الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السوء والفحشاء

17 يناير 2017 23:46
هناك آيات في سورة يوسف توضح موقفاً تاريخياً، واختباراً ربانياً لأحد المخلصين، سيدنا يوسف عليه السلام الكريم ابن الكريم حفيد الأنبياء، اختبار تعلمت منه الإنسانية العفة، فهي آيات محكمات علينا تدبرها لغلق أفواه الكائدين ونصرة الحق المبين. امرأة العزيز ذات المنصب والجمال راودت سيدنا يوسف عليه السلام عن نفسه لشدة حسنه وبهائه، فقد كان كما هو مذكور يتحلى بنصف جمال الكون، ولكنه ومع هذا قال لها الكريم ابن الكريم معاذ الله سبحانه وتعالى أن أفعل الفاحشة أو حتى أن أتمنى حدوثها، فالفضيلة ليست فقط البعد عن الرذيلة، ولكنها بالأحرى عدم تمنى واشتهاء المنكر، وأفاد أيضاً بكرم الأخلاق ونبل الشيم والقيم، بأنه لم يكن ليخون رب عمله الكريم الذي أحسن مثواه وهنأ بالعيش في كنفه العزيز زوجها، فهذا أبسط ما يقدم لرجل قال لزوجته «نتخذه ولدا» ولكنها بقوة الشهوة المنكرة ودافع حب الذات القاتل لم تتركه لحاله، بل همت امرأة العزيز لتتقرب منه وهم هو ليبعدها عنه حتى كاد يفعل السوء بدفعها بشكل يؤذيها أذى شديداً لولا أن سمع أقدام ربه العزيز فتوقف عن شبه العراك معها، وحينما وصل ربه قالت له امرأته ما جزاء من أراد بأهلك السوء. انظروا لم تقل الفاحشة، بل قالت السوء وهذا ببساطه أول الدلائل على براءة حفيد الأكرمين، فقد برأته هي دون أن تدري فذنبه المذكور عندها هو السوء فقط السوء وليست الفاحشة وهذا هو مذكور بالآية السابقة لها في قوله سبحانه وتعالى: (لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ)، «سورة يسوف: الآية 24»، فالسوء وهذا كاد يكون خطأه مع أنه يدافع عن نفسه من كيد عظيم ولكن الفحشاء وكانت مطلبها هي، فالفحشاء كانت واستمرت وسكنت عندها فقط، فالعدل سبحانه وتعالى قال إنه من عبادنا المخلصين أي عبادنا الذين ليس للشيطان إليهم سبيل وليس له عليهم سلطان فهم في معية الله. مصطفى حامد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©