الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قاتلت حتى آخر طلقة ولا تطالبونني بأكثر من طاقتي

قاتلت حتى آخر طلقة ولا تطالبونني بأكثر من طاقتي
13 أغسطس 2008 23:27
كان بطلنا الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم ولا يزال بؤرة اهتمام الإعلام في بكين رغم كل معطيات البطولة وما أفرزته على صعيد النتائج أو قرار الاعتزال لذلك كان لزاما علينا أن نضع كافة تساؤلات جمهورنا الرياضي وما تردد خلال الأيام الماضية في الشارع الرياضي الأولمبي أو في دهاليز البطولة والقرية الأولمبية أمامه، وكعادته كان رحب الصدر وأجاب على كافة التساؤلات، وأزال علامات الاستفهام· في البداية كان السؤال عن سبب ضياع البطولة واللقب الغالي ''الحلم''، وقال بطلنا: لابد أن أحترم رأي الناس ولكنني أديت واجبي ولم أبخل بجهدي وقاتلت حتى آخر طلقة ولم أقصر وكنت أضع علم بلدي نصب عيني وهذا يكفيني فخرا وقلت قبل المشاركة إذا فزت فالفوز من عند الله وإذا لم أفز فهذه مشيئة الله ولا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا والمسلم الحق لا يجب أن يصاب بالغرور عند الفوز أو الإحباط عند الخسارة ولذلك أنا راض عما حدث ومقتنع بأدائي والحمد لله· وواصل حديثه: أقول لمن لا تعجبه النتيجة بسبب حرصه وغيرته على ابن بلده إن أحمد بن حشر حينما قال أبشروا بالذهب في أثينا كان مستعدا جيدا وكان يمكنه أن يعطي مائة في المائة والجمهور يفهم معنى أن أبتعد عن النهائيات بسبب طبق واحد فهذا في حد ذاته يعد منافسة· وحول ابتعاده عن المشاركة في البطولات وهل هو السبب في عدم عودته الى مستواه المعروف، قال صاحب الإنجاز الإماراتي الذهبي: نعم أنا أوافقهم الرأي فحينما شاركت في أثينا ظللت طوال ثلاث سنوات متتالية ودون انقطاع أشارك في جميع كؤوس وبطولات العالم وآسيا والعرب والخليج وفزت بكل ذهبها وكنت أتصدر التصنيف العالمي طوال هذه الفترة وبفارق وصل إلى 2700 درجة وحققت في أثينا البطولة بفارق عشرة أهداف عن الوصيف وحققت رقما قياسيا مساويا للرقم الأولمبي في التصفيات ورقما قياسيا جديدا في النهائيات ظل أربع سنوات باسمي، وهو ما لم يحدث حتى بكين، وأنا هنا في بكين شاركت بعد فترة إعداد لم تتجاوز ثلاثة أشهر وكنت قاب قوسين أو أدنى من الدخول إلى النهائيات فما بالكم لو كانت فترة الإعداد أربع سنوات·· تخيلوا كيف كان سيصبح مستواي ولو كنت أعددت نفسي الإعداد الكافي لكنت بكيت بالدموع على الخسارة· وأضاف الشيخ أحمد بن محمد بن حشر: اسمحوا لي إذا كان همكم الأول والأخير هو الميدالية فلا تنسوا أن رياضة الإمارات ظلت تنتظر الإنجاز الحلم طوال 20 عاما من أول مشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984 وحتى أثينا 2004 وتحقق هذا الإنجاز على يد أحمد بن حشر كما تحقق لدولة الإمارات على مدى ثلاث دورات هي سيدني وأثينا وبكين تباعا خمس بطاقات تأهل حقيقية وليست منحة منها اثنتان لسمو الشيخ سعيد بن مكتوم وثلاث بطاقات لي وهذا