الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ابن البواب».. ملك الكتابة الذي أجاد فنون الخط العربي

«ابن البواب».. ملك الكتابة الذي أجاد فنون الخط العربي
18 ابريل 2014 21:32
إنه قلم الله في أرضه حسبما يصفه ابن الفوطي المؤرخ، وعرف بابن البواب لمهنة أبيه، أما اسمه فهو علي بن هلال البغدادي أشهر الخطاطين الذين طوروا خط النسخ من بعد رائد تحقيقه الأول ابن مقلة. ولد أبو الحسن علي بن هلال بن عبد العزيز في بغداد في عام 350 هـ، وبها توفي أيضاً في 2 جمادى الأولى عام 413 هـ، وقد اشتهر خطاطاً وكاتباً طافت شهرته آفاق العالم الإسلامي لما قام به من تجويد لأصول كتابة خط النسخ، وتقنين النسب الجمالية بين مكونات كل حرف مكملاً بذلك ما بدأه ابن مقلة. تلمذ ابن البواب في الأدب على يد عثمان بن جني اللغوي الشهير، وتعلَّم الخط العربي على يد ابن أسد أشهر خطاطي عصره، وحسبما يذكر المؤرخ البغدادي ابن الفوطي، فإنه رزق مع ملاحة الكتابة محاسن الآداب من الفضل الظاهر والنظم الباهر. ملك الكتابة وقد أقر علماء عصره بفضله في تطور الخط العربي حتى أنه وصف بملك الكتابة، ويذكر القزويني أن عبقرية ابن البواب تكمن في نقله طريقة ابن مقلة إلى طريقته التي عجز عنها جميع الكتاب من حسنها وقوتها وصفائها حتى أنه لو كتب حرفاً واحداً مئة مرّة لم يختلف شكله أبداً كأنما صبت حروفه في قالب واحد. وتلك النمطية الجمالية تدين بالفضل لنظام حساب المقبوض والمبسوط من مكونات الحروف بالنقاط مراعاة للنسب الجمالية الواجب توافرها، وهو أصل النظام الذي جاء به ابن مقلة وحسنه ابن البواب. ولم يتوَّقف دور علي بن هلال عند هذا الحد، بل نظم ما انتهى إليه من قواعد الخط الجميل وصفات الأقلام التي ينبغي استخدامها في رسالة تعرف باسم رائية ابن البواب في الخط والقلم، ونظراً لأنها كانت بحاجة إلى تبسيط بعد عدة قرون لتقريب معانيها إلى الإفهام، فقد قام ابن الوحيد شرف الدين محمد بن شريف الزرعي بشرحها في مطلع القرن الثامن الهجري في رسالة معروفة باسم شرح ابن الوحيد على رائية ابن البواب، وأتاح طبع هذه الرسالة في أواخر الستينيات من القرن الماضي فرصة كبيرة للخطاطين المحدثين للسير على طريقة ابن البواب. اقتناء الكتب وترك علي بن هلال عدداً من نماذج أعماله بخط يده منها رسالة كتبها للجاحظ فيها حث على اقتناء الكتب والعناية بها، وهي محفوظة في خزانة متحف الفنون الإسلامية والتركية باستنبول وأيضاً دعاء روي عن زيد بن ثابت، وديوان شعر الحادرة وهو من مخطوطات دار الكتب المصرية بالقاهرة. أما أشهر آثاره، فهو ذلك المصحف المحفوظ بمكتبة شيستر بيتي بدبلن وبه توقيعه وما يفيد أنه كتبه بمدينة السلام، وهو الاسم الرسمي لمدينة بغداد في عام 391 هـ «1000 م»، ويعتبر بمثابة بداية المرحلة الثانية من مراحل زخارف المصاحف، وهو مكتوب بخط مزيج من خط النسخ وخط الريحان، وجاء توقيعه على هذا النحو «كتب هذا الجامع علي بن هلال بمدينة السلام سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة حامداً الله تعالى على نعمه، ومصلياً على نبيه محمد وآله ومستغفرا من ذنبه». (القاهرة- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©