الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيروت واو».. الشعراء والمدينة

«بيروت واو».. الشعراء والمدينة
9 يونيو 2010 20:30
“بيروت واو” فيلم عن المدينة كما يراها الشعراء، كان الشاعر والمخرج اللبناني فادي ناصر الدين أنجزه بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية في إطار بيروت عاصمة عالمية للكتاب، ثم حصل بعد ذلك على جائزة الإبداع من مهرجان السينما الذي احتضنته قاعة الاونيسكو في أبريل/ نيسان الماضي. يحكي الفيلم الوثائقي خلال 30 دقيقة عن تاريخ مدينة بيروت وخصائصها ومميزاتها استناداً الى مقابلات اجراها المخرج مع عدد من الشعراء اللبنانيين أمثال: عباس بيضون ويحيى جابر ومحمد الأمين وفيديل سبيتي والى قراءات لبعض النصوص الشعرية المختارة. يقول فادي ناصر الدين: “إن موضوع بيروت هو موضوع شخصي. انا سافرت كثيراً وعشت لفترات طويلة في أمريكا وغيرها من بلدان الغرب، وذلك في محاولة مني لاختبار الحياة خارج بيروت. لكنني كنت دائما اشعر بأنني “ملوث” هناك. فانا احمل في داخلي الكثير من “الكركبة” في السلوك. وبالتالي لم استطع ايجاد تناغم حقيقي بين توقيتي الداخلي ونمط العيش في تلك المدن. ووجدت ان (فقط) بيروت تناسب توقيتي الداخلي لأن الفوضى التي تعم العاصمة اللبنانية تتماشى وفوضويتي. من هنا تأتي قصة الحب بيني وبين بيروت ولكنها في الوقت عينه قصة حزن وأوجاع وضجيج... وهذا ما اردت إيصاله عبر فيلمي”. وعن اختياره محاورة شعراء لبنانيين من أجيال مختلفة قال ناصر الدين: “كان من الممكن اللجوء الى مقابلات مع رجال السياسة، انما اعتبرت ان هؤلاء كثيري الكلام وبرأيي ليس لديهم شيئا ليقولونه عن بيروت وهم أصلاً لا يعرفونها. اما الشعراء فيعيشون المدينة بمختلف طقوسها ويوثقونها بقصائدهم ويكتبون تاريخها”. ويحمل الوثائقي عنوان “بيروت واو” بهدف تسليط الضوء على أمرين حسب ما يشرح ناصر الدين: “أولاً، حرف “الواو” المعطوفة على جميع تناقضاتها، على الفرح والحزن والموت والحياة، كما هي حال بيروت. وثانياً، “واو” الدهشة وهو عرف سائد لدى الجيل الجديد الذي عندما يدهشه أمر ما، يتعجب قائلاً “واو”. الفيلم هو رسالة حب من الشاعر والمخرج فادي ناصر الدين الى بيروت كما يصفها: “مدينة الدهشة والمحن التي بإمكانها ان تحدث ضجيجا هائلاً داخل سكانها دون ان تدخل الجحيم من بابه الواسع ولا الفرح من بابه الواسع، بل هي مدينة تتمرجح بين الفرح والحزن، وهذا هو سرّها الذي يحاول الفيلم اظهاره”. ويصح القول إن “بيروت واو” عمل شعري بالصورة والصوت، ويمكن اعتباره عملية تأريخ شعرية للعاصمة التي تصنع الحدث الثقافي. ومن الجدير بالذكر أن الفيلم حضره مئات المثقفين والإعلاميين. وأجمع هؤلاء على أن فادي ناصر الدين رسم صورة غير عادية مليئة بالحب والشعر والنوستالجيا لزمن الكلمات الجميلة والحلم البيروتي الأحلى. كما أجمعوا على أن الفيلم أثار الدهشة على اعتبار أن مثل هذه الأفلام الثقافية غالبا ما تكون مملّة وفيها نوع من الرتابة. وقد جاء فيلم “بيروت واو” على عكس هذا حيث تنقّلت الصورة بشكل سريع آخذة كل المطلوب من الصورة بثوان ما يؤخذ عادة بدقائق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©