الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سوق الجمعة باكورة مشاريع تنموية للنساء في اليمن

سوق الجمعة باكورة مشاريع تنموية للنساء في اليمن
10 يونيو 2017 04:15
مهجة أحمد (عدن) نجحت مشاريع صغيرة ارتكزت في أساسها عن صناعات حرفية ويدوية ومنتجات محلية تقليدية ومشغولات قدمتها مجاميع من النساء، من تحقيق فرصة لكسب بعض المال رغم بساطتها، فقد منح «سوق الجمعة»، الذي قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بافتتاحه بعد إجراء عملية ترميم وتأهيل حديقة عدن الصغرى في مديرية البريقة. وافتتاح السوق، طوق نجاة لعدد من النساء المعوزات والمحدودات الدخل في مدينة عدن والمناطق المجاورة لها، لتخفيف ضغط الظروف الصعبة عن طريق مزاولة نشاط تجاري بسيط يناسب إمكاناتهن، ويوفر لهن قدراً من الأرباح تعينهن على توفير حياة كريمة لأسرهن. وتتضمن فكرة «سوق الجمعة» البسيطة، طاولات وعدداً من الكراسي ولافتات وهدايا تحفيزية مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتية كدعم لهؤلاء النسوة، وكفرصة مشجعة لهن بأن يصرن منتجات بمجتمعهن، وأن لا تدع خيبات آمال الأمس، تلقي بظلالها على أحلام الغد، التجوال بالسوق والتعرف على المنتجات المتنوعة المعروضة تترك انطباعاً، بجدية ما تريد النساء الوصول إليه من خلال هذا المشروع التسويقي المميز، وينجحن تغيير حياتهن نحو الأفضل. «عرض المنتجات» تعيل «أم عبدالله» ثلاثة أولاد، مصابين بمرض تكسر الدم الفولي، بعدما أصبح معاش زوجها التقاعدي لا يكفي ثمن الدواء والمستلزمات المترتبة عليهم، من إكمال الدراسة والعلاج، كما أنها تساعد بهذا المشروع الصغير زوجها في سد الاحتياجات، تقول «أم عبدالله»: متطلبات الحياة كثيرة ومن غير الممكن توفيرها من دون عمل، من هنا بدأت «أم عبدالله» تفكر في إيجاد دخل آخر لها، وشجعتها إخواتها وجاراتها في عمل بعض الحلويات، فهي تتقن عمل الحلويات الشعبية المعروفة «الفوفل الملبس» و«المجلجل» وتقوم ببيعها في الحارة، ويساعدها بعض الجيران في البيع للموظفات في مرافق العمل. وتضيف: إن قسوة ظروفها المعيشية تدفعها إلى الاستمرار والإصرار والعمل الدؤوب الذي يناسب قدراتها في إنتاج هذه الأطباق الشعبية، مؤكدة أن سوق الجمعة قدم لها فرصة عرض بضاعتها والبيع بعيداً عن الإيجارات الغالية التي لا يمكن لمثل حالتها من الاستئجار في أكشاك أو الوقوف أمام البسطات التي تخالف قوانين، مبينة بأن طعم النجاح يزيد من طموحها وعزيمتها. وتتفق صديقتها المجاورة لها في السوق، التي تمتهن بيع البخور بأنواعه والعطور المطبوخة والحناء والغسل والهرد وغيرها والخالة «عمارة الجامعي» نازحة من مدينة ذوباب في مدينة فقم بمدينة البريقة، تقول: إنها لجأت للعمل والوقوف أمام هذه الطاولة، لأنها وجدت فكرة سوق الجمعة وما يشمل من منتجات المشاريع المقدمة فيه مناسبة لها تماماً، ومشروعها لا يحتاج إلى رأسمال كبير، بل كل امرأة تقوم بعمله داخل المنزل وبطريقة سهلة جداً والبيع في السوق الذي تصفه بأنه فاتحة بركة وخير على عائلتها. وقالت الخالة «عمارة»: إن السوق قدم لها نقطة تحول في حياتها، عندما سمعت بما يقدمه للنساء من فرصة في عرض منتجاتهن، بصورة مرتبة ترضي الجميع من أجل أن يستمر السوق ويحافظ على مصدر رزقهن الوحيد في ظل انعدام فرص العمل لربات البيوت ومن لا يحملن شهادات تعليمية. «دعم مشاريع المرأة» يعد سوق الجمعة ثمرة للمشاريع التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لتمكين النساء الفقيرات والمحتاجات اقتصادياً في المدن المحررة عدن ولحج، والانتقال بهن إلى مرحلة التسويق والانخراط في سوق العمل، وأوضح، مدير مديرية البريقة بمدينة عدن، هاني اليزيدي، إن السوق بادرة طيبة وإنجاز إيجابي يقدمه لنا الأخوة الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر ذراعهم للأعمال الإنسانية في اليمن هيئة الهلال الأحمر. وأضاف أنه سعيد بهذه الخطوة كونها تحقق تنمية منشوده وضرورية للإنسان وتساعده على فرصة عمل لكسب رزقه، مشيراً إلى أن التحول من