الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مصدر» تطلق «شمس 1» للطاقة المتجددة بـ 2,2 مليار درهم

«مصدر» تطلق «شمس 1» للطاقة المتجددة بـ 2,2 مليار درهم
9 يونيو 2010 21:19
أطلقت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” أمس مشروع “شمس 1” للطاقة بالتعاون مع شركتي “توتال “ الفرنسية و”أبينجوا سولار” الاسبانية لتوفير 7% من احتياجات إمارة أبوظبي من الطاقة المتجددة بحلول 2020. وتمتلك “مصدر” 60% من المشروع ومقره مدينة زايد في المنطقة الغربية، بينما تمتلك شركة “توتال” 20% ومثلها لـ”أبينجوا سولار”، فيما يعمل الشركاء على بناء وتشغيل وصيانة وتطوير المشروع بتكلفة 2.2 مليار درهم (600 مليون دولار). جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بفندق قصر الإمارات بحضور الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل وفيليب بوساو رئيس شركة “توتال” الفرنسية وسانتياجو سيجيه الرئيس التنفيذي لشركة “أبينجوا سولار” الإسبانية. وستعمل المحطة على خفض ما يقارب 175 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا بأبوظبي، أي ما يعادل 1.5 مليون شجرة أو إزالة 15 ألف سيارة من الطرق في أبوظبي. وتبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة 100 ميجاوات من الكهرباء، في حين تبلغ القدرة الإنتاجية من الكهرباء بأبوظبي نحو 10 آلاف ميجاواط. وتخطط الإمارة لرفع إنتاجها من الكهرباء بحلول عام 2014 إلى نحو 18.5 ألف ميجاواط، في ظل نمو الطلب على الكهرباء والمياه بنحو 10% سنويا. وقال الجابر في كلمة له خلال المؤتمر إن الطاقة الشمسية المركزة تعد أحد محاور الأعمال المهمة التي تركز عليها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” باعتبارها تكنولوجيا واعدة وبديلا موثوقا لمصادر الطاقة التقليدية وداعما أساسيا لتوجه الاستدامة التي تتبناه دولة الإمارات عموما وإمارة أبوظبي على وجه التحديد بالاستفادة من الموارد الهائلة من الطاقة الشمسية التي تتوفر في أبوظبي على مدار العام. وأشار إلى سعي “مصدر” لتطبيق الحلول والتقنيات المتطورة وتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية على نطاق واسع للمساهمة في دعم مسيرة التنمية المستدامة ودفع عجلة التنوع الاقتصادي، مشيرا إلى أن مشروع “شمس 1” يعد أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم والأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. ويمثل المشروع، بحسب الجابر، أحد الروافد الرئيسية لتحقيق هدف حكومة أبوظبي الطموح المتمثل في توفير 7% من احتياجات الدولة من الطاقة عبر مصادر الطاقة المتجددة عام 2020. وأوضح أن شركاء المشروع الجديد المشترك سيعملون على بناء وتشغيل وصيانة وتطوير محطة الطاقة الشمسية في مدينة زايد التي تبعد حوالي 120 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من أبوظبي، حيث ستمتد على مساحة 2.5 كيلومتر مربع وبقدرة إنتاجية تبلغ 100 ميجاوات تقريبا، إضافة إلى حقل شمسي يتضمن 768 مجمعا من عاكسات القطع المكافئ سيتم تزويدها من قبل شركة “أبينجوا سولار”. ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء خلال الربع الثالث من هذا العام، ويتوقع أن تستغرق الأعمال الإنشائية للمشروع حوالي عامين. وقال الجابر إن “شمس 1” يمثل إنجازا بالغ الأهمية لإمارة أبوظبي، حيث يعتبر تحولا استراتيجيا مهما وذا أبعاد اقتصادية وبيئية كبيرة وترجمة فعلية لرؤية والتزام قيادتنا الرشيدة بدعم تطوير حلول الطاقة المتجددة وتوجه الاستدامة. وسيفتح المشروع الباب أمام العديد من الفرص الغنية لأبوظبي يأتي في مقدمتها خفض البصمة الكربونية للإمارة ومزيد من فرص العمل واكتساب الخبرات التي ستعزز من قدراتنا ومستوى مساهمتنا في تطوير اقتصاد مستدام قائم على المعرفة وترسيخ مكانة أبوظبي كلاعب عالمي رئيسي في الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وقال الجابر “من خلال القيام بمثل هذه الشراكات ستنجح “مصدر” في تطوير وتعزيز حلول متقدمة للطاقة المتجددة وتسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة كلاعب أساسي في هذا المجال على المستوى العالمي”. وثمن الجابر دور شركاء المشروع وهم هيئة مياه وكهرباء أبوظبي ومكتب التنظيم والرقابة وشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” وتعاونهم المثمر ودعمهم الفاعل كما، قدم الشكر للشركة الأم “مبادلة للتنمية” على دعمها المطلق لمصدر لتحقيق رؤية المشروع. وقال الجابر لـ”الاتحاد” إن مصدر وبناء على تجربة مشروع “شمس 1” والخبرات العملية التي ستكتسبها من خلاله سيتم التخطيط لتطوير مشاريع لاحقة واستخدام تقنيات مماثلة لتلك المعتمدة في”شمس 1” والقائمة على الطاقة الشمسية المركزة. وقدم محمد هلال الزعابي مدير المشاريع في “مصدر” عرضا عن المشروع بين فيه أهميته وطريقة عمله ومراحل إنشائه، مشيرا الى انه أول وأكبر منشأة لإنتاج الطاقة الكهروضوئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تبلغ قدرتها 100 ميجاواط وتولد كهرباء نظيفة للمرافق الإدارية المؤقتة في موقع مصدر والكهرباء اللازمة لأعمال الإنشاء المتواصلة في المدينة على أن تغذي لاحقا حرم ومنشآت معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الذي سيفتح أبوابه في نهاية العام الجاري. وقال الزعابي “تقوم الأشعة الشمسية المركزة عبر المرايا بتسخين زيت يعمل على توصيل الحرارة العالية لإنتاج البخار اللازم الذي يقوم بدوره بدفع توربينات بخارية تقليدية وتعمل على توليد طاقة حرارية شمسية مما يمثل حلا فعالا ونظيفا للبيئة”. وأشار إلى انه تم ربط المحطة الشم سية بشبكة كهرباء أبوظبي بالتعاون مع شركة أبوظبي للتوزيع ومكتب التنظيم والرقابة. وأشار إلى أن مصدر تسعى للوصول إلى مركز عالمي رائد في قطاع الطاقة الشمسية المركزة الذي يشهد نموا كبيرا على صعيد العالم، حيث يأتي مشروع “شمس 1” كترجمة محلية للخبرات التي اكتسبتها مصدر من خلال مشروعها الرائد شركة توريسول إينرجي التي تشتمل على ثلاث وحدات للطاقة الشمسية المركزة قيد البناء في إسبانيا ووحدة جيماسولار بقدرة إنتاجية تبلغ 17 ميجاواط سوف تزود حوالي 30 ألف منزل بالكهرباء ووحدتي فالي 1 وفالي 2 وتبلغ طاقة كل منهما 50 ميجاواط قادرة على تزويد 80 ألف منزل بالكهرباء. وستسهم وحدة جيماسولار ووحدتا فالي في تقليص معدلات انبعاث ثاني أكسيد الكربون في حدود 50 ألفا و90 الف طن سنويا على التوالي. من جانبه، قال فيليب بوساو رئيس شركة “توتال” إن الشركة ستقوم بتطوير أصولها من الطاقة الشمسية وإثراء محفظة خبراتها بالعمل على مشروع ضخم يمثل الخطوات الأولى في مجال تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة. وأشار إلى أن المشروع يرسخ علاقات الشراكة مع أبوظبي ويوطد أواصرها حيث تربط شركته وأبوظبي علاقات تعاون قديمة تعود إلى 70 عاما. وقال “نسعى من خلال هذه العلاقة للمساهمة في تحقيق أهداف أبوظبي الطموحة المتمثلة بتنويع مصادر الطاقة، إضافة إلى المساهمة في مبادرة مصدر التي تعمل على تشجيع عملية تطوير مصادر الطاقة المتجددة”. وقال سانتياغو سيجيه الرئيس التنفيذي لـ”أبينجوا سولار” إن شركته تتعاون مع أفضل الشركاء المتخصصين والمؤهلين في المنطقة وهما شركتي “مصدر” و”توتال” لبناء وتشغيل محطة الطاقة الشمسية “شمس 1” التي ستكون الأكثر تطورا على مستوى العالم والتي سيتم من خلالها إظهار تقنياتنا الحديثة والمتطورة. من ناحيته، أكد السيد مايكل جاير مدير التطوير الدولي في “أبينجوا سولار” على الإمكانات الهائلة المتوفرة على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط لبناء محطات الطاقة الشمسية فهي غنية بمصادر الطاقة الشمسية، إضافة لوجود مناطق صحراوية واسعة تعتبر المكان الأمثل لإنشاء محطات الطاقة الشمسية. يذكر أن مشروع “شمس 1” يندرج في إطار المشاريع التابعة لآلية التنمية النظيفة التابعة للأمم المتحدة وهو مؤهل للحصول على أرصدة الكربون كما يعتبر أول مشروع طاقة شمسية مركزة يتم تسجيله ضمن آلية التنمية النظيفة وثاني مشروع تقوم به مصدر ويندرج في إطار هذه الآلية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©