«الفريد» في «مسك الختام»

يدخل فريد علي ضمن نخبة حكام الإمارات في الوقت الراهن، وعلى الرغم من انتهاء مشواره التحكيمي الدولي بنهاية العام الماضي، إلا أن عطاءه المحلي، لا يزال في قمته، فهو أحد أبرز حكامنا الحاليين، وأكبر دليل على ذلك، اختياره من لجنة الحكام لإدارة نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم بين الوحدة بالجزيرة مساء اليوم. ويعتبر فريد علي من الحكام القلائل الذين مارسوا لعبة كرة القدم، قبل دخول “سلك التحكيم”، وبدأ حكم نهائي اليوم مسيرته كلاعب بنادي بني ياس مسقط رأسه، ولعب بالفريق الأول بالنادي كمدافع أيمن منذ تأسيس النادي في الثمانينيات من القرن الماضي، حتى عام 1990. ويعتبر فريد علي ضمن جيل متميز لـ”السماوي”، حيث زامل عدداً كبيراً من اللاعبين الكبار، على رأسهم خليفة سليمان محلل “أبوظبي الرياضية” الحالي، وحسين يسلم، ومترف الشامسي مدير المنتخب الأولمبي الحالي، فضلاً عن عدد كبير من نجوم هذا الجيل. وعندما قرر فريد علي الاعتزال لم يبتعد عن المستطيل الأخضر، ظهر بـ”البدلة السوداء” الزي الرسمي للحكام في ذلك التوقيت، ليبدأ مسيرة رياضية أخرى في حياته، وحصل على شهادة تدريبية لممارسة مهنته الجديدة عام 1989 ولكنه لم يبدأ التحكيم بشكل منتظم، إلا في عام 1994، لارتباطه بدورة عسكرية تدريبية بالقاهرة، وعقب عودته اتجه على الفور إلى التحكيم بإدارة مباريات دوري الدرجة الأولى. بدأ فريد علي تحكيم دوري الكبار، نهاية عام 1999، وهو الحكم الأول في الإمارات الذي يدير نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة للموسم نفسه، وكان لا يزال حكماً بدوري الدرجة الأولى، وهي الفرصة التي لم تتح لأي من زملائه في هذا التوقيت، نظراً لقوة شخصيته، وظهوره بشكل لافت في مباريات الدرجة الأولى. وتحدث فريد علي عن لقاء اليوم، حيث أعرب عن سعادته البالغة باختياره لإدارة المباراة التي يحلم كل حكم بالتواجد فيها، واعتبرها مسك الختام لمشواره الذي بدأه منذ عام 1989، وتمنى أن يكون عند حسن ظن الجميع به، وأعلن أنه قرر اعتزل التحكيم نهائياً بنهاية الموسم الجاري، مؤكداً أنه يفضل التفرغ لأسرته في المستقبل. وأعترف فريد علي بأن مشواره الخارجي لم يكن على مستوى الطموح لإنه كان يحلم كأي حكم في العالم، بالتواجد في نهائيات كأس العالم، واعتبر جميع المباريات التي قادها محلياً وخارجياً مهمة وقال: لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار مباراة مهمة، وأخرى غير ذلك، نظراً لأن كل المباريات بالنسبة له 90 دقيقة، ويجب الاستعداد لها بشكل جيد. وطالب بضرورة إعادة النظر في وضع قضاة الملاعب المادي والمقابل الذي يحصلون عليه من إدارة المباريات، حيث أكد أنهم كحكام يدفعون غرامات على سياراتهم بسبب اللحاق بتلك المباريات أعلى مما يحصلون عليه، وتمنى أن يشهد هذا الجانب تطوراً في المستقبل، مؤكداً أن إنشاء لجنة حكام محترفة خطوة مهمة على طريق النجاح التي تساند حكام الإمارات خارجياً ومحلياً. ويروي فريد علي ذكرياته مع كأس صاحب السمو رئيس الدولة، حيث قال إنني قمت بإدارة ثلاثة نهائيات لهذه البطولة الغالية من قبل، وكلها كانت غاية في القوة، لكن دون شك نهائي موسم 2004 - 2005 بين العين والوحدة بمدينة زايد الرياضية، يظل راسخاً في الذاكرة، حيث شهد حضوراً جماهيرياً منقطع النظير وامتلأت المدرجات عن آخرها في مشهد لا يتكرر كثيراً في ملاعبنا، وشهدت المباراة ندية وإثارة منقطعة النظير، وفاز العين بثلاثة أهداف مقابل هدف للوحدة. وأضاف: أعتبر اللقاء من أهم المباريات التي أدرتها في مشواري التحكيمي الذي استمر سنوات طويلة.