تاريخ لا يمكن لأحد إغفاله· ومضى: أما بعد حصولي على الميدالية الأولمبية فقد أصبحت حياتي الخاصة من أولوياتي وأهم من الرياضة لأن الرياضة لو كانت تكمل حياتي لكان هناك وضع آخر وأعود وأقول للجمهور إن ابتعاد أحمد بن حشر كان لمشاغله وحياته الخاصة بعد أن وصل إلى القمة ولم يستطع أن يجد المناخ المناسب فالرياضة ليست أهم من حياتي الزوجية التي أعيشها في سعادة فقبل الأولمبياد كنت أعزب والآن تزوجت ولدي ''بنوته''· ونوه بطلنا إلى أن الرياضة في الدول الأخرى تبني مستقبل أبنائها، أما عندنا فهي تهدم مستقبلهم الدراسي والأسري لأنه لا يوجد احتراف بالمعنى الحقيقي، لقد أضعت مستقبلي من أجل بلدي وليس من العدل مطالبتي بأكثر من طاقتي فالنهج الرياضي يحتاج إلى تغيير جذري ويحتاج إلى ثقافة رياضية احترافية· وقال بطلنا الأولمبي: تعالوا نضع إنجازات أحمد بن حشر الذهبية فقط سواء على الصعيد الأولمبي أوالعالمي أوالآسيوي أوالإقليمي أوالعربي والخليجي في كفة وإنجازات الرياضيين جميعا في كفة أخرى، وسوف ترجح كفة أحمد بن حشر، وهذا هو واقع رياضتنا فإلى الآن لم يحقق أي رام ذهبية عالمية رغم أن جيلي من الرماة الذين بدأوا معي المسيرة منذ 12 عاما لا يزالون معي وسأنسخ كل هذه الإنجازات الذهبية التي حققتها بجهدي الشخصي وبحب الناس وسأضعها في مكاتب المسؤولين لكي يعرفوا قيمة الإنجازات التي تحققت في عهد أحمد بن حشر· وأضاف: لو كنت سألتني في بداية مشواري منذ 12 عاما عن مستقبل اللعبه كنت سأقول كلاما ورديا ومغايرا وكله تفاؤل بالمستقبل، أما الآن وبعد رحلتي ومعاناتي أقول ''ربنا يكون في عون رياضيينا ورياضة الإمارات''·· لقد كنت أحلم في بداية مشواري وأكرمني الله لأنه يكرم من يخلص في عمله ولبلده· وعن اللحظة التي شعر فيها أنه خارج المنافسة قال: لم أشعر لحظة بهذا الشعور رغم قصر فترة إعدادي فالكل جاء إلى بكين وهدفه المنافسة والفوز، من أكبر إلى أصغر رام وإلا لماذا حضر، والكل لعب بروح قتالية ويكفي لحظات ''الشوت أوف'' ، فالإنجاز هو حلم دول عظمى تجند له كل الإمكانات وليس تخطيطنا فهو صفر على الشمال وما أنسبه لنفسي ليس الإنجاز المتمثل في ذهبية أثينا أو ما سبقها بل الإنجاز الحقيقي هو أنني استطعت أن أنجز في جو رياضي غير صحي في بلدنا· وردا على سؤال عن أن قرار الاعتزال جاء في وقت غير مناسب وأثر على أدائه أجاب بطل الإمارات وآسيا والعالم قائلا: بالعكس، قرار الاعتزال أزاح عن كاهلي كل الضغوط والذي يفهم معنى الاحتراف يفهم ويقدر مغزى القرار وتوقيته فحينما قررت الاعتزال قررت الاستمتاع بالبطولة وهذا خفف عني أشياء كثيرة وهي أمور نفسية غاية في الأهمية ولا أستطيع أن أشرحها للجمهور الكريم· وعن مستقبل اللعبة قال بطلنا: هناك شقان، الأول ممارسة اللعبة من أجل التسلية وشغل أوقات الفراغ وهذا موجود ولن يحقق إنجازا يساوى سمعة الإمارات وأنا هنا أقول إن اتحاد الرماية محظوظ لأنه لا مثيل له في العالم فقد وجد لديه رماة يتحملون مسؤوليتهم