صيف جورجيا يبعث الهلع في أوروبا الشرقية

أثار استعراض روسيا لقوتها العسكرية ضد جورجيا الغضب في منطقة شرق أوروبا، وأثار كذلك مطالبات بموقف قوي للاتحاد الأوروبي· لكن بينما كانت القوات الروسية توسع من هجومها الاثنين الماضي على الدولة القوقازية، قبل العمل بوقف إطلاق النار منتصف الليلة قبل الماضية، ألمحت رئيسة سابقة للاتفيا إلى أن رد الكتلة الأوروبية المؤلفة من 27 بلداً كان ضعيفاً· وقالت فاييرا فايكيه -فراييبرجا، التي كانت في سدة الحكم عندما انضمت دول البلطيق الثلاث إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي عام ،2004 إنها ''فوجئت وأحبطت'' بسبب عجز الاتحاد عن الوصول إلى موقف موحد ومنسق ومدين ضد موسكو· وتناغمت تلك التصريحات مع مشاعر القلق من انبعاث القوة الروسية في غالبية منطقة أوروبا الشرقية من جديد بعد نحو عقدين من انهيار الإمبراطورية السوفيتية التي سحقت الانتفاضات الوطنية المناوئة للأنظمة الشيوعية إبان الحرب الباردة وبشكل خاص ما عرف ب،''ربيع براغ''· بيد أن ثمة معلقين أنحوا باللائمة أيضاً على الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي صديق الولايات المتحدة لاستفزازه القوات الروسية بحسب رأيهم، وفي بولندا منح الصراع في جورجيا زخماً جديداً للجدل الدائر حول ما إذا كان يتعين على بولندا العضو السابق في حلف وارسو أن تستضيف عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية· وتقول إدارة بوش إن هذا الدرع وهو عبارة عن شبكة رادارية تنصب في جمهورية التشيك و10 صواريخ اعتراضية تنصب في بولندا، يهدف لمحاصرة تهديدات من جانب بلدان مثل إيران وليس روسيا· لكن الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي بدا أنه يلمح إلى العكس عندما قال مطلع الأسبوع إن الحرب القوقازية توفر ''أقوى حجة'' لبولندا كي تبرم اتفاق الدفاع الصاروخي مع الولايات المتحدة· وفي حين وقعت الحكومة التشيكية اتفاقاً بشأن الرادار، فإن المحادثات الأميركية مع بولندا تعثرت لكنها ستعاود الانعقاد· وفي صرخة احتجاج قوية ضد موسكو انضمت أوكرانيا المجاورة، إلى بولندا وليتوانيا عضوتا الاتحاد الأوروبي في المطالبة بنشر قوة حفظ سلام في أجزاء من جورجيا خاضعة للسيطرة الروسية · وجاء ذلك في أعقاب مطالبة صدرت مطلع الأسبوع عن بولندا ومنطقة البلطيق للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ''للوقوف في وجه السياسة الإمبريالية والرجعية·''