عملية تأهيل وترميم البنيان إلى الإنسان تعد خطوة تقدم جبارة وتساعد الإنسان على الانخراط في سوق العمل ويكون قادرا على أن يعتمد على نفسه في الحصول على احتياجاته الحياتية وتوفير الخدمات الأساسية له ولأسرته، مشيداً بدور دولة الإمارات الخيري والإنساني الجبار وعن كل الأعمال التي قدمتها والمشاريع الخدمية والإنسانية التي كانت أساسية في تطبيع الأوضاع بالمدن اليمنية المحررة بعد المساهمة من التخلص من مخلفات الحرب. لاشك أن الظروف التي تعيشها الأسر اليمنية صعبة جداً، خاصة مع الحرب التي شنها الانقلابيون على الشرعية في اليمن، وآثارها المدمرة على تفاصيل الحياة المعيشية لدى اليمنيين، مما دفع النساء إلى طرق أبواب العمل عن طريق عرض منتجاتهن اليدوية في مشاريع صغيرة مدره للدخل في ظل نذر فرص العمل، تقول: «أم سعد اليافعي»، في العقد الرابع من العمر: إنها تجيد إعداد وتحضير مكون البن مشروب القهوة، الذي تشتهر اليمن بزراعته ويمثل رمزاً من التراث والحضارة اليمنية في قديم الزمان، «أم سعد» من سكان حي بئر أحمد مديرية البريقة وذاع صيتها بجودة ما تقوم به من إعداد البن البيضاني واليافعي الذي يتكون منه شراب القهوة اليمنية، هي تشربت فنون الصنعة ضمن سر من أسرار العائلة الذي تشتهر ببيع البن المحوج، حيث يتم إضافة بعض المكونات على البن ليكون ذات نكهة وطعم لذيذ، وتتابع القول: أقوم بشراء البن، بعد التأكد من نظافته أعمل على تحميصه ومن ثم طحنه طحن جيد، بعد ذلك أضع له وصفة من التوابل والخلطات الخاصة بي، وهو ما يميز البن المنزلي الذي أعده عن بن السوق العادي أو المحوج، وأضافت: مشاركتي بسوق الجمعة ساعدني في التوسع من بيع البن ولدي زبائن كثيرون بالسوق وخارج السوق، وتؤكد «أم سعد» أن الفضل الأول في تشجيعها على إقامة مشروع بيع البن داخل سوق الجمعة يعود إلى مشروع «مهنتي حرفتي» الذي تموله هيئة الهلال الأحمر الإماراتية ضمن المشاريع التنموية في المدن المحررة، حيث قام «مشروع حرفتي مهنتي» بإقراض «أم سعد» مبلغاً من المال لشراء ما تحتاج من البن بكميات تجارية ومن ثم البيع في السوق بأسعار مناسبة، مؤكدة أن النساء يحفرن طريق الحياة بأظفارهن وهن معيلات لأسرهن ويبذلن جهوداً كبيرة داخل وخارج البيت. «فكرة سوق الجمعة» تحدثنا منسق الهلال الأحمر الإماراتية باليمن، الدكتورة إشراق السباعي، بأن فكرة «سوق الجمعة» جاءت لتشمل أفكار المشاريع النسوية الصغيرة وعروض المنتجات التي لم تجد لها فرصا في إقامتها بسبب غلاء الإيجار سوء الخاص بالنساء أو الشباب، إضافة إلى تسويق منتجات مشروع «مهنتي حرفتي» الذي ساهمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية من وضع لبناته الأساسية في مساعدة النساء الفقيرات من الانخراط بسوق العمل، وتابعت: السوق يتضمن منتجات يدوية كالبخور والعطور وبعض المستلزمات والسلع الحرفية والتراثية والمنتجات المحلية التي نحتاجها في الحياة اليومية، مؤكدة أن هذه تعد الخطوة الأولى التي من شأنها أن تثبت بإمكانية المرأة اليمنية وقدرتها على الإنجاز والإنتاج في حال توفرت لها احتياجات العمل، لافتة بأن توسيع فكرة سوق الجمعة الذي انطلق من مديرة البريقة في نهاية العام الماضي ليشمل مديريات دار سعد وصيرة والمنصورة بما يكفل خدمة قطاع أوسع للنساء المحتاجات وتسهيل عرض منتجاتهن ويحقق أهداف ومضمون إقامة مثل هذه الأسواق الخدمية والتنموية. وقالت السباعي: إن الأفكار الجديدة لمشروع «مهنتي حرفتي» للعام الجديد، الحصول على دعم وموافقة من صناديق الاقتراض للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من تقديم منح قروض ميسرة طويلة المدى لأصحاب هذه المشاريع الداعمة تمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً المستهدفات من المشروع، ويركز المشروع القروض الميسرة على تمويل الأفكار الجديدة للمشاريع التي من شأنها تحقيق مردود مالي مضمون في فترة زمنية مناسبة ويستفيد منه أصحاب الحرف المهنية والحرفية والتدبير المنزلي للنساء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©