محمد عريقات (عمّان)
يجمع فيلم «الغريب» للمخرج الهندي ساتياجيت راي، أحد كبار المخرجين في تاريخ السينما ورائد الحداثة السينمائية في الهند، بين العديد من المقومات الفنية، كقوة الإخراج وسلاسة السيناريو وتطوير الشخصيات وبراعة الموسيقى التصويرية، وقوة أداء الممثلين، وفي مقدمتهم الممثل «أوتبال دوت» في دور العم والممثلة «ماماتا شانكار» في دور الزوجة.
ومما يلفت الذهن أن فيلم «الغريب» هو آخر أفلام المخرج ساتياجيت راي الذي توفي عام 1992 في سن السبعين، وكان يعاني المرض خلال إخراجه، وقام بإنجازه أثناء فترة علاجه باستخدام مظلة أكسجين.
يستند الفيلم إلى سيناريو من تأليف المخرج نفسه، مبني على قصة قصيرة من تأليفه أيضاً بعنوان «الضيف»، وهو شارك أيضاً في إنتاج الفيلم، وقام بتأليف الموسيقى التصويرية.
تبدأ أحداث الفيلم الهندي، بتلقّي أنيلا بوز رسالة من رجل يدّعي أنه عمها مانوموهان ميتر خلال زيارة يقوم بها للهند بعد غياب دام 35 عاماً، وهي تعيش مع زوجها وابنها في مدينة كالكُتا، إلا أن زوجها سوديندرا يشك في صدق هذا الزائر الذي يكتسب على الفور صداقة ساتياكي ابن أنيلا التي تتذكر أن والدها ترك وصية، فيما يشك زوجها في أن الشخص الذي يدّعي أنه عمها رجل محتال جاء للحصول على نصيبه من الوصية، الأمر الذي يثير شكوك أنيلا في صدق الرجل.
ويدور النزاع الرئيس في الفيلم حول هوية الشخص الزائر والصراع في الأسرة حول قبوله أو رفضه، ويتضمن ذلك قيام الزوج باختبار الضيف الزائر بعدة أساليب، بما في ذلك جمعه مع صديقه المحامي لاستجوابه في جو غير ودي. وفي صباح اليوم التالي يغادر الضيف المنزل. إلا أن الأسرة تقتنع بصدقه وتقنعه بالعودة إلى منزلها في مدينة كالكتا، حيث يتنازل عن حصته من الإرث قبل أن يواصل رحلته إلى أستراليا.
ويطرح المخرج وكاتب السيناريو «ساتياجيت راي» موضوع الفضول في الحياة والشكوك التي تحيط بها في عالم يحكم على الأمور بمعايير مادية، وما الذي يحدث للشخص حين يدخل في حياته شخص غريب يشك في نواياه، وليس العم الزائر هو «الغريب» الوحيد في قصة الفيلم، بل يقدّم جميع الشخصيات الأخرى «كغرباء» بطرقهم المختلفة، ويبحثون عن هوياتهم.
عدد اليوم
