الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلي تستوحي تصاميمها وألوانها من التراث ومملكة النبات

حلي تستوحي تصاميمها وألوانها من التراث ومملكة النبات
6 ابريل 2012
طرحت فنانة الحلي اليدوية رانيا المهدي مجموعتها الجديدة من الأكسسوارات المصوغة من الفضة والأحجار نصف الكريمة في أحدث معارضها بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، واستولت التصاميم المبتكرة على إعجاب عشاق المصاغ اليدوي المتفرد؛ فقد جاءت ألوان الأحجار الطبيعية مبهجة ونادرة والتصاميم ناعمة وراقية. وتنوعت تصاميم المجموعة المأخوذة من مملكة النباتات، وعراقة التراث، لتكشف الحرفية العالية للفنانة التي فرضت اسمها في عالم الموضة بذوقها وأسلوبها. ماجدة محيي الدين (القاهرة) - في مجموعتها الجديدة اختارت مصممة الحلي اليدوية رانيا المهدي ألوانا جريئة وجديدة من الأحجار نصف الكريمة ومنها الأونكس والجارنيت والأوماتيست والعقيق مثل الموف والأخضر والأزرق والرمادي إلى جانب التركوارتز والفيروز. حب التفرد عن أهم ما يميز مجموعتها الأخيرة، تقول المهدي “استوحيت أفكار بعض الموديلات من الطبيعة وخاصة الزهور بأشكالها وألوانها وأوراق النباتات بتفاصيلها الدقيقة الساحرة، وبحكم طبيعتي أعشق التراث وأجد في كل الفنون التراثية مثل النوبي والسيناوي والمصري القديم الكثير من الإلهام، ولا تكاد تخلو مجموعة من قسم خاص يضم عددا من الأطقم المتكاملة أو قطع الحلي المنفردة التي تحمل لمسة شرقية وتراثية”. وتشير إلى أنها تحب التفرد وترفض التكرار ولذلك عندما تصنع تصميما تقدمه للمرأة التي تعرف قيمة المصاغ اليدوي، وأنها تريد حليا لا ترتدي مثلها أي امرأة أخرى، لافتة إلى أنه حتى لو طلبت إحدى السيدات قطعة مشابهة فإن روح الفنان تجعلها مختلفة سواء في الأحجار أو أسلوب الصياغة والتعامل مع الفضة أو الذهب. وتؤكد أن أهم ما تحرص عليه هو مستوى النقاء والجودة في الحلي. وتقول “لا أعرض سوى الحلي التي ترضيني فنيا بحيث تظل لها قيمتها وشكلها الأنيق لأطول فترة زمنية، وأبذل جهدا كبيرا بمعاونة فريق من المساعدين لي للوصول إلى أعلى مستوى من الجودة حتى لا تكون هناك عيوب في الحلي”. وتوضح المهدي أن التشطيب الجيد عنصر مهم يؤثر على قيمة وجمال الحلي اليدوية، وإذا كان شكل الحجر ولونه وأسلوب قطعه وصقله يمنح قيمة مضافة للتصميم فإن التعامل بحرفية مع سبائك الفضة كمعدن أو أسلاكها المسحوبة يعطي الحلي بريقا وجمالا يضيف للتصميم ملمسا ناعماً، ورقياً يجعلها ترضي ذوق المرأة التي تنشد التفرد. طرق التنفيذ حول طريقة عملها، تقول المهدي إنها تلجأ أحيانا إلى رسم بعض التصاميم قبل البدء في التنفيذ، ومرات تبدأ باختيار حجر ثم تضع له ما يلائمه من تصميم، وكثيراً ما تجد نفسها قد بدأت العمل في ورشتها الصغيرة التي خصصت لها جزءا من منزلها لتنفيذ فكرة تصميم واضحة في رأسها. وتشير إلى أن الحلي التي تصنعها