الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ألمع» تحلم بالانضمام إلى لائحة التراث العالمي

6 ابريل 2012
عسير (ا ف ب) - يحلم أبناء قرية رجال المع السعودية بالانضمام إلى لائحة الأماكن المصنفة ضمن التراث العالمي مثل جرش الأردنية وأصيلة المغربية، نظراً لتاريخها الذي يعود إلى عشرة قرون خلت وخصوصاً طابعها المعماري الفريد. ويقول علي مغاوي وهو أديب وشاعر من القرية الواقعة أسفل جبال السراة في جنوب غرب المملكة، “نأمل أن تصبح قريتنا مثل جرش وأصيلة والمناطق التراثية المعروفة لكي نحفظ التراث”. ويطلق السكان في القرية الواقعة في منطقة عسير على التراث المعماري تسمية “العسيري القديم”، لكنه مشابه جدا لأشكال العمارة اليمنية نظراً للقرب الجغرافي والتداخل بين المكانين. ويتراوح حجم العمارة بين طبقتين وخمس طبقات في القرية التي يبلغ عدد سكانها بضعة آلاف، ويخترقها شارع رئيسي واحد تتفرع منه أزقة. يضيف مغاوي لوكالة الأنباء فرانس برس، أن الطراز المعماري “كان فريداً. فالمباني كانت عبارة عن مساكن ومحلات تجارية في آن واحد، كانت العائلة تسكن في طبقة وتبيع الطبقة الثانية. لذلك تجد عائلات عدة في مسكن واحد”. ويتابع “لم يكن هناك توتر وتشدد كما الحال اليوم، من خلال تخصيص مدخل للنساء وآخر للرجال (...) كنا نعيش الحياة ونتشاركها مع النساء بشكل طبيعي وجميل”. قبل حوالي 950 عاما كانت القرية “عاصمة لموسى الكناني الذي استولى على إمارة حلي بن يعقوب التي امتدت الى مدينة حلي والقنفذة (...) نحن نتحدث عن مكان شكل عاصمة في ذلك التاريخ”. كذلك كانت مركزاً علمياً وثقافياً يقصده طالبو العلم من كل المناطق المجاورة، بالإضافة إلى أنها “كانت مركزاً تجارياً تصله القوافل من موانئ عدة، فتفرض عليها رسوما جمركية قبل أن تنطلق من ثم البضائع باتجاه أماكن كثيرة حولها”، بحسب قوله. وعلى الرغم من أن قبيلة كبيرة تسكنها حاليا، إلا أن أهلها كانوا يعيشون طابعا مدنيا في الأزمنة الغابرة وفقا لمغاوي. ويؤكد في هذا السياق ان “المدنية كانت جلية في الأسواق الموجودة آنذاك، بالإضافة إلى ما يشبه الفنادق التي كانت تسمى (معزبات)، كما كان الأهالي يمارسون الحرف اليدوية التي رفضتها القبائل”. شيدت الأبنية جميعها على نظام الاجنحة، أي الغرفة والصالة ودورة المياه. وكذلك كانت هناك صباغة وحياكة فضلا عن الاسواق التي كانت تقام أيام الاثنين والخميس والجمعة. لكن الأسواق توقفت بعد الطفرة النفطية وانتقال سكان الريف إلى المدن. وسعياً وراء تحقيق حلمهم، قرر السكان جمع التراث الموجود في المنازل وأودعوه أحد الحصون القديمة الذي تحول متحفاً يحمل اسم حسن آل علوان حيث تعرض أكثر من 2800 قطعة تتضمن أدوات زراعية وحربية وأسلحة إلى جانب الحلي الفضية والحبوب والصناعات اليدوية والألبسة والأدوية الشعبية وأدوات البناء والحيوانات المحنطة. ويوضح مغاوي “كانت الفكرة في بدايتها تهدف فقط إلى حفظ التراث، لكن فجأة توافد الزائرون إلى المتحف. فقمنا باصدار تذاكر دخول بعشرة ريالات (2,70 دولار) بهدف توظيفها في حماية هذه المباني الأثرية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©