بالأمس القريب احتفلنا سوياً قراءً، ومنتمين لمهنة الصحافة، بالذكرى الأربعين للانطلاقة المباركة لجريدة الاتحاد، وفي خضم هذه الاحتفالية، أُهنئ نفسي وكل منتسبي بيتي الأول “الاتحاد” والقائمين عليها، وهي فرصة لنا جميعاً صحفيين، وكُتاباً، وإعلاميين، ومشتغلين في “السلطة الرابعة”، لما للكلمة من تأثير في تكوين النفوس، وتنوير العقول، أن نسترجع يوم الاستحقاق الجديد، الذي حظيت به مسيرة الصحافة الإماراتية. المبادرة السامية التي أطلقها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، بشأن حماية حقوق الصحفيين في الدولة، بإقرار مشروع “ميثاق الشرف الصحفي وأخلاقيات المهنة”، الذي تم اعتماده والتوقيع عليه من قِبل جمعية الصحفيين الإماراتيين.
تمت مباركة هذا الميثاق منه شخصياً، في خطوة غير مسبوقة، للارتقاء بمجال العمل الصحفي، ودفعه نحو التجدد، في سن قانون يمنع سجن الصحفيين، أوملاحقتهم أثناء تأديتهم عملهم الصحفي، الذي قّدّره الصحافييون بكل انتماءاتهم المهنية (المقروءة، المرئية،المسموعة)، مثمنيّن مواقفه الداعمة، التي تصب في خدمة الكلمة الحرة، للنهوض بإعلام نزيه ومشّرف، بإزالة جميع العراقيل التي قد تحول دون الوصول إلى “المعلومة” والحقيقة التي يبحث عنها القارئ، بكل موضوعية، ومسؤولية. مشدّداً، حفظه الله، على ضرورة التزام “الأمانة” في نقل وتقصي الحقائق، مترفعيّن عن أن أي وسيلة، لا تمت لمهنة الصحافة، أو لخُلق الصحفي المسؤول، كالتعدّي على حريات الآخرين الشخصية، أوالفكرية. ميثاق “الشرف” الصحفي، جاء متماشياً مع ما تفرضه متطلبات الإعلام العالمي المتسارع، وما قد يواجهه من تحديات مستقبلية، تُحتم علينا توسيع أفق الحوار مع الآخر، وتجنب الانغلاق وأُحادية التفكير.
للتذكير..علينا سواءً ككتاب، أو صحفيين، وإعلاميين، أو”عاملين” ننتمي إلى هذه المهنة الشريفة، أن نكون أفراداً معنيين بأهمية الميثاق وأهدافه، بأن نكون ملتزمين التزاماً أخلاقياً وأدبياً تجاه ما نكتب و”ننقل” ونشاهد، وأن نكون “ناصحين” صادقين، نافعين غير منتفعين، إلا ّمن أجل إعلاء كلمة الحق، ولأجل الحق فقط، أيّاً كان موقعنا من الحدث، وأهميته، وجديرين بالمبادرة وبثقة من أطلقها!
فاطمه اللامي
Esmeralda8844@gmail.com
عدد اليوم
