الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمراء الضوء العلمي

أمراء الضوء العلمي
9 يونيو 2010 20:30
العلماء العرب والمسلمون هم من وضعوا الأسس المهمة للتقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصلنا إليه اليوم، فمن دون ابن سينا والفارابي والبيروني وابن الهيثم وسواهم الكثير، كيف كان يمكن للعالم أن يتطور ويبلغ ما بلغه، وأن يصعد إلى الفضاء، وأن يضع أسس الفلسفة والعلوم والطب والآداب؟ لقد كان هؤلاء هم من وضع الأساسات لهذه العلوم، وأخذتها أوروبا العصور الوسطى التي كانت توصف بالظلامية، وطورتها وأضافت إليها، فصرنا إلى ما نحن عليه.. ثم عاد العرب إلى عصر الظلامية الموصوف. هذا ما يظهره معرض لمخطوطات الرواد العرب والمسلمين في مجالات الطب والعلوم عموما يقام في مدينة دبي الطبية، ويشتمل على صور مخطوطات أربعة عشر عالما ومفكرا عربيا مسلما قدموا جهودهم العظيمة للتاريخ البشري، والذين يذكروننا بما قدمته الحضارة العربية الإسلامية للعالم، والإسهامات الثرية في الحضارة البشرية. فهذه المخطوطات والرسومات التي تجسد هؤلاء العلماء هي صورة تلك الهوية التي لم نعد نعلم عنها سوى القليل. العلماء أصحاب المخطوطات والرسومات المشاركة في المعرض الذي يقيمه مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي هم: أبو الحسن كمال الدين حسن بن علي الفارسي (توفي سنة 1318م)، أبو علي الحسين بن عبد الله بن علي بن سينا (ابن سينا)، المعروف باسم أمير الأطباء، أبو ريحان محمد بن أحمد البيروني (ولد سنة 973م)، أبو نصر محمد بن أوزلغ الفارابي (874-950 م)، أبو زيد حنين بن اسحق العبادي (810-873 م)، أبو علي محمد بن الهيثم البصري (956 – 1037 م)، أبو سعيد عبيد الله بن جبرائيل بن بختيشوع (توفي حوالي 1061 م)، أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي (815 م)، والمعروف باسم الصوفي، أبو بكر عبدالعزيز إسماعيل الرزاز الجزري (توفي سنة 1205 م)، أبو بن عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي (توفي سنة 848 ميلادية)، أبو فرج يعقوب بن اسحق الكركي، جراح عربي شهير، أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (865 - 925)، أبو الحسن علي بن ربان الطبري ( توفي سنة 869 م)، أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، المعروف في الغرب باسم (Abulcasis)، وأخيرا أبو مروان عبد الملك بن زهر (1072 - 1162 م). هنا نتناول سيرة بعض هؤلاء العلماء، ونبدأ بابن الهيثم (354 – نحو 430 هـ)، محمد بن الحسن بن الهيثم البصري أبو علي، الذي يلقب ببطليموس الثاني، وهو مؤسس علم الضوء حتى لقبه العلماء بأمير الضوء. ومن أشهر مؤلفاته: كتاب المناظر، الشكوك على بطليموس، المرايا المحرقة، شرح قانون إقليدس. ونأتي إلى ابن زُهْر (464 – 557 هـ)، وهو عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر الإيادي، أبو مروان، وهو طبيب أندلسي من أهل إشبيلية، اتصل بالخليفة عبد المؤمن بن علي. ومن أهم مؤلفاته: التيسير في المداواة والتدبير، كتاب الأغذية، ومقالة في علل الكلى. الشيخ الرئيس ولو انتقلنا إلى الشيخ ابن سينا (370 – 428 هـ) فهو الحسين بن عبد الله بن علي، أبو علي، المعروف بالشيخ الرئيس، ولد بأفشنة من أعمال بخارى سنة 370 هـ = 980 م، وتعلم ببخارى على أبي عبد الله النائلي وغيره، وأمعن في قراءة أمهات المتون حتى برع في الطب، مما جعل فضلاء الطب يقرأون عليه وهو ابن ست عشر سنة فقط، كما أخبر هو عن نفسه، وأحكم علوم: المنطق والرياضيات والهندسة والفلك والطبيعة والفقه والتفسير والفلسفة والأدب وغيرها، قبل بلوغه الحادية والعشرين، وكان سر تفوقه في إحكام تلك العلوم من وجهة نظره أنه “رأى من الكتب ما لم يقع اسمه لكثير من الناس قط وما كان رآه هو من قبل”. وطوف بعلومه في مدن مختلفة مثل بخارى ودهستان وجرجان والري وقزوين وهمذان وأصفهان وغيرها، وتقلد الوزارة مرات في زمن شمس الدولة وعلاء الدولة، لهذا لقب بالشيخ الرئيس، وتوفي في همدان سنة 428 هـ = 1037 م قاضياً، وعمره 53 سنة، قضى أربعين منها في الاشتغال بالعلم. تُرجم عدد من كتبه إلى اللغات اللاتينية والإيطالية والألمانية في مدة مبكرة، خصوصاً موسوعته الطبية “القانون في الطب” التي ظلت مرجعاً أساسياً في