بأنفسهم· وأشار الشيخ أحمد بن محمد بن حشر آل مكتوم إلى أنه سيخلد الى الراحة، ويشكر ربه على الكرم الذي منحه له ولبلده وسيتفرغ لأسرته بعيدا عن الضغوط، وقال: لن أتخلى عن زملائي في اللعبة أو المجال الرياضي الذي أفهم فيه إذا ما طلب مني أولو الأمر ذلك· وبسؤاله عما إذا كان سيعاوده الحنين إلى الميادين خاصة أن لعبة الدبل تراب سوف يطرأ عليها تعديل من أفكاره التي قدمها إلى الاتحاد الدولي للرماية قال: لعبة الدبل تراب من اللعبات المكلفة التي تحتاج إلى طلقات أكثر وساعات تدريب أكثر ولذلك فكرت في التغلب على هذا الأمر وكيفية معالجته وبأقل تكلفة لجذب مزيد من الرماة لممارستها وعرضت هذه الفكرة على مدحت وهدان نائب رئيس الاتحاد الدولي للرماية وأجرينا عليها بعض التعديلات الطفيفة وقد وجدت قبولا وتجاوبا كبيرا من رجال الاتحاد الدولي وممثلي الاتحادات ذات الثقل في الرماية مثل إيطاليا وألمانيا وأميركا وروسيا والصين وغيرها وفي طريقها إلى التنفيذ في المستقبل القريب لتكون الدبل تراب بشكل مغاير يدفع الكثير من رماة التراب إلى ممارستها· ونوه الشيخ أحمد بن محمد بن حشر آل مكتوم إلى أن عددا كبيرا من أهله يتصلون به باستمرار إلا أن أيا منهم لم يثنه عن قرار الاعتزال، بل بالعكس فهم يباركون هذا القرار لأنهم أقرب الناس لمعاناته· واختتم حديثه قائلا: أمنيتي أن أرى نفسي أساعد الأجيال التي ستأتي من بعدي وأضع خبراتي لنهضة رماية ورياضة الإمارات حتى يرتفع علمها في كافة المحافل الدولية· العوضي يطالب بتكريم بطلنا الذهبي بكين (الاتحاد) - طالب ربيع العوضي مدير منتخبنا الوطني لرماية الأطباق بتكريم بطلنا الأولمبي الذهبي الشيخ أحمد بن محمد بن حشر آل مكتوم، وقال: نحن نشكر الشيخ أحمد بن حشر على ما بذله من جهد ووقت لرفع علم الدولة في المحافل الدولية والعالمية وتحقيق سبق تاريخي للدولة على الصعيد الأولمبي· وأضاف: من الصعب أن يتكرر مثل هذا الإنجاز في المستقبل القريب وابتعاده خسارة كبيرة لرماية ولرياضة الإمارات وفي نفس الوقت أدى بطلنا ما طلبته منه الدولة والحكومة على أكمل وجه ويكفي أنه أحدث تغييرا جذريا في الدبل تراب حيث غير نوع السلاح وكان في البداية محل سخرية الجميع وبعد الإنجازات التي حققها اعتمدت الشركات والمصانع العالمية للأسلحة السلاح المبتكر وهذا يدل على فكره الثاقب· وأكد ربيع العوضي أن بطلنا يتمتع بفكر احترافي يجب الاستفادة منه كمنوذج للأجيال ويجب ألا يمر قرار اعتزاله مرور الكرام ولابد أن يجد التكريم اللائق من الدولة واللجنة الأولمبية والهيئة العامة للشباب والرياضة وكل مؤسساتنا الرياضية لما بذله من جهد لم يبذله أحد ولما حققه من إنجازات يصعب حصرها فقد سجل اسم دولة الإمارات في كافة البطولات الرياضية وفي كافة الأصعدة وبالذهب الخالص· وطالب بالاستفادة من خبراته في تدعيم استراتيجية الرياضة، خاصة الأولمبية سعيا لتحقيق إنجازات أخرى في لندن ·2012
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©