الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدراك الطموحات الشبابية

10 ابريل 2011 22:56
شهد العقد الأخير قلقاً متنامياً حول القضايا التي تواجه الشباب المسلم الذي يعيش في المناطق الاجتماعية الاقتصادية الدنيا في بريطانيا، نتيجة للتوترات التي نشأت بعد تفجيرات 2005/7/7 في لندن واستمرار التهديدات الإرهابية. إلا أن البحوث تُظهِر أن الشباب، بمن فيهم المسلمون وغيرهم من ديانات وخلفيات عرقية أخرى، يستطيعون التسامي فوق صعوبات كهذه ولجم قوة التفكير الإيجابي ورفع تطلعاتهم وتحقيق أحلامهم. ويُظهر كمٌ متنامٍ من الأدلة والبراهين أن التطلعات أمر حاسم في النجاح المستقبلي عند الشباب. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة معروفة استمرت 31 سنة أجرتها "منظمة دراسة تطور الطفل الوطنية"، وانتهت عام 1989، علاقات إيجابية بين تطلعات الأطفال في سن الـ11، وما انتهى بهم الأمر إليه كمهنة يمارسونها في حياتهم. انتهى الأمر بحوالي 50 في المئة من الأطفال في الدراسة، من الذين كانت لهم تطلعات مهنية، في هذه المهن بعد أكثر من 30 سنة، مقارنة بـِ 29 في المئة من الكبار الذين كانت لهم تطلعات محدودة في طفولتهم. وتؤدي الطموحات المنخفضة إلى تحصيل أكاديمي ضعيف وإنجاز مهني محدود بغضّ النظر عن المجموعة الاجتماعية أو العرقية. وهي تستطيع كذلك التأثير على شعور عام بالعزلة والاستثناء من التيار الرئيس في المجتمع. ومن المثير للاهتمام أن الأقليات العرقية في المملكة المتحدة ليست لديها طموحات أقل من المجموعات الأخرى. والواقع أن العكس صحيح، لكنها تحوّل تطلعاتها البعيدة إلى واقع تكافح فيه المجموعات العرقية الصغيرة. هذه هي "فجوة تحقيق الطموحات"، وسببها انعدام المعلومات حول كيفية إدراك الطموحات، بوجود عدد قليل من الأمثلة التي يُحتذى بها، والأهم من ذلك انعدام الأشخاص الذين يشكلون نقاط اتصال، أو ما يسمى برأس المال الاجتماعي، للامتداد إلى مهن أخرى. تأسست منظمة "موزاييك" بهدف جسر فجوة التحصيلات هذه. ولدى "موزاييك"، التي أطلقت في نوفمبر 2007، والتي تقدم برامج رعاية وإرشاد في المدارس الابتدائية والثانوية والسجون، هدفان بسيطان لكنهما عميقان في أثرهما: زيادة الفرص التعليمية لهؤلاء الذين لا يملكونها، وزيادة فرص الفهم بين الناس من خلفيات مختلفة. ومن بين مساندي "موزاييك" بعض أكثر الأفراد نجاحاً من المجتمعات المسلمة البريطانية. وتستند جميع برامجها إلى نظرية بسيطة هي أن الصغار سوف ينجحون إذا حصلوا على دعم من شخصيات ناجحة. لذا فإننا نوفّر برامج ترتكز على أسس الدعم من جانب شخص ناجح مرشد. وبالنسبة لطلبة المدارس الابتدائية، يركز الدعم المرشد على برنامج يستمر مدة 10 أسابيع، يلهم ويشجّع فتيات المدارس الابتدائية وأمهاتهن لمتابعة تعليمهن والتفكير منذ مرحلة مبكرة بفرص مستقبل مهني طويل الأمد تتوفر لهن. وتوفر "موزاييك" لطلبة المرحلة الثانوية الذين ينشأون في مجتمعات أقل حظاً، اقتصادياً واجتماعياً، سبل الوصول إلى أماكن العمل التي لا تعتبر في غياب ذلك متوفرة أمامهم، وتقوم بربطهم مع شبكات وفرص هي مغلقة أمامهم في معظم الحالات. وتظهر براهين قوية أن ما يسمى "بالمهارات البسيطة" مثل الخصائص الشخصية والفصائل الاجتماعية والاتصالات واللغة والعادات الشخصية والصداقات والنظرة المتفائلة، تزداد أهمية بالنسبة للنجاح في المدرسة وفي سوق العمل. ويمكن لإجادة هذه المهارات البسيطة أن يجابه نواحي الضعف الاجتماعية والاقتصادية الأخرى. ويمكن لدعم تنمية المهارات هذه أن يشكل أداة رئيسية لتمكين الشباب من الخروج من دائرة الحرمان والتمييز. لقد تعلّمنا خلال السنوات الثلاث الماضية أنه لا يكفي أن يرفع متطوعونا من الناجحين المرشدين طموحات الشباب، بل إنهم بحاجة لمهارات وفرص لتحقيق هذه الطموحات والازدهار والاستفادة إلى أقصى حد ممكن من مواهبهم، مهما كانت ظروفهم الشخصية. وتشكّل الطبقة الاجتماعية والعرقية والجغرافية والدينية، عوامل مهمة، لكنها لا تصيبنا بالعمى. نؤمن أنه من خلال استغلال قوة التفكير الإيجابي يستطيع كل إنسان صغير السن، بغض النظر عن خلفيته، أن يسمو فوق صعوباته ويصل إلى ما يتمناه من إنجاز شخصي ومهني. جوناثان فريمان المدير الوطني لـ «موزاييك» - بريطانيا ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©