الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فاتانن وتود.. من يسجل أسرع زمن اليوم؟

فاتانن وتود.. من يسجل أسرع زمن اليوم؟
23 أكتوبر 2009 02:20
يدخل الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” حقبة جديدة مع الانتخابات التي ستجرى اليوم لانتخاب خلف للرئيس الحالي ماكس موسلي، الذي أدار شؤون رياضة السيارات في العالم منذ العام 1991، أي قبل 17 عاماً، عندما تولى الرئاسة خلفاً من الفرنسي جان ماري باليستر، واعتبر حينها دخول رياضة السيارات إلى حقبة مع موسلي. وبالفعل وبفضل جهود موسلي وصديقه الحميم بيرني إيكليستون تحولت رياضة السيارات لتصبح مادة دسمة للإعلام والأموال وللمشاكل بين “الفيا” والفرق المشاركة في البطولة التي تريد أن تفرض أفكارها على المسؤولين في الاتحاد، بينما هؤلاء يريدون السيطرة على النواحي المالية والإدارية والرياضية للبطولات، ما أدخل الجميع في دوامة المشاكل. موسلي، الذي يدين له عالم رياضة السيارات بالعديد من الإنجازات خلال حقبته، وتحديداً نواحي السلامة العامة، سيتخلى عن منصبه اليوم إما للفرنسي جان تود، الذي يدعمه ويؤكد أنه الأفضل لمصالح “الفيا”، أو للفنلندي آري فاتانن، الذي يؤكد موسلي علناً أنه ليس الشخص المناسب لإدارة الاتحاد الدولي للسيارات. ومع نهاية الانتخابات بخروج فائز وآخر خاسر، لا يمكن القول إن تود أو فاتانن قادا حملة انتخابية نظيفة، بكل ما للكلمة من معنى. فلطالما كانت الاتهامات والأفعال المنافية للقوانين مرادفة لهذه الحملة، الأمر الذي جعل من هذه الانتخابات تنحدر إلى مستويات انزلقت تحت الروح الرياضية المطلوبة. والغريب أن كل هذه الصراعات اتخذت من حلبات الفورمولاـ1 أرضاً خصبة لها، ما يؤكد أن النظرة إلى هذه الرياضة من قبل “الفيا” هي الأهم بين جميع البطولات الأخرى، لكن ما يجب التوقف عنده أن هذه الانتخابات لن تحدد مصير الفورمولاـ1 فقط بل هي تتعلق أيضاً بمصير بطولة العالم للراليات، وببطولة العالم للسيارات السياحية، وببطولة سيارات الـ “فيا جي،تي” وجميع الفئات الرياضية الأخرى، وصولاً لرياضة سباقات الكارتنج. كما تتعلق هذه الحملة بالعديد من برامج السلامة المرورية وكيفية نقل خبرة رياضة السيارات إلى الطرقات العامة وتفعيل عناصر الأمن والسلامة، إضافة إلى تفعيل العلاقات بين الناس من مختلف أنحاء العالم. السؤال الوحيد الذي يطرح نفسه بعد هذه الانتخابات، بغض النظر عن الفائز أو الخاسر، هو: “هل بإمكان الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” توحيد الجميع تحت شعاراته وتحت مظلة الرئيس الجديد؟. هذا أمر مشكوك فيه إذ أن حملة الاتهامات الكبيرة التي طالت تود وفريق عمله، وخلفه موسلي الذي يدعمه، خلقت شرخاً كبيراً في عائلة السيارات حول العالم، خصوصاً الرسائل الاتهامية التي وجهت لبعض أندية السيارات والقصص والأخبار التي تناقلها البعض حول الدعم الكبير الذي يحظى به تود من قبل “الفيا”، على غرار قصص تمويل رحلاته إلى العديد من الدول من أجل الترويج لحملته الانتخابية، والعكس صحيح، حيث اتهم موسلي المرشح فاتانن أنه أراد الحصول على دعمه، وعندما لم ينجح شن حرباً عليه. كما اتهم الفنلندي بأنه اعتمد على فريقه المرشح للانتخابات من أجل القيام بعمله، كونه يفتقر للخبرة. تود ولد في بيارفورت في فرنسا، ودخل عالم رياضة السيارات منذ العام 1966. وبعد تخرجه في مدرسة الاقتصاد والأعمال في باريس، نجح في مسيرته كملاح بين عامي 1966 و1981، ليختمها بانتصار بلقب العالم للصانعين مع تالبوت لوتس. في العام 1982 انسحب تود من المنافسات وعين في منصب المدير العام للنشاطات الرياضية في بيجو، حيث قام بتأسيس فريق بيجو تالبوت الرياضي، الذي تمكن من الفوز بلقبين للعالم للصانعين، ولقبين عالميين للسائقين، وتحقيق أربعة انتصارات في رالي باريس ـ داكار، أشهر رالي صحراوي في العالم، وفي العام 1990 بات تود مدير النشاطات الرياضية في مجموعة “بي،أس،آيه” (بيجو وسيتروين)، التي فازت بلقب العالم للسيارات الرياضية في العام 1992، وانتزعت لقب سباق 24 ساعة في لومان مرتين عامي 1992 و1993. تود بدأ مسيرته مع الحظيرة الإيطالية فيراري في العام 1993 كمدير عام للقسم الرياضي، وفي العام 2001 شغل منصب المدير العام لجميع النشاطات الرياضية لمجموعة فيراري ـ مازيراتي، وفي العام 2006 شغل منصب المدير التنفيذي لفيراري وكممثل لها في المجلس العالمي “للفيا”. وقبل أن يعتزل نهائياً عالم السيارات عمل تود كمستشار خاص مع مجلس إدارة فيراري، حتى مارس 2009 حين وضع حداً لجميع نشاطاته مع “السكوديريا”. غير أن تود لم يقف في الظل بل تابع عمله في العديد من النشاطات مع “الفيا” ومع مؤسساتها، كونه يترأس حملة السلامة المرورية، التي تهدف إلى زيادة التوعية المرورية والتقليل من الحوادث على الطرقات العامة، وهو يسافر عبر أنحاء العالم من أجل الترويج لهذه الحملة. تود، بنى حملته الانتخابية على دعم موسلي، وقد شرح في رسالة قصيرة التزامه برياضة السيارات واستقلالية وفعالية الاتحاد الدولي للسيارات “فيا”، من أجل التعامل مع جميع الأعضاء. وتوقف تود عند عمل وإنجازات موسلي خلال 16 عاماً على سدة رئاسة “الفيا”، مؤكداً أن خلال حقبته عرفت رياضة السيارات انتشاراً عالمياً وتطوراً كبيراً، كما عمل للترويج لمعظم البطولات التي ينظمها “الفيا”.. تود يؤكد أنه ليس فقط يريد أن يسير على خطى موسلي، بل يريد أن يشجع لمواجهة التحديات الجديدة التي تواجه رياضة السيارات في السنوات المقبلة، “فلا شك في أننا نعيش في عصر تبرز فيه التغيرات، وخصوصاً في عالم اقتصادي صعب”.
المصدر: داني حنا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©