الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أمهات من ذهب في الأولمبياد

أمهات من ذهب في الأولمبياد
13 أغسطس 2008 23:31
لا أحد بامكانه أن ينكر ولو حتى للحظة واحدة مدى صعوبة مهمة الوالدة ومشقات الأمومة وما يترافق معها من مسؤوليات وسهر الليالي ما يجعلها وظيفة بدوام كامل، إلا أن هذا الواقع لم يمنع بعض البطلات من توزيع وقتهن بين الواجب المنزلي والواجب الأولمبي فحضرن إلى أولمبياد بكين 2008 من أجل البريق والتألق في أكبر حدث رياضي· نتحدث هنا عن بطلات من طراز العداءة البريطانية باولا رادكليف ونجمة التنس الاميركية ليندساي دافينبورت وبطلة العالم سبع مرات في رياضة الجودو اليابانية ريوكو تاني وبطلة المبارزة الايطالية فالنتينا فيتزالي التي لم تجعل من نجلها عائقا يمنعها من التألق، بل رأت فيه دافعا قويا يجعلها تقدم أفضل ما عندها في المحفل الأولمبي وهي نجحت في فعل ذلك وسطرت اسمها في تاريخ منافسات المبارزة في الألعاب الأولمبية وفي الفئتين عندما احرزت لقبها الثالث على التوالي في سلاح الشيش متفوقة في المباراة النهائية على الكورية الجنوبية نام هيون-هي 4-3 في مباراة مثيرة· وكانت فيتزالي (34 عاما) توجت بطلة في سيدني 2000 واثينا 2004 وهي تعتبر الأكثر نيلا للألقاب في التاريخ كون سجلها يتضمن 32 ميدالية بينها خمسة ألقاب عالمية، وصعدت إلى منصة التتويج الأولمبي ست مرات· وتستطيع فيتزالي أن تضيف ذهبية أخرى في الألعاب لأن إيطاليا مرشحة بقوة لاحراز المعدن الأصفر في الفرق ايضا· ''نجلي طلب مني ميدالية لكنه لم يحدد من اي نوع· ها هي (الذهبية)'' هذا ما قالته فيتزالي التي ينطبق وضعها على البطلة المحلية في الجودو تشيان دونج ماي التي تركت عائلتها من أجل تحقيق الحلم الاولمبي ونجحت في مبتغاها لانها اصبحت اول والدة صينية تتوج بالذهب الاولمبي وهي الان تنتظر بشوق العودة الى منزلها: ''اشتقت الى ولدي كثيرا· عندما تنتهي الالعاب الاولمبية سأعود بسرعة الى منزلي لاعوض على ولدي الفترة التي تركته خلالها''· وانجبت تشيان التي دافعت عن لقبها في وزن تحت 52 كيلو، الطفلة ليو جيا هوي في يناير الماضي الا ان ذلك لم يمنعها من التحضر بالشكل المطلوب وفي الوقت المناسب لالعاب بلادها ما دفع وسائل الاعلام المحلية الى اعتبارها ''باردة القلب'' لانها تركت طفلتها الرضيعة من اجل المشاركة في هذا الحدث· ولم تكن فيتزالي وتشيان البطلتين الوحيدتين اللتين ''علقا'' واجباتهما المنزلية لفترة معينة من اجل خوض الحلم الاولمبي، اذ سبقتهما الى ذلك العداءة الاثيوبية ديرارتو تولو التي توجت بذهبية سباق 10 الاف متر خلال اولمبياد برشلونة 1992 ثم احرزت ذهبية السباق ذاته عام 2000 في سيدني بعد عامين على انجابها طفلة· وتعتبر الاسترالية جانا رولينسون التي تغيب عن بكين 2008 بسبب الاصابة، من الامهات البطلات ايضا لانها استعادت العام الماضي لقب بطولة العالم لسباق 400 متر حواجز وذلك بعد 8 اشهر فقط على انجابها· وبدورها خرقت الاميركية دارا توريس القواعد التي تفرضها طبيعة رياضة السباحة المتطلبة للقوة واللياقة والتحمل وسطرت مشاركتها الاولمبية الخامسة وهي في الحادية والاربعين من عمرها ولديها طفلة في الثانية اسمها تيسا· ''انها بمثابة والدتي'' هذا ما قاله نجم المنتخب الاميركي للسباحة مايكل فيلبس عن توريس التي تفضل ان يطلق عليها العمة والشقيقة الكبرى· وعلقت توريس على هذا الموضوع قائلة ''من الجيد ان اكون متواجدة الى جانب الاولاد (السباحين الاميركيين) في حال كانوا بحاجة الى اجوبة ما، على الارجح انهم يشعرون بالراحة عندما يتحدثون معي''· واشارت