الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

70 جريحاً وتحطيم وحرق صناديق اقتراع بانتخابات الرئاسة الجزائرية

70 جريحاً وتحطيم وحرق صناديق اقتراع بانتخابات الرئاسة الجزائرية
18 ابريل 2014 11:56
شهدت الانتخابات الرئاسية في الجزائر أمس أعمال عنف أسفرت عن إصابة 70 شخصاً بجروح باشتباكات بين محتجين قاطعوا الانتخابات وقوات الأمن خاصة في البويرة جنوب شرق البلاد، بينما أحرقت عددا من مراكز الاقتراع وتم تحطيم صناديق اقتراع، في وقت أدلى الرئيس المنتهية ولايته والمتوقع فوزه بفترة رابعة عبدالعزيز بوتفليقة بصوته وهو علي كرسي متحرك لخلافة نفسه. واندلعت الأحداث مباشرة بعد فتح مراكز التصويت في الساعة السابعة بتوقيت جرينتش عندما حطم مجموعة من الشباب صناديق الاقتراع في مناطق الرافور ومشدالة والصهاريج بالبويرة. وأسفرت المواجهات عن 70 جريحا منهم 47 دركيا، نتيجة الاختناق بالغاز والرشق المكثف بالحجارة. وبحسب مصور وكالة فرانس برس فان التحضير «لمنع الناخبين من التصويت» بدأ منذ الثالثة صباحا في قرية الرافور. وكان الرافضون للانتخاب ومنهم ملثمون يهتفون بالأمازيغية «اولاش الفوت» ومعناها بالعربي «لا يوجد انتخاب»، بينما حمل أحدهم لافتة كتب عليها «هنا جنازة». وتسببت الحوادث في توقف عملية التصويت لبعض الوقت قبل استئنافها تحت حماية مكثفة من قوات الدرك. واستخدمت قوات الدرك قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق الرافضين للانتخاب الذين كانوا يحاولون منع السكان من المشاركة في التصويت. وفي العاصمة الجزائرية أوقفت الشرطة المنتشرة بشكل مكثف، خمسة شبان كانوا يهتفون بشعارات معارضة للسلطة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وصرح وزير الداخلية الطيب بلعيز أن الانتخاب «يجري في ظروف جيدة» وان هناك «اقبالا كبيرا في 50 ألف مكتب تصويت» في أرجاء البلاد. وأقدم معارضون لإجراء انتخابات الرئاسة على حرق صناديق اقتراع، كما دخل بعضهم في صدامات مع الأجهزة الأمنية ما تسبب في إصابة 30 رجل أمن. وأكدت مصادر محلية اندلاع مواجهات بين عشرات المتظاهرين ورجال الأمن بمنطقة رافور في بلدة امشدالة بولاية البويرة بمنطقة القبائل مما تسبب في غلق الطريق الوطني رقم 26 في وجه حركة السير. وأوضحت المصادر انه جرى مهاجمة مركز انتخاب وحرق جميع صناديق الاقتراع التي يحويها وأن المواجهات بين المتظاهرين المعارضين لانتخابات الرئاسة والقوى الأمنية خلفت إصابة 30 عنصرا من الدرك وقوات مكافحة الشغب. وأشارت صحيفة «الوطن» في موقعها الإلكتروني الى حرق صناديق الاقتراع بالمركز الانتخابي «خابر محمد» بمنطقة سهاريج بولاية البويرة، مشيرة الى جو متوتر بمناطق اغبالو التي لم تفتح بها بعد مراكز الانتخاب، فيما أشار الموقع الإخباري الإلكتروني «كل شيء عن الجزائر» الى تخريب مركز انتخاب بوسط بلدة امشدالة. وفي العاصمة الجزائرية أوقفت الشرطة المنتشرة بشكل مكثف، خمسة شباب كانوا يهتفون بشعارات معارضة للسلطة. وصرح وزير الداخلية الطيب بلعيز ان الانتخاب «يجري في ظروف جيدة» وان هناك «اقبالا كبيرا في 50 ألف مكتب تصويت» في أرجاء البلاد. ودعا تحالف من أربعة أحزاب إسلامية وحزب علماني ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات احمد بن بيتور الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، واقترحوا «مرحلة انتقالية ديمقراطية بعد 17 أبريل». وأدلى بوتفليقة بصوته امس وهو على كرسي متحرك في الانتخابات الرئاسية التي يبقى الأوفر حظا للفوز بها رغم متاعبه الصحية. وبث التلفزيون الحكومي صورا لبوتفليقة وهو يدخل مكتب التصويت في الابيار باعالي العاصمة الجزائرية وهو على كرسي متحرك يدفعه أحد حراسه الشخصيين ويرافقه عدد من أفراد عائلته هم أخوه ناصر مع ابنه وأخيه الأصغر السعيد مستشاره الشخصي في رئاسة الجمهورية. وحيا بوتفليقة الذي لم يظهر أمام الجزائريين مباشرة وليس عبر الإعلام منذ سنتين، المصورين وموظفي مكتب التصويت بيده اليمنى بعدما وضع الظرف في الصندوق