تجاوزت الدورة التاسعة والعشرين من معرض “جيتكس 2009”، والتي اختتمت فعالياتها في دبي أمس تداعيات الأزمة المالية العالمية، إذ تميز الحدث بالاستقرار النسبي على صعيد عدد الشركات مقارنة بالمعارض العالمية التي أقيمت مؤخراً.
وبينما تراجع عدد الشركات العارضة في معرض “أي سي تي ورلد” بنسبة 40%، والذي يعد آخر معرض للتكنولوجيا وعقد في العاصمة جنيف في الفترة بين 5 إلى 10 من الشهر الجاري، تراجع عدد الشركات في “جيتكس” بنحو 10%.
واستقطب معرض جيتكس نحو 3000 شركة تقنية من 65 دولة مقابل نحو 3300 في الدورة السابقة، فيما زادت مساحة العرض بنسبة 10% لتصل إلى 72 ألف متر مربع.
كما تميز معرض جيتكس 2009 بزيادة عدد المنتجات الجديدة التي تم إطلاقها خلال المعرض، والتي شملت العتاد التكنولوجية وبرمجيات التشغيل والتخزين والحماية.
وتسابقت شركات التقنية العالمية على تسويق منتجاتها الجديدة كأحد حلول التعافي الاقتصادي وتقليص النفقات للأفراد والمؤسسات والشركات.
وقال هلال سعيد المري المدير التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي لـ”الاتحاد”، إن عدد الصفقات والاتفاقيات والتحالفات التي شهدها معرض جيتكس 2009، تعكس حالة التعافي التي يعيشها قطاع التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط، الذي حقق نسبة نمو بلغت 8% خلال النصف الأول من العام الحالي رغم ضغوطات الأزمة المالية العالمية.
وبلغ حجم قطاع التكنولوجيا في الشرق الأوسط 2.3 مليار دولار خلال النصف الأول المنصرم من 2009.
وأكد المري أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر على حجم المشاركة في معرض جيتكس 2009، إذ كان قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط الأقل تأثراً بتداعياتها.
وأوضح أن الحلول والتطبيقات التكنولوجية فرضت نفسها خلال جيتكس 2009 كبديل عملي أقل كلفة لإنجاز الأعمال بالشركات والمؤسسات.
وقال إن التوجه نحو النطاق العريض وتطبيقاته غير المحدودة سيتزايد خلال السنوات القليلة القادمة، مما يضمن استمرار نمو الطلب على الخدمات التكنولوجية خاصة مع نمو الأجيال الجديدة التي تمتلك جميع أدوات العلم والمعرفة الرقمية.
وأشار إلى أن انتشار الإنترنت العالي السرعة والمنخفض الكلفة سيشكل القوّة الدافعة لتطوير صناعة الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وضمت قائمة العارضين في “جيتكس 2009” شركات آسترا واتصالات، وأفايا، وإن إي سي فيليبس، وأوراكل، وباناسونيك، وبرذر، وبرو تكنولوجي، وثريا، ودو، وديل، وسانيو، وسيسكو، وسيمانتكس، وفيرباتم، ومدينة دبي للإنترنت، وهيئة تنظيم الاتصالات.
كما ضمت القائمة قائمة الشركات العالمية المشاركة كل من روت إم إي كندا، وفودافون إسار، ومونستر كيبل، وهيتاتشي وهوني ويل، وياهو مكتوب ضمن جناح مدينة دبي للإنترنت، في حين تقيم كل من البرازيل وجنوب أفريقيا جناحاً مستقلاً في المعرض للمرة الأولى، إلى جانب مشاركة أولى من أربع دول هي البرتغال وبيلاروسيا ولاتفيا والنرويج.
وتميزت الدورة الأخيرة بالمشاركة الحكومية القوية مثل وزارات شؤون الرئاسة والعدل والاقتصاد وهيئة تنظيم الاتصالات وشرطة أبوظبي وحكومة دبي الإلكترونية وجمارك دبي وإدارة الجنسية والإقامة ومدينة دبي للإنترنت.
وأشار تقرير لمؤسسة إنترناشونال داتا كوربوريشن إلى أن “قطاع التقنية في الشرق الأوسط سيشهد نمواً قدره 8% العام 2009، بزيادة تقدر بنحو 1% عن أعلى معدلات النمو في العالم”.
