السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكوليرا والضنك والحرب ثالوث الموت في تعز

الكوليرا والضنك والحرب ثالوث الموت في تعز
10 يونيو 2017 04:15
أمة الرحمن الإغواني (تعز) مع اشتداد حدة المواجهات العسكرية في محافظة تعز، ثالثة أهم المحافظات اليمنية، بين قوات الشرعية الحكومية وميليشيات الانقلاب، تزداد الأوضاع تدهوراً في الجوانب الإنسانية، وسط أوضاع صحية كارثية، خاصة ما يتعلق بالأطفال وانتشار الأمراض المعدية والأوبئة بشكل غير مسبوق وتحذر تقارير إنسانية من أن استمرار الحرب الحالية سيفاقم الأوضاع الصحية وسيزيد انتشار الأمراض، وهو ما يعرض حياة السكان للخطر. يعاني اليمن انهياراً مستمراً في القطاع الصحي مع نقص في المواد الغذائية، وكانت وزارة الصحة اليمنية قد وجهت في 27 يناير نداء استغاثة عاجلاً لإنقاذ 1700 من مرضى زراعة الكلى نتيجة نفاد الأدوية في مخازن الوزارة. والأمر نفسة يشمل الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري، وتوجد صعوبة كبيره في توفير علاجاتها والتكلفة المالية كبيره جداً. بسبب الأزمة الاقتصادية التي أطاحت باليمنيين، وبات من الصعب الوصول إلى الدواء المنقذ للحياه في المحافظات المتأثرة بالحرب. وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع عدد المصابين بالسرطان المسجلين لدى وزارة الصحة إلى 20 ألف شخص، فضلاً عن 43 ألف حالة مرض بالسكري و6 ألف من حالة فشل كلوي. وكشفت مصادر في «الهيئة» اليمنية للأدوية عن فقدان 20 نوعاً من الأدوية منها الكلي والتهاب الكبد وأمراض القلب وأدوية كيميائية المصابين بالسرطان والسكري وشلل الأطفال. كابوس الضنك انتشار حمى الضنك زاد من الأمر سوءاً في ظل الحرب، وعدم توافر الأدوية والمواد الغذائية وصارت حمى الضنك تجتاح العديد من اليمنيين، فقد سجلت أكثر من 6000 ألف إصابة بالحمى الضنكية في المناطق الساحلية أبرزها عدن وتعز والحديدة وراح ضحيتها المئات، بحسب تقارير طبية. كما تزداد حدة المأساة باستهداف المستشفيات من قبل الميليشيات في حين تظل المستشفيات العاملة عاجزه عن الاستيعاب، حمى الضنك صارت تهدد حياة العديد من اليمنيين، خصوصاً محافظة تعز التي تعد من أكثر المحافظات التي اكتوت بنار هذا الوباء. وأكدت دراسات مخبرية أن انتشار حمى الضنك بلغ بنسبة 65% في أوساط السكان، وهو معدل خطير للغاية، بحسب تلك دراسات التي أشارت إلى عوائق عديدة أجبرت المصابين بحمى الضنك في عدد من المديريات على عدم الخضوع للفحص والاكتفاء بالأدوية المهدئة. وتظهر تقارير أن الحرب الدائرة في محافظة تعز تسببت في تعطيل برامج الوقاية والمكافحة، مما جعل من محافظة تعز بؤره حاضنة لتكاثر البعوض ونواقل الأمراض، وفي مقدمتها حمى الضنك هذا المرض الذي يهدد حياة المئات من المواطنين. الكوليرا تجتاح المحافظات تتحدث مصادر طبية في محافظة تعز عن ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة في وباء الكوليرا إلى 85 حالة في تعز، بينما وصلت أكثر من 1500حالة مصابة بإسهال مائي حاد مشتبه بإصابتها بالكوليرا إلى عدد من المراكز الصحية بالمدينة. من جهته، كشف مكتب الصحة العامة والسكان بتعز، عن وفاة 20 مصاباً بالكوليرا، وسط تفشي الوباء وسط المدينة وأريافها، خصوصاً بمديرية شرعب الرونة وماوية. وأوضحت نائب مدير مكتب الصحة الدكتورة إيلان عبد الحق أن المختبر المركزي استقبل 62 حالة إصابة، وتم التأكد من خلال الفحص الزراعي من 12 إصابة، وأن العدد مرشح للارتفاع مع توارد الحالات. وقالت، إنه «في حال تم التأكد من 30 حالة إصابة سيكون من المرجح إعلان تعز مدينة موبوءة». ودعت الحكومة والمنظمات الدولية إلى سرعة توفير الأدوية وأدوات التعقيم في ظل شح المواد والمستلزمات الطبية والعلاجية لمواجهة تفشي الوباء. وضع مأساوي يصف مدير مركز صينه للأمومة والطفولة جميل الجماعي في حديثة لـ«الاتحاد» الوضع الصحي في المحافظة بالمأساوي، ويشير الجماعي إلى أن الحصار المستمر الذي تفرضه الميليشيا الانقلابية على المدينة منذ أكثر من عامين، وعدم السماح بدخول المستلزمات الطبية إليها جعل من المدينة بورة لتكاثر الأمراض المختلفة منها - بحسب قوله - أمراض كانت اليمن بشكل عام قد تخلصت منها نهائياً. ومنها امرض تكاد لا يعرف لها اسم، ولكن أعراضها إلى حدا ما مشابهة لبعض الأمراض المعروفة مسبقاً، وتعالج على هذا الأساس، وتصنف على أنها حمى فيروسية. ويضيف: هناك أسباب أخرى أدت إلى تدهور الوضع الصحي في المحافظة، منها نزوح معظم أطباء تعز إلى محافظات مجاورة، حيث لم يبقَ في المحافظة سوى عدد محدود من الأطباء، ويتابع بالقول: القمامة والمخلفات التي بالشوارع شكلت مصدراً نشطاً لانتشار الأمراض والأوبئة، لافتاً إلى أن المركز أغلق أبوابة منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم وما زال يقدم خدماته بإمكاناته البسيطة في ظل نقص في الإمكانات والمستلزمات الطبية، وقد استقبل المركز خلال عامي 2015 و2016 ما يقارب 37500 حالة سوى مرضى أو جرحى جرحى، محذراً من انتشار وباء الكوليرا الذي بدأ بالظهور والتزايد بشكل مخيف في المحافظة في ظل تردي المنظومة الصحية. كارثة صحية من جهته، يقول د. ياسين الدبعي المدير الفني لمستشفى الموشكي، إن الوضع الصحي كارثي مع دخول فصل الصيف وانتشار كبير للأوبئة والأمراض المعدية بسبب تراكم المخلفات وانعدام الجانب الصحي وشح كبيرة في الأدوية اللازمة، إضافة إلى نقص شديد في الكادر الطبي بعد أن نزح الكثير من الأطباء بسبب الوضع الأمني. ويضيف أن المساعدات التي تقدمها المنظمات الإغاثية خجولة ولا تلبي احتياجات المحافظة مع استمرار الحصار القائم على المدينة وتزايد حالات المصابين والجرحى من المدنيين، وغيرهم جراء الحرب المستمرة على المدينة. وفي سياق متصل، قال مصدر مسؤول في نقابة الأطباء بتعز، إن الوضع يسوء يوماً رغم الجهود التي تبذل من قبل الكوادر الطبية الصحية، لكنها تبقى عاجزة أمام مواجهة ذلك الواقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©