السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«فوفوزيلا» تُصيب اللاعبين بفقدان حاسة السمع

«فوفوزيلا» تُصيب اللاعبين بفقدان حاسة السمع
9 يونيو 2010 23:21
يسمع العالم بأجمعه أجواء ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبرج ولن يكتفي بمشاهدة 22 لاعباً يفتتحون النسخة التاسعة عشرة من نهائيات كأس العالم وذلك بفضل، فوفوزيلا، هذه الآلة الموسيقية التي ستكون ضيفاً مزعجاً تماماً للاعبين ومحور احتفالات الجمهور الجنوب أفريقي الذي تحتضن بلاده العرس الكروي العالمي من 11 الشهر الحالي حتى 11 الشهر المقبل. صحيح أن لكل أنصار منتخب طريقتهم في التعبير عن دعم فريقهم، فالمنتخب البرازيلي يتألق على أنغام السامبا في حين تسمع أجراس البقر في أرجاء مدرجات الملاعب السويسرية، بينما قدمت المكسيك إلى العالم موجاتها الشهيرة لكن “فوفوزيلا” شيء مختلف تماماً لأنها قد تؤدي إلى فقدان حاسة السمع لدى اللاعبين بحسب بعض الدراسات الطبية، إحداها من جامعة بريتوريا الجنوب أفريقية التي دعمت احتجاجات بعض اللاعبين على استخدام هذه الآلة، لكن يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يريد المس بأحد التقاليد الكروية الأساسية في البلد المضيف، وهو الأمر الذي شدد عليه رئيسه السويسري جوزيف بلاتر بقوله إنها جزء من “الثقافة الكروية الأفريقية”. وأضاف بلاتر أن “فوفوزيلا هي ثقافة أفريقية ونحن في أفريقيا، وبالتالي يتوجب علينا أن نسمح لمستعملي هذه الآلة بممارسة ثقافتهم طالما شاؤوا ذلك” يعتبر العزف على آلة فوفوزيلا والغناء من ثقافة كرة القدم الأفريقية، إنها جزء من احتفالات هذه القارة، ولذلك دعوهم يطلقون أبواق فوفوزيلا”. و”فوفوزيلا” هي عبارة عن بوق صاخب يطلق أصواتاً يتردد صداها في أرجاء الملعب وتصل قوة الصوت الذي يصدره هذا البوق إلى 127 ديسيبيل، في حين أن المنشار الكهربائي يصدر صوتا قوته 100 ديسيبيل. لكن هذه الأمور الطبية-العلمية لا تعني شيئاً للجماهير الجنوب أفريقية التي ترى بـ”فوفوزيلا” رمز فخر لصاحبها، وهذا ما اكده احد الجماهير المحلية قائلاً “بدون فوفوزيلا لا أعتقد بأنني سأستمتع بكرة القدم. تمنح هذه الآلة شعوراً خاصاً في الملعب وهي تجعل أنصار المنتخب يؤازرون فريقهم”، لكن مدافع المنتخب الألماني ارنه فريدريخ لا يوافق هذا المشجع الرأي على الإطلاق لأنه يرى بأن الضجة الصادرة عن هذه الآلة ستجعل مسألة التواصل بين اللاعبين في أرض الملعب شبه مستحيلة، مشيراً إلى أن على الجميع أن يتأقلم “ذهنياً” مع هذا الأمر. وتصنع “فوفوزيلا” عادة من بوق الكوكو، وبحسب التقاليد القديمة، كان الناس يستعملون هذه الآلة لكي يدعوا بعضهم البعض إلى اجتماع في مكان ما، لكن في السنوات الـ15 الأخيرة أصبحت “فوفوزيلا” منتشرة كثيراً في ملاعب كرة القدم وأصبحت شعاراً يمثل الأمل والوحدة لكثيرين من سكان جنوب أفريقيا. ويقول أحد المشجعين “عندما بدأنا استعمال فوفوزيلا كان الحزن يلف دولتنا في تلك السنوات وقد أدخلت السعادة إلى قلوب كثيرين، فجأة أصبح الناس يذهبون إلى الملاعب بسبب هذه الآلة التي تحث الجمهور على تشجيع منتخب بلادهم والتعبير عن مدى تعلقهم به». وينسى هؤلاء لبضع ساعات واقع المجتمع الذي يعيشون فيه ويستمتعون بالاستماع إلى هذه الآلة، وقدمت آلة “فوفوزيلا” إلى العالم على أنها أداة ترمز إلى جنوب أفريقيا في 15 مايو 2004 عندما أعلن عن استضافة جنوب أفريقيا لنهائيات كأس العالم. وبعد صدور القرار رسمياً قام وزير الرياضة في جنوب أفريقيا ماخينكيسي ستوفيلي ووزير المالية انذاك تريفور مانويل بالترويج لهذه الآلة في حضور جمع غفير من المسؤولين الرياضيين ورجال الإعلام الذين اتو من مختلف أرجاء العالم. لكن تأثير “فوفوزيلا” الكبير فاجأ كثيرين في بطولة كأس القارات العام الماضي. وترى إحدى المشجعات لمنتخب جنوب أفريقيا بأنه “ربما تسبب هذه الآلة ازعاجاً لبعض الذين لم يعتادوا سماع هذا الصوت، وبالتالي اعتقد أنه يجب تعريف مشجعي المنتخبات الأخرى بمزايا هذه الآلة”.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©