الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

“نوكيا” تسعى إلى اختراق السوق الأميركية

“نوكيا” تسعى إلى اختراق السوق الأميركية
24 أكتوبر 2009 00:43
تتمتع شركة نوكيا المصنعة الأكبر في العالم لهواتف الموبايل بنفوذ كاسح في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية حيث ظلت حصتها السوقية تتجاوز عادة معدل 30 في المائة في هذه المناطق. ولكن في الولايات المتحدة الأميركية ورغم فترة عقدين من المحاولات فإن شركة نوكيا ما زالت تناضل، إذ إن الحصة السوقية للشركة التي تتخذ من فنلندا مقراً لها شهدت تراجعاً في أميركا الى مستوى 7 في المائة يونيو الماضي من مستوى 10 في المائة في نفس الفترة من العام الماضي. ومن أفضل حصة سوقية حققتها بمعدل 35 في المائة في مارس عام 2002. ولكن المشكلة التي تقف حائلاً أمام اختراق نوكيا للسوق الأميركية استمرت تتمثل على وجه الخصوص في سوق الهواتف الذكية الأميركية، أي القطاع الوحيد الذي بات يحقق أعلى معدلات النمو في الصناعة. وبعد ثلاث سنوات من طرح شركة آبل لجهازها من نوع آي فون فقد ظلت نوكيا تفتقر الى مبيعات كبيرة لأي جهاز يعمل باللمس أو أي اختراع جديد يمكنها من المنافسة وجذب جموع المستهلكين الأميركان في موسم العطلات المقبل. والآن فإن نوكيا تحاول جاهدة تجاوز سلسلة الأخطاء التي استمرت لعقد من الزمان والتي أجبرت الشركة على ممارسة لعبة اللحاق بمنافساتها من أمثال سامسونج وإل جي وموتورولا وآبل وريشيرش إن موشن في السوق الأميركية. وضمن أكبر هذه المشاكل والمعوقات، كما يشير المحللون والتنفيذيون السابقون في نوكيا فشل الشركة في تصميم معظم هواتفها بحيث تلبي ذوق المستهلك الأميركي. وعوضاً عن ذلك استمرت معظم أجهزتها المنتجة أشبه “بقضبان الحلوى” في السوق العالمية من حيث استهدافها لتوفير تكاليف الإنتاج. ولكنها أيضاً ظلت تصمم موديلاتها بحيث تعمل بمعيار الاتصالات الأوروبية المعروف باسم (GSM). إذ يقول آير هاكرينين التنفيذي في إدارة أعمال التطوير في شركة نوكيا للفترة من 1999 وحتى عام 2007 “لقد قررت نوكيا في ذورة فترة نجاحها عدم تبني الهواتف المناسبة للسوق الأميركية، وهذا خطأ فادح. والآن فإنهم يحاولون جاهدين تلافي هذه الأخطاء”. على أن نوكيا في حقيقة الأمر أصبحت تتجه لإجراء الكثير من التعديلات. فقد عمدت مؤخراً الى إجراء إصلاحات في عملياتها في الولايات المتحدة عبر التعاون بصورة لصيقة مع كبريات الشركات الأميركية المشغلة - شركات إيه تي آند تي وفيريزون وتي موبايل وسبرينت نيكستيل - التي تستحوذ على 96 في المائة من مبيعات الموبايل في الولايات المتحدة وفقاً لإحصائيات مجموعة آي دي سي للبحوث. ولقد بدأت هذه الاستراتيجية تؤتي أكلها مؤخراً حيث شرعت شركة إيه تي آند تي في إصدار الفواتير في هذا العام للمشتركين الذين يستخدمون خدمات شركة نوكيا المعروفة باسم (OVI) على أن لا يتم استلام الزبائن لفاتورة ثانية من شركة نوكيا. وابتداء من منتصف نوفمبر المقبل سوف تطرح شركة نوكيا جهاز مفكرة للبيع تحمل اسم “نوكيا بوكليت 34” وهو الموديل الخاص باستراتيجيتها الجديدة للتعاون. وهذا اللاب توب المصغر بقيمة 300 دولار الذي سوف يتم طرحه بواسطة عقد شهري بقيمة 60 دولاراً من قبل شركة ايه تي آند تي ويستخدم نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز V ويعتبر أحد أقوى الأجهزة المرشحة لتحقيق أكبر قدر من المبيعات في سوق التجزئة الأميركية. إلا أن بعض المحللين ذكروا بأن نوكيا ما زال يتعين عليها أن تواجه معركة صعبة حتى تستعيد بريقها المفقود. فالوقت وكذلك الهواتف الخليوية كانت تتسم ببساطة أكبر عندما كانت نوكيا تتجاوز باقتدار شركة موتورولا وصعدت الى المرتبة الأعلى في السوق الأميركي في عام 2000 ولم تكن شركات آبل وريشيرش إن موشن وجوجل قد دخلت بعد في سوق الموبايل. والآن في أوروبا فإن نوكيا تزود ألمانيا وبريطانيا بثلث هواتفها عبر كبار مشغلي الشبكات في السوق وهما شركتي تي موبايل وشركة 02UK. أما في الولايات المتحدة الأميركية فلم تتمكن نوكيا من تزويد سوى ثمانية موديلات عبر شركة إيه تي آند تي وأربعة موديلات لكل من شركتي فيريزون وايرليس وتي موبايل، بينما لم تتمكن حتى الآن من تزويد شركة سبرينت نيكستتيل بأي من الهواتف. وفي الإجمالي فإن نوكيا تبيع الآن 14 موديلاً فقط عبر الشركات الأميركية المشغلة من موديلاتها البالغ حجمها 121 هاتفاً التي تباع في جميع أنحاء العالم. وهنالك 11 موديلاً آخر يتم بيعها عبر محال التجزئة الخاصة بشركة نوكيا وفي مواقع الويب الخاصة بها بالإضافة الى بعض متاجر التجزئة الأخرى مثل بيس باي وديل وأمازون في الولايات المتحدة الأميركية. وتعود هذه الشريحة الضعيفة من المبيعات في أميركا لقرار شركة نوكيا الرامي لإنتاج أكبر كميات من الهواتف للسوق العالمي. ففي أوروبا السوق الأكثر تنافسية في العالم حيث يتواجد أكثر من 230 شركة مشغلة فإن بوسع نوكيا أن تجد واحداً أو المزيد من المشغلين في كل سوق محلية يرغب في بيع مجموعة متسعة من هواتفها. أما في الولايات المتحدة الأميركية فبإمكان المشغلين إجراء تعديلات على التصاميم من أجل ترويج وبيع خدماتهم اللاسلكية الخاصة بهم. لذا فإن نوكيا نجحت في العام الماضي في إبرام اتفاقية مع شركة كواكلوم المصنعة الأكبر لرقائق هواتف الموبايل الخاصة بنظام CDMA في الولايات المتحدة بالإضافة الى اتفاقية أخرى مع شركة مايكروسوفت من أجل تصميم تطبيقات برامج ويندوز أوفيس للموبايل بالنسبة لبعض موديلات نوكيا التي تستخدم نظام سايمبيا للتشغيل الخاص بالشركة. عن “انترناشيونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©