كما أشار تقرير آخر للمؤسسة إلى أن الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات في دولة الإمارات وحدها سيصل إلى نحو 2.3 مليار دولار في العام 2012، في ظل نمو سنوي مستمر يبلغ 23.9%، عازياً ذلك إلى قوة الاقتصاد الإماراتي، وتنامي السوق التقنية، وزيادة الاستثمارات الأجنبية في الدولة.
أهم المنتجات الجديدة
جاءت مشاركة “مايكروسوفت” من بين أهم المشاركات في أسبوع جيتكس 2009، حيث قامت الشركة بإطلاق نظام التشغيل الرئيسي “ويندوز 7” بشكل حصري خلال مشاركتها بالمعرض، وذلك قبل خمسة أيام من طرح نظام التشغيل على المستوى العالمي.
وأتاحت الشركة لعملائها الفرصة للاطلاع مبكراً على خصائص وسمات برنامج التشغيل الرئيسي “ويندوز 7” من خلال تنظيم عدد من الندوات التعريفية لزوار “جيتكس 2009”.
كما وفرت، بناء على تحالفاتها المسبقة مع عدد من مصنعي الكمبيوتر، نسخة محملة على الأجهزة المباعة في سوق جيتكس للتقنية، والتي تمتد فعالياتها إلى يوم السبت المقبل.
وقال علي الفرماوي نائب رئيس شركة مايكروسوفت العالمية لـ”الاتحاد” إن الشركة اختارت طرح برنامج التشغيل الرئيسي من خلال منصتها في معرض جيتكس 2009 للاستفادة من أهمية المعرض والزخم الإعلامي والتسويقي، الذي يحظى به الحدث سنوياً، مضيفاً أن الشركة استطاعت التواصل بفعالية مع شركائها بالمنطقة خلال مشاركتها بالمعرض.
وأضاف أن المشاركة القوية لشركة مايكروسوفت العالمية في معرض جيتكس للتقنية تأتي انطلاقاً من التزام الشركة اتجاه عملائها بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة أن الشركة تتمتع بتواجد قوي بالمنطقة وتحتفظ بالعديد من الشراكات مع مؤسسات الأعمال الكبيرة والمتوسطة.
وأضاف أن نظام التشغيل الجديد سيعزز من تنافسية مؤسسات الأعمال، كما يساعد الأفراد والشركات على تحقيق استفادة أكبر من استخدامهم لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وقال إن نظام التشغيل الجديد يعد واحداً من بين تسعة برامج جديدة تعتزم الشركة إطلاقها على مدار الفترة المتبقية من العام الحالي مثل “ويندوز سيرفر 2008 أر تو” و “ويندوز موبايل 6.5” وميكروسوفت “فور فرونت”.
برامج جديدة
وقامت شركة “ديل” خلال مشاركتها بالمعرض بطرح برامج “انتربرايزرينج”، الذي تمكن الشركات من خفض حجم التكاليف وتبسيط الإجراءات والمهام اليومية لأقسام تقنية المعلومات. وتتميز سلسلة البرامج وحلول الأعمال الجديدة من “ديل” بسهولة التركيب والاستخدام والتعديل لتناسب الاحتياجات الفردية، إضافة إلى إمكانية استخدامها من خلال جميع نظم الحوسبة، بحسب جون كولستون رئيس قسم التسويق في منطقة الشرق الأوسط.
وقدمت شركة “أوركل” أربعة برامج جديدة تم الكشف عنها لأول مرة خلال مشاركتها بمعرض جيتكس 2009، وأهمها برنامج “فوجن ميدل وير” الذي يهدف إلى رفع كفاءة تكنولوجيا المعلومات، وتحسين معدل الاستفادة من الاستثمارات في مجال حلول إدارة علاقات العملاء.
وشهد معرض جيتكس في دورته الحالية تواجداً مكثفاً من شركات برمجيات الأمن وحماية المعلومات.
فقد أطلقت شركة “سيمانتيك” سلسلة حلول الحماية للعام 2010 مثل “نورتون انترنت سيكيورتي” و “نورتون انتي فايرس”، فيما كشفت شركة كاسبيركي لاب عن برامج الحماية للعام 2010.
وقال جوني كرم المدير الإقليمي لـ”سيمانتيك” الشرق الأوسط وأفريقيا إن الشركة حشدت عدداً كبيراً من خبرائها لشرح إمكانيات ومميزات الجيل الجديد من برامج الحماية ونظم المعلومات بعد تحسينها بهدف تحقيق السرعة والأداء وتوفير مستويات أعلى من الحماية.
عدد اليوم