تظل محتفظة بجودتها وقيمتها فهي تصاميم من الفضة تراعي فيها أن تزداد جمالا بمرور الوقت عندما تتأكسد الفضة لتبدو وكأنها قطع من الفضة القديمة، أما التصاميم ذات الطابع العصري فهي من أسلاك الفضة المعالجة بطرق معينة تجعلها غير قابلة للأكسدة. وحول الوقت الذي استغرقه الإعداد للمعرض، تقول المهدي “أمضيت نحو ثلاثة شهور من العمل الجاد لتنفيذ مجموعة تلائم موسم الربيع والصيف، وبعض القطع تم تنفيذها بتقنيات مبتكرة منها دلايات وأقراط وخواتم وأساور استغرقت وقتا ليخرج التصميم كما هو في مخيلتي. فأنا حريصة على لقاء عاشقات الحلي اليدوية في معارضي وأحب أن استمع بشكل مباشر إلى آرائهن لأتعرف على مختلف الأذواق، وأحيانا تكون كلماتهن دافعا لي لتقديم المزيد من الحلي برؤية جديدة”. وعن نصائحها للحفاظ على الحلي اليدوية في أفضل حال، تقول “الأحجار الطبيعية التي اعتمد عليها تكون ذات جودة عالية، ولا تتأثر بالعوامل الجوية لكني أحب أن تتعامل المرأة بحرص وعناية مع الحلي اليدوية، وتحفظها في علب مبطنة بالحرير أو القطيفة، ولا ترتدي الحلي إلا بعد أن تنتهي تماما من وضع المكياج والعطور حتى لا تكون هناك آثار سلبية على الحلي. وإذا تعرضت الحلي للأذى تحضرها للورشة لتظل دائما بحالة جيدة”. وليد المصادفة عن بداية رحلتها مع الحلي، تقول المهدي “دخولي مجال تصميم الحلي كان وليد الصدفة فقد كنت أعشق الأحجار، وأحب اقتناءها خاصة النادر منها، وبدأت أضع بعض التصاميم على الورق لأطقم خاصة بي بهدف ارتداء حلي غير السائدة في الأسواق”. وتضيف “صديقاتي وقريباتي أبدين إعجابهن بتلك التصاميم وشجعتني صديقتي وشقيقة زوجي، وهي خريجة فنون جميلة على طرح أول مجموعة لي بشكل حرفي. وأصبحنا شريكتين في العمل، ولنا اسم تجاري واحد هو “RR” نال ثقة قطاع كبير من سيدات المجتمع الراقي، وتقدم كل منا أعمالها برؤيتها الخاصة ونتشاور في بعض الأفكار، ولكننا نتفق على تقديم الموديلات الجديدة ويتم تنفيذها من الفضة والأحجار وبعض القطع يتم تصميمها من الذهب بناء على طلب بعض العميلات”. وتوضح “عندما بدأت تصميم الحلي كنت أواجه بعض المشاكل الفنية، ولأني دخلت من باب الهواية بعد تخرجي في كلية التجارة ولم أدرس بشكل أكاديمي كنت ألجأ إلى بعض الخبراء المهرة في ورش خان الخليلي لأتعلم منهم سر الصنعة والأساليب الفنية للتشكيل والصياغة، وطرق تركيب الأحجار”. وتصف المهدي دخولها عالم الحلي بأنه تحدٍ في ظل وجود أسماء كبيرة وراسخة من مصممي الحلي اليدوية، لكنها بالتدريج أصبح لها أسلوبها الخاص، وبصمتها المميزة التي تعبر بها عن نفسها وأفكارها بكل حرية، مشيرة إلى أنها لم تعد تفرض على نفسها قيودا في العمل، فقد اكتسبت ثقة خاصة وأن عددا من كبار فناني الحلي شاهدوا معارضها السابقة، وأبدو أعجابهم بأسلوبها، وأصبحت تعتمد على إحساسها وذوقها الشخصي الذي بات سر تميزها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©