وبصم باصبع يده اليسرى في سجل الناخبين من دون ان يدلي باي تصريح. وغير بعيد عن حي الابيار صوت منافسه الأكبر علي بن فليس في حيدرة حيث ذكر بتحذيره من التزوير. وقال «إما أن العملية الانتخابية تكون نظيفة نقية غير مشوبة بالتزوير وتذهب الجزائر الى المستقبل والأمان وان كان عكس ذلك فان الأزمة ستتعمق». واضاف «اعلموني ان التزوير بدأ في بعض الأماكن، وساعلق على ذلك عندما تصلني كل المعلومات». وبدأ الجزائريون عملية الاقتراع مع تحذيرات من التزوير ونداءات للمقاطعة. ويتنافس في الانتخابات بالإضافة الى بوتفليقة وخصمه الأول علي بن فليس، رئيسة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل وعلي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 وموسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية. ويعمل على تأمين الانتخابات أكثر من 260 ألف شرطي ودركي لحماية نحو 23 مليون ناخب تمت دعوتهم للادلاء بأصواتهم في 50 ألف مكتب تصويت. وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني تجنيد 186 ألف شرطي لتأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية «في 27582 مكتب اقتراع». من جهتها جندت قوات الدرك الوطني المكلفة بالأمن في المناطق الريفية اكثر من 78 ألف دركي بالإضافة الى الضباط المشرفين عليهم. وما زال الرئيس يخضع لإعادة تأهيل وظيفي لاستعادة قدرته على الحركة والنطق. ودعا بوتفليقة الذي غاب عن تنشيط الحملة الانتخابية، الجزائريين الى التصويت وعدم الاستجابة لنداء المقاطعة. وبالنسبة لبوتفليقة الذي لم يشارك في الحملة الانتخابية بسبب مرضه فان «الامتناع عن التصويت إن كان من باعث نزعة عبثية، ينم عن جنوح عمدي إلى عدم مواكبة الأمة وعن عدول عن مسايرتها والانتماء إليها». وبالإضافة الى هاجس نسبة المشاركة تحذر المعارضة ومعهم المرشح المنافس لبوتفليقة علي بن فليس من التزوير، رغم طمأنة وزير الداخلية الطيب بلعيز المقرب من بوتفليقة بان «كل اجراءات الشفافية والحياد والأمن اتخذت في هذا الاقتراع».وتنبأ رئيس حركة مجتمع السلم أكبر حزب إسلامي بان «الانتخابات ستكون مزورة وسيعلن رئيس الجمهورية رئيسا للولاية الرابعة». وأعاد بن فليس الذي عمل ثلاث سنوات رئيس حكومة مع بوتفليقة التحذير من «التزوير» معتبرا إياه «عدوا له». وقال «أنا كنت ضحية دمار التزوير الذي يقوم عليه النظام الفاسد من أجل ضمان بقائه والاستحواذ على ثروات الأمة». ودفعت التصريحات المتكررة لبن فليس عن التزوير الرئيس بوتفليقة للخروج عن صمته أمام اثنين من ضيوفه بلهجة غير معهودة. واتهم بن فليس بالعنف والفتنة وذهب الى حد استعمال عبارة «الإرهاب». واتهم بن فليس من قبل أنصار بوتفليقة بمحاولة زرع الفوضى و«ضرب استقرار الجزائر» التي لم تضمد جراحها كاملة من حرب أهلية كان سببها إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لسنة 1992. وفي إشارة الى تحذيرات بن فليس قال مدير حملة بوتفليقة عبد المالك سلال «هم يقولون نحن أو الانزلاق والله لا هم ولا الانزلاق»، مضيفا ان للجزائر «جيشا وقوات أمن يملكون من القوة ما يمنع أي مساس باستقرارها». وأكد رئيس اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات الرئاسية في الجزائر الهاشمي براهمي أن هيئته لم تتلق سوى شكاوى بسيطة تتعلق بأمور إجرائية كعدم تشميع بعض الصناديق أو عدم تعليق قوائم وكلها أمور بسيطة وليس لها أي تأثير على مصداقية الانتخابات أو سير العملية الانتخابية. ونفى براهمي ما تردد عن حرق لصناديق اقتراع في ولاية بجاية، موضحا « طبقا لمعلوماتي تمت سرقة صندوق اقتراع واحد في بلدية فرعون بذات الولاية إلا أنه قد تم استرجاعه والأمور الآن تسير بشكل عادي». ومن المقرر إعلان نتائج الانتخابات يوم الجمعة على أقرب تقدير. وينص قانون الانتخابات الجزائري على انه اذا لم يحرز أي مرشح على الأغلبية المطلقة للأصوات المعبر عنها في الدورة الأولى يصار إلى تنظيم دورة ثانية. (الجزائر - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©