الجامعات الأوروبية حتى القرن التاسع عشر الميلادي. ومن أشهر مؤلفاته: القانون في الطب، الشفاء في الطبيعيات، الإشارات والتنبيهات في الحكمة، النجاة، الحاصل والمحصول، والأدوية القلبية. وفي حقل الطب والعلوم عموما، نلتقي بالعالم أبو القاسم الزَّهْرَاوي، خلف بن عباس الزهراوي نسبة إلى بلدة الزهراء بقرطبة، لم يُعْرف في أي عام ولد، ولكنه عاش في عهد الخليفة عبد الرحمن الثالث (300 – 350هـ = 912-961 م )، ويُعد أشهر الجراحين في الحضارة العربية على الإطلاق، ولم تنقل لنا كتب التراجم والتاريخ ترجمة وافية عنه سوى اسمه وتاريخ وفاته، فاتفقت في اسمه، واختلفت في تحديد السنة التي توفى فيها. وأشهر مؤلفاته: التصريف لمن عجز عن التأليف، وهو موسوعة طبية كبرى تشمل مباحث الطب كافة، تقف إلى جوار الحاوي للرازي، والملكي لعلي بن العباس المجوسي، والقانون لابن سينا، والشامل لابن النفيس، لتعكس القدرة الإبداعية الموسوعية في الحضارة العربية الإسلامية. وألفه الزهراوي بعد أن أمضى خمسين عاماً في مزاولة الطب، كان خلالها أبرز الجراحين، وهو مكوَّن من ثلاثين مقالة، أشهرها على الإطلاق المقالة الثلاثون الخاصة بعمل اليد (الجراحة)، وهي المقالة التي وضعت أصول علم الجراحة، وتضمنت تصميماً دقيقاً للآلات الجراحية المستخدمة فيها بالوصف والشكل، فحظيت بالعديد من الترجمات إلى اللغات اللاتينية والإنجليزية والعبرية والفرنسية والروسية، وكانت أول ترجمة لها هي ترجمة جيرارد الكريموني في مدينة طليطلة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي. ومن أهم مؤلفاته أيضاً: مقالة في أعمار العقاقير المفردة والمركبة، وتعد أول ما أُلِّف في معايير تحديد تواريخ صلاحية الأدوية. وبالذهاب إلى الخُوارِزمي (... – بعد 232 هـ)، محمد بن موسى، أبو عبد الله، المتوفى بعد 232 هـ (848 م)، نجد أنه رياضي، وفلكي، ومؤرخ. ولد بخُوارزم، وقدم بغداد، واتصل بالخليفة المأمون العباسي الذي ولاه بيت الحكمة. ويعد مؤسساً لعلم الجبر، ومخترعاً لأول أداة ربعية، والربع الحراري لتحديد دائرة العرض، وغيرها. ومن أهم مؤلفاته: كتاب الجبر والمقابلة، صور الأرض والمدن والجبال، عمل الأسطرلاب، ورسم المعمور من البلاد. وتحلو زيارة المعرض بلقاء شيخ التاريخ والمؤرخين الطبري، علي بن ربن، أبو الحسن (... – 247هـ ... - 861 م)، الذي ولد بطبرستان وتعلم بها علوم الحكمة والعلوم الطبيعية حتى ظهرت بها فتنة فنزل الري وبعدها إلى سامراء وهناك ألف أهم كتبه: فردوس الحكمة، التحق بالخليفة المعتصم والخليفة المتوكل، ومن أشهر مؤلفاته: تحفة الملوك، منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير، والدين والدولة. المعلم الثاني الفارابي أو محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ، أبو نصر ( 260 -339 هـ / 874 – 950م) له مكانه أيضاً في المعرض. ويعرف بالمعلم الثاني لشرحه مؤلفات أرسطو (المعلم الأول). اتصل بسيف الدولة بن حمدان، وكان يحسن اليونانية وأكثر اللغات الشرقية. وأشهر مؤلفاته: أراء أهل المدينة الفاضلة، إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها، السياسة المدنية، كتاب الموسيقى الكبير. وضمن العلماء المؤسسين نقف مع الفارسي (... – 718 هـ) حسن بن علي بن الحسن ، كمال الدين، أبو الحسن، المتوفى 718 هـ = 1318م. من أشهر علماء علم البصريات (الضوء) بعد الحسن بن الهيثم، وكان كذلك رياضياً شهيراً. ومن أهم مؤلفاته: تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر، البصائر في تنقيح المناظر، أساس القواعد في أصول الفوائد في الرياضيات. وأخيرا مع جابر بن حيان (... – 200 هـ)، جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، الكوفي، أبو موسى، المعروف بالصوفي، وكانت وفاته سنة 200 هـ = 815 م. ويعد أشهر الكيميائيين المسلمين، اتصل بالبرامكة، وانقطع لجعفر بن يحيى البرمكي، وله العديد من الاكتشافات الكيميائية مثل اكتشافه للصودا الكاوية، وتحضيره ماء الذهب، وحمض النيتريك، والهيدروكلوريك، والكبريتيك، وسماه بزيت الزاج، وسلفيد الزئبق، وغيرها. ومن أهم مؤلفاته: كتاب الخواص الكبير، تصحيحات كتب أفلاطون، كتاب السبعين، كتاب الرحمة، كتاب الخمائر، كتاب السموم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©