أعرب مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الطارئ أمس على مستوى المندوبين الدائمين عن إدانته الشديدة للعمل العدواني الإسرائيلي ضد سيادة وأمن السودان ومواطنيه الأبرياء العزل، والذي يُعد سابقة خطيرة وخرقا ومخالفة لأعراف ومبادئ القانون الدولي وانتهاكا لسيادة البلاد وأمنها، ويُعرض الأمن الإقليمي العربي والأفريقي للفوضى والخطر ويزعزع الاستقرار في المنطقة. وأكد وقوفه بحزم مع السودان في كافة التدابير التي سيتخذها لحفظ حقوقه وصون سيادته وأراضيه وحماية مواطنيه.
وطالب المجلس الأمانة العامة للجامعة العربية بالتنسيق مع وزارة الخارجية السودانية والاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي للخروج بموقف موحد من أجل تقديم شكوى ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية الدكتور كمال حسن علي قد اطلع مجلس الجامعة في اجتماعه الطارئ أمس على تفاصيل الاعتداء الإسرائيلي الأخير على سيادة السودان والذي تم على سيارة مارة في شرق البلاد.
وقال كمال حسن إن هذا العدوان على المدنيين في شرق السودان الغرض منه إيقاف الخطة التي ينفذها السودان بالتشاور والتعاون مع الإدارة الأميركية من أجل رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب التي تأتي في إطار الوعود الأميركية بمراجعة علاقاتها مع السودان بما يستتبعه رفع العقوبات الاقتصادية الموقعة على السودان خاصة بعد أن تم تكوين لجنة سياسية وقانونية في واشنطن لمراجعة ملف السودان في هذا الجانب.
وأضاف كمال علي انه بحث مع نظيره المصري نبيل العربي أمس الاعتداء الإسرائيلي على سيارة مارة في شرق السودان.وقال “إن إسرائيل تريد أن توحي بهذا العدوان للجميع أن السودان يدعم الإرهاب، ولكن في الحقيقية هذه ادعاءات فارغة وليست لها أساس من الصحة، فهذا اعتداء سافر تم على مدنيين وسيارة ملك سودانيين مدنيين ليست لهم أية علاقة بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد”.
وشدد على أن السيارة التي استهدفها العدوان الإسرائيلي كانت تخلو من أي أجانب. وقال “لذلك أدنا هذا الاعتداء وقمنا بالاتصال بالاتحاد الأفريقي الذي أدان هذا الاعتداء، كما اتصلنا بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وسنقدم شكوى للأمم المتحدة حول هذا العدوان الإسرائيلي الجبان الهمجي”.
ونفى وجود أي عناصر إرهابية أو عناصر تابعة لحركة حماس في السودان.
وقال “لا توجد عناصر إرهابية في السودان ونحن حريصون على هذا الملف باعتبار أن السودان يعاني من وضع اسمه في قائمة الدول الراعية للإرهاب وهذه القائمة لها انعكاسات سلبية على وضعنا الاقتصادي”.
وتساءل “كيف نطالب الولايات المتحدة بوعودها برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وفي نفس الوقت ندعم الإرهاب؟ وقال “نحن نؤكد على أن الإرهاب مجرم في القانون والسلوك السوداني ولا ندعمه ونؤكد من جانبنا أنه لا وجود على أراضى السودان لهذا الشخص الذي تحدثت عنه إسرائيل أو حماس”.
وفي الخرطوم كشفت الحكومة السودانية النقاب عن تفاصيل جديدة بشان عدوان الثلاثاء الماضي على مدينة بور تسودان شرق البلاد وشرعت في تنفيذ حملة دبلوماسية وسياسية واسعة النطاق لحشد إدانة دولية علي العدوان مؤكد تورط إسرائيل في الهجوم الجوي الذي أسفر عن مقتل مدنيين معلنة إجراءات أمنية جديدة لضمان عدم تكرار العدوان علي شرق البلاد. وأكدت الخارجية السودانية أن الهجوم على بور تسودان تم بواسطة طائرتين إسرائيليتين من نوع أباتشي A64-AH أمريكية الصنع استهدفتا سيارة هيونداي (سوناتا) على بعد (15) كيلو مترا جنوب مدينة بور تسودان ودمرت السيارة تدميرا كاملا وتفحمت جثتا الشهيدين.
وأشارت الخارجية في بيان لها بان الطائرتين أطلقتا 16صاروخا من نـوع هيـل فاير hell fire وAGM 114 ورشاشات أميركية من طراز (30) ملم و(230) ملم و(16) وقد وجد في مكان الحادث ثلاثة صواريخ لم تنفجر وعدد كبير من القذائف المضادة للدبابات والبشر. وأكدت أن نوعية الأسلحة والصواريخ المستخدمة في الهجوم تعزز اتهام بتورط إسرائيلي في الهجوم مشيرا إلى أن هذا النوع من طائرات الأباتشي أميركية الصنع لا يملكها في كل المنطقة إلا سلاح الجو الإسرائيلي. واخترقت الطائرتان مجال الطيران المدني بالسودان قادمة من اتجاه البحر الأحمر وبلغت هدفا بعد أن قامت بتشويش أجهزة الرادارات في المنطقة.
وبدأت الخرطوم تحركات دبلوماسية وسياسية واسعة النطاق لحشد مواقف دولية تدين الاعتداء الإسرائيلي وقالت الخارجية إنها اتخذت الخطوات اللازمة لتقديم شكوى ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي واطلاع دول عدم الانحياز وجميع المجموعات الجغرافية والسياسية على الحقائق والمعلومات حول الاعتداء. كما ستتخذ مندوبية السودان الدائمة بجنيف إجراءات مماثلة في مجلس حقوق الإنسان.
وطالبت بعقد اجتماع عاجل على مستوى المندوبين الدائمين لمنظمة المؤتمر الإسلامي لمناقشة الاعتداء الإسرائيلي كما تناشد المنظمات والأصدقاء ومحبي السلام وأصحاب الضمائر الحية بإدانة العدوان وتحميل إسرائيل المسؤولية السياسية وحملها لوقف العدوان وكف يدها عن استهداف الدول والمدنيين والأبرياء.
وعلى الصعيد الداخلي اتخذت إجراءات أمنية تعزيزية لمنع تكرار حوادث الاعتداء الجوي على أراضيها وأكد الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع أن الحكومة راجعت كل الإجراءات المطلوبة لتأمين الشرق مؤكدا أن دماء الشهيدين لن تروح هدرا وتعهد عبد الرحيم بأن الحكومة ستضع التدابير كافة حتى تمنع تكرار حوادث الاعتداء الجوي مجددا مواقف السودان من القضية الفلسطينية وتمسكه بالشريعة الإسلامية.
عدد اليوم
