الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفزعة لمسرح العين صرخة في البراري

الفزعة لمسرح العين صرخة في البراري
14 أغسطس 2008 00:10
شهد اليوم الثالث من أيام ''مهرجان دبي لمسرح الشباب'' عرضا لفرقة مسرح العين بعنوان ''الفزعة'' من تأليف وإخراج عبد الله الظاهري ''مأخوذ عن مسرحية ''صرخة ميثا'' للفنان سلطان النيادي''· والمسرحية تقوم على فكرة بسيطة تحاول تحميلها دلالات إنسانية ووطنية واجتماعية، وهي قصة اختطاف ''ميثاء'' ومحاولة والدها دفع ابنه لاسترداد شقيقته، لكنه يشعر أنه أضعف من القيام بذلك، وحين يلجأ الأخ إلى أبناء عمه يتهربون منه ويخذلونه· العمل يبدأ من لحظة محاولة الأب إجبار ابنه على البحث عن ميثاء وإنقاذها، وتردد الابن وضعفه، وتدور الحوارات بين الأب وابنه بلهجة مغرقة في المحلية، إضافة إلى حضور الشعر النبطي في هذه الحوارات، لرسم المشهد الدرامي المتصاعد والمتلون، واشتغل المخرج على وضع الممثلين في دائرة من الضوء تكشف الحالة النفسية للممثل، خصوصا الوالد المصاب بمشاعر الخوف على ابنته ومشاعر العار من أن يحدث لها سوء، فهو يعبر عن مشاعر السخط والغضب، فيما الابن يبدو لا مباليا· تذهب المسرحية إذن إلى مدلولاتها ببساطة ومن دون تعقيد، فأبناء العم لا يخجلون من تخاذلهم في إنقاذ ابنة عمهم، ويرفضون الوقوف مع العم في محنته، متخلين عن كل قيم وأخلاقيات المجتمع، ويستمر الصراع بين الأب المجروح في شرفه وكرامته، وبين من حوله ممن لا يشعرون بالعار أو بأنهم يتحملون مسؤولية في هذه الحالة· استخدم المؤلف والمخرج الظاهري الشعر النبطي، ولجأ إلى استخدام الأغنية الشعبية الحزينة للتعبيرعن ألمه· وكانت هناك مشاهد تنطوي على نفحة كوميدية من خلال أداء الممثل/ الابن· وقد خلت خشبة المسرح من أية ديكورات تذكر، في حين استعمل المخرج المنافذ إلى الكواليس بحركات للمثلين لا مبرر للكثير منها· وكما غاب الديكور في محاولة لتقليد ظاهرة ''المسرح الفقير''، فقد ظلت الإضاءة ثابتة طوال العرض تقريبا، وكذلك فقد خلا العرض تقريبا من المؤثرات الموسيقية باستثناء الموقف الذي تظهر فيه ميثاء وتلقي بنفسها على الأرض وتبدأ بالنحيب والشكوى، لكن كلام الممثلة لم يكن واضحا، وبصعوبة كان ممكنا للمتلقي أن يفهم أنها تعرضت للاغتصاب من خاطفيها، فالحوار مع شقيقها لم يكن مفهوما منه سوى صراخ الشقيق ''أنا أخو ميثا'' وردها عليه ''أخو ميثا مات''· لتنتهي المسرحية بميثا وشقيقها على هذا النحو· تناولت الندوة التطبيقية التي تلت العرض وأدارها الفنان محمد غباشي العمل بقدر من الموضوعية، فجاء النقد قاسيا إلى حد ما، حيث تحدث الجميع عن نواقص وثغرات اعترت العرض، مثل الإضاءة والصوت والنص وأداء الممثلين والمباشرة في الطرح، لكن البعض رأى في العمل خطابا مفتوحا على الدلالات، وأنه يذكر بصرخة ''وامعتصماه'' التاريخية ويحيل عليها، في زمن تعاني فيه بلادنا من اغتصابات كثيرة تمتد من فلسطين إلى العراق وغيرهما، وكأن العمل يقول إن صرخة ميثاء هي ''صرخة في البراري''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©