإسلامي تتألق في جلسة «شاي العصر»

تتواصل هذه الأيام في أروقة متحف الحضارة الإسلامية فعاليات المعرض الفني المتجول لأعمال الفنان البريطاني الشهير أوين جونز «1809 1874-»، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع متحف «فكتوريا وإلبرت» في لندن، وتستمر حتى 15 يوليو المقبل، تحت عنوان«أوين جونز.. التصاميم الإسلامية/ الاكتشافات والرؤى»، حيث انطلقت الخميس الماضي أولى جلسات المعرض بعنوان«شاي العصر». تهدف الفعاليات إلى نشر وفهم الفنون والحضارة الإسلامية بما يشكل إضافة جديدة لإنجازات الشارقة على الساحة الثقافية لما يتمتع به المعرض من قيمة فنية وتاريخية، لا سيما وأن المعرض يضم مئة قطعة من تصاميم وروائع أوين جونز، التي تعكس تفسيراته ورؤيته للفن والعمارة الإسلامية، كما يضم المعرض مجموعة واسعة من كنوز مقتنيات متحف فكتوريا وألبرت، التي تتنوع من المنحوتات المعدنية والخزف والزجاج والأثاث والأقمشة إلى اللوحات المائية والصور الفوتوغرافية والمطبوعات والكتب والرسومات المعمارية والقطع النادرة من القرن التاسع عشر، التي يظهر بوضوح تأثرها بالتصاميم والأنماط الإسلامية، حيث يكشف هذا المعرض تطلعات الغرب نحو العالم الإسلامي لخلق أنماط حديثة في التصاميم وفن العمارة. كنوز إسلامية وبمناسبة احتضان إمارة الشارقة لمثل هذا المعرض المميز قالت الدكتورة مريم روسر أوين، أمين قسم الشرق الأوسط في متحف فكتوريا وألبرت إن أوين جونز يعتبر علما رائدا في عالم الفن الإسلامي وأثره على فن التصميم البريطاني، فكان مهندساً معمارياً ومصمماً بارعاً أعطى الفن الإسلامي بعدا جديدا، حيث يبين المعرض كيف ولماذا كان جونز قادراً على إحداث هذا التغيير الكبير، معربة عن سعادتها باستضافة الشارقة لمعرض أوين جونز، خاصة أنه يولي المزيد من الاهتمام في اختيار أفضل أعمال جونز وروائعه الأكثر تعبيراً، وهي التي تنوعت بين اللوحات المائية والصور الفوتوغرافية والمطبوعات والكتب والرسومات المعمارية والقطع النادرة من القرن التاسع عشر، وصولا إلى إلى كنوز مقتنيات متحف فكتوريا وألبرت من المنحوتات المعدنية وقطع الخزف والزجاج والأثاث والأقمشة. حلقات شاي العصر ابتداء من يوم الخميس الماضي انطلقت أولى جلسات«شاي العصر» الخاصة بمعرض أوين جونز بمتحف الحضارة الإسلامية، التزاماً من إدارة متاحف الشارقة وقسم الخدمات التعليمية والتعريفية بنشر الوعي الفني والثقافي على أكبر شريحة من المجتمع، ولتأمين المجتمع بورش عملية وحلقات نقاشية تتناسب مع أهل الثقافة والفن، حيث أعلن قسم البرامج والخدمات المجتمعية في المتاحف عن مواصلة جهوده في تنمية المجتمع من خلال برامجه الجديدة والمتنوعة، وفي هذا الإطار تأتي سلسلة جلسات «شاي العصر» المصممة خصيصا لمعرض الفنان البريطاني “أوين جونز” لتستهدف الفئات المجتمعية المختلفة من فنانين ومثقفين من الجاليات المختلفة، لتبادل الخبرات والإبداعات الفنية المستلهمة من مقتنيات المعرض. وحضر البرنامج الأول كل من هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي، وخليل عبد الواحد مدير قسم الفنون التشكيلية بهيئة دبي للثقافة والفنون، والفنان التشكيلي علي العبدان وعدد آخر من المهتمين بالشأن التشكيلي، وتلت الجولة حلقة نقاشية طرحت لتبادل الخبرات والأفكار بين المشاركين، واختتمت المرحلة الأولى من برنامج«شاي العصر»، بتقديم القطع الفنية المستوحاة من معرض الفنان أوين جونز من صنع المشاركين. رسالة ثقافية وخلال جولة تعريفية بمعرض جون أوين جونز قالت عائشة بن ديماس، أمينة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية للحضور إن استضافة المعرض تعكس الحرص على عرض أعمال الفنانين العالميين البارزين، وعرض المقتنيات الفنية التي تنسجم مع رسالة المتحف بالنهوض بالثقافة والفنون العربية والإسلامية، حيث جاءت فكرة