الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الأنشطة التراثية.. حصن الأجيال في ظل انفتاح الثقافات

الأنشطة التراثية.. حصن الأجيال في ظل انفتاح الثقافات
6 ابريل 2015 22:22
أحمد السعداوي (أبوظبي) شهدت جزيرة السمالية أمس حالة من النشاط المميز مع تواصل فعاليات الأسبوع الثاني من ملتقى الثريا الربيعي « 5 -12» أبريل الجاري ، عبر عدد من الأنشطة المتنوعة التي مارسها الطلاب ومنها استخراج اللؤلؤ وفلق المحار وركوب الهجن والخيل وغيرها من المفردات التراثية التي تميز البيئة الإماراتية والتي يحرص نادي تراث الإمارات على نقلها للأجيال الجديدة لتكون لهم درعا وحصنا في ظل الانفتاح على العالم وامتزاج الثقافات. فقد عاش الطلاب يوماً تراثياً بامتياز بدأ بانطلاقهم إلى ساحة الهجن والخيل في الجزيرة حيث تعرفوا الى هذا العالم الفريد الذي يبحر بهم إلى أعماق بعيدة في التاريخ الإماراتي يطالعون من خلاله نماذج من حياة الأجداد الذين استخدموا الهجن والخيل في حلهم وترحالهم، واستفادوا منها في التعامل مع البيئة المحيطة بهم. حركة الهجن من ساحة الهجن تحدث إبراهيم علي عبدالله (15 سنة)، الطالب في مدرسة سعد بن معاذ في أبوظبي، موضحاً أنه التحق بنادي التراث منذ 3 سنوات عرف خلالها الكثير من أدوات التراث الإماراتي ومهارات الأقدمين، وكيفية التعامل مع الهجن وأهميتها لسكان الصحراء سواء التنقل أو الطعام والشراب والدواء أحيانا، لافتاً إلى أنه تعلم فن «اليولة» وأصبح من اللاعبين الأساسيين للـ «يولة» في النادي وشارك في كثير من المسابقات وحصل على مراكز متقدمة في بعضها. سلطان علي (10 سنوات) طالب في مدرسة الباهية، أكد تعلقه بعالم الهجن والخيول منذ التحاقه بنادي التراث قبل عام تقريبا، مشيراً إلى أن والديه هما اللذان شجعاه على الالتحاق بالنادي واستغلال وقت فراغه بما يفيده، خاصة في النواحي التراثية والتعرف إلى أساليب حياة الآباء والأجداد وكيف كانت حياتهم صعبة وشاقة وتحملوها حتى يستطيعوا البقاء على أرض الإمارات، كما شاهد الهجن عن قرب وتابع حركتها وعرف أنها حين ترتاح تهبط على قدميها الأماميتين ثم الخلفيتين، وحين تنهض وتمشي تعمل العكس فتبدأ بالقدمين الخلفيتين ثم الأماميتين، ومن خلال حسن التحكم في الأقدام يسيطر الجمل على حركته فيأكل ويشرب ويتحرك بسهولة رغم حجمه الضخم. مهارات تراثية أما سيف النمر البادي (15 سنة)، الطالب في مدرسة العجبان، فأوضح أنه تعرف إلى الكثير من الألعاب والمهـــارات التراثية وعادات وتقاليد زمن أوّل، «بحسب قوله»،وعرف أن للهجن منافع عــــدة أكثر من الخيل ومنها الحليب الذي يعتبر غذاءً رئيســـيا لأهل البادية، فضلا عن اســتخدامها في الاشتراك في المســـابقات المختلفة ونقل الناس والأمتعة، عكس الخــيول التي نســــــتخدمها فقط في التنقلات والسباقات الرياضية المختلفة. رحلة بحرية ومن ساحة الهجن والخيل انتقل الصغار في رفقة مشرفين وخبراء تراثيين متخصصين إلى رحلة بحرية فريدة على متن سفينة تراثية، تلقوا خلالها دروسا عملية في الغوص للبحث عن اللؤلؤ وفلق المحار، ومنهم سلمان أحمد (11 سنة) الطالب في مدرسة الصقور في أبوظبي، كاشفاً أنه التحق بنادي التراث قبل ثلاث سنوات بتشجيع من والده وتعلم السباحة ثم الغوص وكذلك طريقة فلق المحار التي يتم شرحها بشكل مبسط أمام طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، موضحاً أنه شارك في عدة مسابقات للغوص وفاز في مسابقة العام الماضي هو وابن عمه بالمراكز الأولى في مسابقة الغوص التي نظمها نادي التراث للأشبال في مياه جزيرة السمالية. دستور الأقدمين ومن المشرفين الذين رافقوا الطلاب في جولتهم التراثية، قال سالم سويد المنصوري، من مركز الوثبة، إنه جاء في صحبة 45 طالباً من مختلف الأعمار تعرفوا إلى مكونات الحياة البحرية في سواحل الإمارات بما فيها من أنواع مختلفة من القوارب والمحامل الشراعية فضلا عن مشاركتهم في سباقات التجديف بما لها من طابع تراثي إماراتي خالص، ووجدوا على نفس المستوى من الأهمية في ملتقى الثريا الربيعي متنفسا لهم خلال العطلة المدرسية ابتعدوا من خلاله عن تأثيرات التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، وصاروا أكثر التصاقا بماضي أجدادهم الثري بما فيه من صقور وجمال وخيول وبيوت شعر وسنع ومواجيب اتخذها الأقدمون دستورا في السلوكيات والعلاقات الاجتماعية السائدة بينهم عبر الزمن. من جهته، أكد عبدالله محمد سعيد المشرف على الطلاب في مركز أبوظبي التابع لنادي تراث الإمارات، على أهمية هذه الزيارة لطلاب المركز في حسن استغلال وقت العطلة المدرسية والتعرف إلى تراث وتاريخ بلدهم بأسلوب جذاب ومحبب إلى قلوب الصغار، خاصة في ظل أجواء الضيافة التي قدمها لهم مسؤولو جزيرة السمالية والرعاية الفائقة التي يلقاها الطلاب هناك والمتمثلة في توفير جميع الاستعدادات لتسهيل تنقل الطلاب داخل الجزيرة في أجواء ممتعة سواء في البر أو البحر. أهمية الصقر بمهارة فائقة وضع ناصر عمر (17 سنة)، الطالب في مدرسة عبدالقادر الجزائري الثانوية، معصمه داخل «المنجلة»، المخصصة لحمل الصقور، ليبدأ في استعراض مهاراته في التعامل مع الصقر الذي تعرف إلى كل ما يتعلق به عقب التحاقه بنادي التراث قبل ثلاث سنوات. ويقول عمر إن أهم أدوات الصقر هي البرقع الذي يغطي عينه و«السبوق» أي الحبل، الذي يربط به إلى «الوكر» المثبت في الأرض، ويقف الصقر عليه أوقات الراحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©