توريس انها ستعتبر صفة ''الام'' التي يطلقها عليها فيلبس كاطراء لكنها ليست اكيدة اذا كان الاولاد (السباحون الاخرون) يفكرون بالطريقة ذاتها· وتملك توريس في جعبتها 9 ميداليات اولمبية، اولها كانت عام 1984 في سباق التتابع، وهي سجلت عودة ناجحة خلال اولمبياد سيدني عام 2000 عندما حصدت 5 ميداليات بعد 7 اعوام على اعتزالها، ثم اضافت الاحد الماضي فضية سباق التتابع 4 في 100 متر لتصبح اكبر سباحة على الاطلاق تنال ميدالية في الالعاب الاولمبية· ويفصل بين الفضية التي توجت بها توريس الاحد والذهبية التي حصلت عليها في دورة الالعاب الاولمبية في لوس انجلوس عام 1984 (الميدالية الاولى لها)، 24 عاما فعادلت السباحة الاميركية ''العجوز'' رقما قياسيا من ناحية الفارق الزمني بين ميدالية واخرى، والمسجل باسم الالمانية بيرغيت فيشر التي توجت بطلة اولمبية عام 1980 في موسكو في منافسات الكانوي-كاياك ثم خلال اثينا في النسخة الاخيرة عام ·2004 وتشارك توريس في الالعاب الاولمبية للمرة الخامسة بعد لوس انجليس (84) وسيول (88) وبرشلونة (92) وسيدني (2000)· واكدت توريس ان هناك العديد من النساء والرجال المتوسطي العمر الذي يستوقفونها في الشارع ويقولون لها انها بمثابة الالهام بالنسبة اليهم''· اما اسطورة الجودو اليابانية ريوكو تاني، البالغة من العمر 32 عاما، فاصبحت مصدر الهام للنساء العاملات في بلادها داخل مجتمع رجولي، وذلك منذ ان سجلت عودتها الى المنافسات العام الماضي بعد توقفها لعامين لانجابها ولدا في اواخر 2005 · واكدت تاني، الحائزة على ذهبيتين اولمبيتين في السابق، ان عائلتها كانت الدافع الذي جعلها تستمر وتقاتل من اجل مواصلة المشوار الذي توجته في بكين ببرونزية، مضيفة ''لم يكن بامكاني ان اخوض تحد جديد بدون دعم عائلتي· وقفت على تاتامي (البساط) بالشعور الذي ينتاب اي والدة موجودة هنا''· بدورها عادت رادكليف، بطلة العالم وحاملة الرقم القياسي العالمي لسباق الماراثون، الى افضل مستوى لها بعدما ارتاحت لعام واحد اثر انجابها طفلها الاول، وهي تريد في بكين ان تعوض ما فاتها في اثينا 2004 عندما لم تكمل سباق الماراثون بسبب تأثرها بالمضادات الحيوية التي تناولتها من اجل معالجة اصابة في ساقها، كما انها لم تكمل سباق 10 الاف متر ايضا للاسباب نفسها· وستكون هذه المشاركة الاولمبية الخامسة لرادكليف، بعد ان كانت حلت خامسة في سباق 5 الاف متر في اولمبياد اتلانتا ،1996 ورابعة في سباق 10 الاف م في سيدني ،2000 ثم اخفقت في انهاء سباقي الماراثون و10 الاف م في اثينا ·2004 يذكر ان رادكليف تحمل الرقم القياسي لسباق الماراثون (25ر15ر2 ساعة) سجلته خلال ماراثون لندن عام 2003 واذا كانت رادكليف والامهات الرياضيات الاخرى تمكن او سيتمكن من اختبار الحلم الاولمبي في بكين 2008 فان دافينبورت، حاملة ذهبية اولمبياد اتلانتا عام 1996 انسحبت من منافسات الفردي بداعي الاصابة في ركبتها· وعانت الام دافنيبورت من هذه الاصابة منذ اضطرارها الى الانسحاب من بطولة ويمبلدون في يونيو الماضي، وهي ستكتفي بخوض مباريات الزوجي الى جانب زميلتها ليزل هوبر· وتعتبر دافينبورت (32 عاما) من لاعبات التنس القلائل اللواتي لا يزلن في الملاعب بعد انجابهن، وهي سجلت عودتها في سبتمبر الماضي بعد غيابها بعد 3 اشهر فقط من انجابها طفلها الاول· ''لم اتوقع ان اعود بهذه السرعة بعد الولادة ومشقة الحمل وبالتالي انا متحمسة الان لارى ما سيحصل'' هذا ما قالته ديفنبورت التي ظفرت منذ عودتها بأربعة القاب رافعة رصيدها الى 55 لقبا·
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©