جلسات شاي العصر الأولى من نوعها في المنطقة من ناحية الفكرة والهدف وحتى في أسلوب الطرح، حيث انبثقت من وحي معرض الفنان البريطاني أوين جونز، وستقام هذه الجلسات في آخر خميس من الشهر حتى مايو المقبل على ثلاث مراحل هي«الجولة، الإلهام، المعرض» كسلسلة متكاملة يكمل كل منها الآخر في إطار فني، تعليمي وثقافي. أما علياء بورحيمه مدير قسم الخدمات التعليمية والتعريفية في إدارة متاحف الشارقة، فأوضحت أن فكرة البرنامج تنسجم مع دور قسم الخدمات التعليمية والتعريفية لتفعيل المشاركة المجتمعية عبر تنظيم جلسات شاي العصر وغيرها من البرامج التي تعمل على تعميم الفائدة وتعزيز المعرفة والخبرات في الفن والعمارة الإسلامية، ولهذا سيعمل القسم على تنظيم مثل هذه البرامج لمختلف فئات المجتمع، مشيرة إلى أخصائيات التعليم بالقسم يعملن حاليا على إعداد برامج خاصة بطلبة المدارس وأخرى لطلبة الجامعات، إضافة إلى الفئة التي توليها الإدارة الاهتمام الأكبر وهم فئة ذوي الإعاقات. فكرة فنية وبين الفنان التشكيلي المواطن علي العبدان أن جلسات شاي العصر فكرة فنية نتجت عن مبادرة جميلة من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، حيث تلقى دعوة شخصية للمشاركة مع فنانين آخرين، مما يدل على اهتمام إدارة متاحف الشارقة الخاص للتواصل مع العناصر في الساحة التشكيلية والثقافية المحلية، ولما أعجبته الفكرة قام بدعوة العديد من الأصدقاء لحضور هذه الحلقة النقاشية الاجتماعية الودية وغير الرسمية. وأشاد بتنظيم القائمين على متحف الشارقة للحضارة الإسلامية الموفق لمعرض أوين جونز، حيث إن طبيعة المعرض استثنائية قياسا بمعرض المستشرقين التي تم تنظيمها في السابق، لأن أوين جونز أخذ روح الفن الإسلامي وطبقه في بريطانيا وأوربا، وهو الأمر الذي أدخل الألوان الشرقية الحارة والمشرقة إلى الفن التشكيلي البريطاني الذي كان يعتمد قبل ذلك على الألوان الباردة. في حين قالت سارة المرزوقي مدير مركز الفنون والفصول بنادي سيدات الشارقة إنها وجدت في جلسة شاي العصر بادرة جميلة فكرة مميزة جداً من قبل إدارة متاحف الشارقة، حيث لم يسبق لها أن حضرت برنامجاً شبيها من قبل، وقد كانت جلسة شاي العصر فرصة طيبة للتواصل مع العديد من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالفنون الجميلة، فخلال الجلسة أخذ المشاركون فكرة شاملة عن الأعمال المطروحة في معرض أوين جونز، كما كانت الورشة عفوية وممتعة كونها جرت في وقت المساء خارج أوقات الدوام الرسمي للناس، ولهذا وجدت مبادرة جلسة شاي العصر صدى طيبا من جميع الحضور، وتتمنى أن تستمر وتتواصل مثل هذه المبادرات المبتكرة مستقبلاً. على هامش المعرض ينظم قسم الخدمات التعريفية والتعليمية في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، على هامش المعرض العديد من الفعاليات، ليتيح لزواره من جميع الأعمار، فرصة المشاركة في ورشات العمل المختلفة والمحاضرات المتعددة، بهدف رفع مستوى الوعي حول أهمية التصميم والهندسة المعمارية الإسلامية وأثرها في السياق العالمي المعاصر. كما سيتم تنظيم مسابقة للتصوير الفوتوغرافي على هامش فعاليات المعرض حيث يفتح باب المشاركة للمصورين لتقديم صورهم عن التصاميم المعمارية المستوحاة من تصاميم أوين جونز، وسيتم عرض الصور الفائزة في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية. إضاءة أوضحت إدارة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية أنه منذ إنشائه عام 2008، لم ينقطع عن تقديم مفاجآته المبهرة لعشاق الفنون والمعارف الإسلامية يوما بعد يوم، خاصة أن رسالة المتحف الأساسية هي عرض مقتنياته وتعريفها وإجراء الأبحاث عليها وتطويرها، بهدف تشجيع الجمهور من سكان الشارقة وزوارها على طلب المعرفة وتقدير الفن الإسلامي والاستمتاع بالتاريخ والعلوم والثقافة الإسلامية.