الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ربع سكان كييف هوايتهم صيد الأسماك

ربع سكان كييف هوايتهم صيد الأسماك
23 أكتوبر 2009 01:35
يقول روسلان بيلوبرود المتحدث باسم الرابطة الأوكرانية لصائدي الأسماك لا يعلم أحد على وجه الدقة عدد صائدي الأسماك في العاصمة كييف، ولكن الرابطة متأكدة من العدد يدور حول واحد من كل أربعة مواطنين أي نحو مليون صائد. ويهمس ماكسيم جوربنوف صائد الأسماك بمدينة كييف وهو يبحث عن علامات تشير إلى وجود سمك الكراكي النهري قائلا “حذار من الخطأ فهذه الأسماك تقبع تحت صفحة الماء هناك “. ويصف بنبرة احترام هذا النوع من الأسماك “بالتمساح” وفقا للهجة المتداولة بين الصيادين بالمنطقة، كما يصفه بأنه ذكي حيث يحاول الآلاف صيده بالصنارة طوال عدة سنوات ولكنه ما زال يسبح في مياه المنطقة. والهدف الذي يضعه جوربنوف (58 عاما) نصب عينيه هو اصطياد نوع من سمك الكراكي الشمالي وهو سمك ذو رأس طويل مستدق الطرف. وهذا النوع بالذات يطلق عليه اسم إسوكس لوسياس وهو مفترس يتغذى على اللحوم ومن الشائع تواجده في نهر الدنيبر أطول رابع نهر في أوروبا والذي يمر بأوكرانيا. وذلك على الرغم من التلوث الصناعي والاتجاهات الحضرية المتزايدة في هذه الدولة التي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي. ومن النادر العثور على سمكة من الكراكي تزن أكثر من 3 كيلوجرامات وتعرف بلغة الصيادين المحلية باسم “التمساح”. وتزدان ضفة نهر الدنيبر بعشرات من صائدي الأسماك معظمهم من الرجال ومن بينهم قلة من النساء في ساعة العصر. ويحتل الصيادون أفضل المواقع فوق رصيف من الأحجار ممتد داخل الماء وذلك منذ الساعة السادسة صباحا. ويمكن رؤية مزيد من الصنارات وهي عائمة مدلاة من القوارب داخل مياه النهر في مواقع مفضلة وتبدو ثابتة بلا حراك وسط طيور النورس والغربان ذات الألوان السوداء المختلطة بالبياض والتي تحوم فوق رؤوس الصيادين. ولكن جو الصيد الصامت الذي كان يتسم بطبيعته القديمة البدائية لم يعد موجودا. فيسمع الصيادون أثناء انهماكهم في الصيد أزيز لوحات التزلج على الماء تندفع فوق صفحة النهر وكذلك محركات الزوارق. ويمكن من بعيد سماع أصوات فرقة موسيقية وهي تتدرب استعدادا لإحياء حفل للزواج وصياح الأطفال وبكاء الرضع في ملعب قريب. وكل هذه الأنشطة تتم على مسافة بضع مئات من الأمتار من الموقع الذي يجلس فيه جوربونوف. وعلى جسر موسكوفسكي القريب وهو أحد الجسور السبعة التي تربط بين ضفتي نهر الدنيبر الذي يخترق كييف تزمجر السيارات العابرة وقت الذروة المرورية. ويقول جوربونوف إن الأسماك اعتادت على كل هذه الضوضاء ولم تعد تهتم بها على الإطلاق غير أن الضجيج يثير الضيق في نفسي أحيانا. وفي معظم الأيام سواء انهمر المطر أم سطعت الشمس يقف الصيادون دوما عند ضفة النهر على مسافة ثلاثة كيلومترات من الجسر بينما ينساب الدنيبر عبر حي أوبلون الذي تتكدس فيه المباني وتتزايد فيه أسعارها. ويبدو الصيادون كما لو كانوا قد انتشروا في كل مكان بالعاصمة الأوكرانية، فهم يحملون عدة الصيد في حقيبة على ظهورهم وهم يركبون المواصلات العامة أو يتسللون عند حافة الماء متخفين عن أنظار أفراد الأمن في حي كونشا زاسبا الراقي بكييف أو ينتظرون بفارغ الصبر أمام كل بحيرة صغيرة بمتنزهات المدينة والتي تكون عميقة بما فيه الكفاية لتحتوي على الأسماك.
المصدر: كييف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©