توصل باحثون طبيون فرنسيون إلى أن إهمال طبيب واحد أو ممرّضة أو عامل تنظيف لأصول وقواعد تعقيم الأيادي أثناء العمل في المستشفيات، يمكن أن يقضي على جهود الطاقم الطبي الكامل في مجال تجنّب نشر البكتيريا والجراثيم الالتهابية ضمن بيئة المستشفى كلها.
وأشار البحث إلى أن المرضى غالباً ما يصابون بالالتهابات الناتجة عن الإصابة بأنواع مختلفة من الجراثيم عند نزولهم المستشفيات. وعندما يتقاعس طبيب أو ممرضة أو أي إنسان من العاملين في طاقم الخدمة، عن تعقيم يديه بشكل دوري متكرر، فإنه يكون سبباً في نقل هذه الجراثيم ونشرها في كافة أرجاء المستشفى من خلال لمس الأجهزة والأدوات ومصافحة الناس وتقديم الأدوية واللوازم للنزلاء أو الأطباء ذاتهم.
وأوضحت الدراسة أن هذه الالتهابات الناتجة عن إهمال نظافة الأيدي، تكلف الدول المتقدمة مليارات الدولارات سنوياً لمعالجة المصابين بها، وأن ألوف الناس يموتون بسببها كل عام. وتوصل الخبراء إلى نتيجة تفيد بأن أي طبيب أو ممرضة أو عامل يهمل غسل يديه، فإنه يزيد احتمال انتشار الجراثيم داخل المستشفى كله. ويزداد الأمر خطورة عندما تتطلب وظيفة أي من أعضاء الطاقم الطبي المقصّر في مجال تطهير يديه، القيام بزيارات للمرضى المتوزعين في عدد كبير من الغرف. وجاء في دراسة أخرى حول الموضوع ذاته نشرت مؤخراً، أن ربع أطباء المستشفيات يهملون تعقيم أيديهم. وكان الدافع لإجراء هذه الدراسة الثانية يتعلق بظاهرة الانتشار السريع لجرثومة قاتلة تعرف بالأحرف الأولى من اسمها العلمي MRSA.
وأفادت إحصائية جديدة صادرة عن إدارة الحماية الصحية في اسكوتلاند بأن عدد موظفي الكوادر الطبية الذين يهملون أبسط التعاليم والقواعد المتعلقة بالوقاية من انتشار الجراثيم، ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة بالرغم من كثافة حملات التوعية التي تنظم لهذا الغرض.
ودأبت إدارات المستشفيات في الدول المتقدمة على تنظيم ندوات دورية لكل من الكوادر الطبية ونزلاء المستشفيات وحتى الزوّار، للتعريف بخطورة إهمال تطهير الأيدي على كافة الأطراف التي تتردد على هذه المراكز الحساسة. وغالباً ما يتم التركيز في هذه الندوات على أهمية الإبقاء على أيدي كافة الناس المتواجدين في المستشفى بمن فيهم الزوّار، طاهرة تماماً وخالية من الجراثيم عن طريق تكرار تغسيلها مرات عدّة وكلما لمس الموظف أو الطبيب مريضاً أو جهازاً أو صافح أحداً. وأوضحت الإحصائيات أن 90 بالمائة من الممرضات و85 بالمائة من المساعدين الطبيين يستجيبون في هذا المجال مع تعاليم منظمة الصحة العالمية، إلا أن 75 بالمائة فقط من الأطباء يفعلون ذلك وهنا يكمن الخطر الأكبر.
عن موقع tahilla.typepad.com
عدد اليوم
