الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد تاجا يرحل قبل أن يحقق حلمه الشكسبيري

خالد تاجا يرحل قبل أن يحقق حلمه الشكسبيري
6 ابريل 2012
فجعت الأسرة الفنية السورية أمس الأول الأربعاء برحيل الفنان السوري الكبير خالد تاجا عن عمر يناهز ثلاثة وسبعين عاماً، إثر مرض عضال. وكان الراحل قد نُقل إلى المستشفى منذ أسبوعين بعد تعرضه لأزمة صدرية حادة، استلزمت عناية طبية مركزة، فارق بعدها الحياة، منهياً مسيرة طويلة من العطاء الفني امتدت لأكثر من خمسة وخمسين عاماً، عمل خلالها في المسرح والسينما وتألق في التلفزيون من خلال عدد كبير من أعمال الدراما التلفزيونية السورية. بدأ خالد تاجا العمل المسرحي وهو على مقاعد الدراسة في سن السادسة عشرة، ووقف أمام محترفين كبار مثل عبد اللطيف فتحي، وفي السابعة عشرة انتسب إلى فرقة المسرح الحر، ثم انتقل إلى المسرح العسكري، ليدخل بعد ذلك إلى عالم السينما، ويقوم بدور البطولة في فيلم “سائق الشاحنة” عام 1966، حيث حقق نجاحاً كبيراً، فتح له الأبواب ليلعب أدوار البطولة في أكثر من عشرين فيلماً خلال طفرة الإنتاج السينمائي الخاص في سوريا. وبعد فترة من الانقطاع عن العمل الفني دامت حوالي عشر سنوات، أعاد التلفزيون اكتشافه من جديد في عيون الجمهور السوري مع نهاية الثمانينيات، فلعب منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم أدوار البطولة في عشرات المسلسلات التلفزيونية. حصل الراحل تاجا على عدد من الجوائز المحلية والعربية العالمية، منها الميدالية الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي التاسع، وذهبية أفضل ممثل في مهرجان القاهرة الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون، وكرمه مهرجان بودابست ببلجيكا عام 2010، كما عدته مجلة “التايم” الأميركية واحداً من أفضل خمسين ممثلاً في العام 2004. ومن أهم أعماله التلفزيونية: التغريبة الفلسطينية، أخوة التراب، أيام شامية، الدغري، تمر حنة، الزير سالم، الفصول الأربعة، بقعة ضوء، زمن العار، يوميات مدير عام، غزلان في غابة الذئاب، قاع المدينة، الحصرم الشامي، وغيرها. ومن أعماله السينمائية، العار، أيام في لندن، الفهد. أما المسرح، فمنذ انقطاعه عنه، ظل ملازماً له كحلم مؤجل، وكان يردد دائماً أمنيته بأن يتوج مسيرته الفنية بذروة درامية شكسبيرية. وهو الذي كان يبدو في أدواره التلفزيونية كبطل تراجيدي فر من مسرح شكسبير والتجأ إلى الدراما التلفزيونية مؤقتاً!. ولهذا كان خالد تاجا يشعر دائماً بأنه مقصر بحق نفسه، وأن ما أنجزه ليس سوى جزء بسيط من طموحاته، فمحرضاته الداخلية المفعمة بالقوة والدلالات كانت تطالبه بأكثر من ذلك، سواء على الصعيد المسرحي أو على صعيد الكتابة والإخراج. لكنه كان يعزي نفسه بأن عمر الإنسان أقصر من طموحاته ومشاريعه، ويقر بأنه يحتاج أكثر من عمر حتى يحقق ما بداخله. طوال مشواره الفني، حافظ خالد تاجا على الطفل الذي في داخله، وحماه، وكان يعتبر ذلك الكسب الذي كسبه في حياته، لأن الفن له علاقة بتركيبة الطفل برأيه، وعلى الممثلين أن يحافظوا على هذا الطفل بداخلهم، وألا يكبروا، لأن فن التمثيل يضيع بين الكبرياء والخجل. عند وفاته، ترك لمحبيه جملة واحدة على شاهدة قبر أعده بنفسه لنفسه: “مسيرتي حلم من الجنون، كومضة شهاب، زرع النور بقلب من رآها لحظة ثم مضت”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©