بوش يطالب ميدفيديف الالتزام بكلمته ووضع حد للأزمة

أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس انه سيرسل وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس إلى فرنسا ثم إلى جورجيا لبحث جهود وقف النزاع بين جورجيا وروسيا محذرا ميدفيديف من الاخلال بوعدها بوقف العمليات العسكرية ضد تبليسي· وقال بوش في حديقة الورود في البيت الأبيض وإلى جانبه رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس، ان ''الولايات المتحدة تقف إلى جانب حكومة جورجيا المنتخبة ديموقراطيا، وتؤكد على ضرورة احترام سيادة ووحدة اراضي جورجيا''· وأشار بوش إلى انه تحدث إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وسط جهود السلام التي تبذلها باريس التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي· وقال بوش ان ''الولايات المتحدة تدعم بقوة الجهود الفرنسية''· وأعلن ان رايس ستجتمع مع ساركوزي قبل ان تتوجه إلى تبليسي ''لابلاغه شخصيا بدعم الولايات المتحدة الثابت للحكومة الجورجية الديموقراطية''· وأوضح بوش ان رايس ''ستواصل خلال هذه الرحلة جهودنا لحشد العالم الحر للدفاع عن جورجيا حرة''· وقال بوش ''يجب على روسيا ان تحافظ على كلمتها والتحرك لإنهاء الأزمة من أجل البدء في اصلاح الضرر في علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من الدول والبدء في استعادة مكانتها في العالم''· ودعا بوش موسكو إلى الالتزام بوقف اطلاق النار وسحب قواتها من جورجيا· وقال ''نتوقع من روسيا الوفاء بالتزاماتها لوقف كافة النشاطات العسكرية في جورجيا، ونتوقع انسحاب كافة القوات الروسية التي دخلت جورجيا مؤخرا من ذلك البلد''· وأشار بوش إلى انه تلقى تقارير حول التحركات الروسية ''تتناقض'' مع التصريحات الروسية بأنها أوقفت عملياتها العسكرية ووافقت على وقف مبدئي لاطلاق النار· كما أعلن انه سيستخدم قوات البحرية وطائرات عسكرية أميركية لنقل امدادات إلى جورجيا مؤكدا أن طائرة نقل طراز سي-17 توجهت بالفعل إلى جورجيا محملة بامدادات إغاثة لمساعدة الضحايا· وكانت صحيفة ''نيويورك تايمز'' أفادت أمس ان رايس حثت ساكاشفيلي على تجنب الدخول في نزاع مع روسيا وذلك في جلسة خاصة اثناء زيارتها تبليسي في يوليو الماضي· ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته رافق رايس في رحلتها انها ''أبلغت ساكاشفيلي بلغة محددة ان عليه ان يتعهد بعدم استخدام القوة''· وأضافت الصحيفة ان ذلك تم خلال مأدبة عشاء خاصة في التاسع من يوليو الماضي· ولكن علنا القت رايس خلال الزيارة باللوم على روسيا ووصفتها بأنها مصدر الاضطرابات المتواصلة في البلاد· وفي تطور متصل، كشف مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' الليلة قبل الماضية ان الولايات المتحدة ألغت تدريبات بحرية مع روسيا احتجاجا على العمليات العسكرية في جورجيا كأول اجراء أميركي ملموس تعبيرا عن احتجاج واشنطن· وقال مسؤولون بالبنتاجون ان التدريبات السنوية تقودها واشنطن وتشارك فيها أيضا فرنسا وبريطانيا خلال الفترة من 15 إلى 22 أغسطس الحالي· وأضافوا انه كان من المتوقع ان تبدأ التمارين الأسبوع القادم في المحيط الهادئ قبالة ساحل فلاديفوستوك· وبدورها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس ان لندن عدلت عن القيام بمناورات بحرية مشتركة ''غير مواتية'' مع روسيا بعد التقرير الذي صدر عن واشنطن· إلى ذلك، أعربت واشنطن أمس عن قلقها ازاء ورود ''معلومات موثوقة'' حول اطلاق نار ومجازر وحرائق في قرى محيطة بمدينة غوري الجورجية التي أفادت تقارير عن وجود قوات روسية بداخلها· وكان الرئيس بوش قد حذر من أن مساعي روسيا للانضمام إلى مؤسسات دولية مثل منظمة التجارة العالمية مهددة بسبب العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الروسي في جورجيا· وأضاف ''سيتوجب على روسيا أن تضمن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي ومجموعة الثماني ومؤسسات كهذه''· في إشارة إلى خطط حكومة الرئيس ديمتري ميدفيديف للانضمام إلى هذه الجهات الدولية المهمة· ولكن ''ليس هذا مرجحا حينما تمارس روسيا سلوكا يبدو كأنه آت من زمن آخر''·