السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«المركزي الأرجنتيني» يرفع الفائدة إلى %40

«المركزي الأرجنتيني» يرفع الفائدة إلى %40
4 مايو 2018 20:50
شريف عادل (بيونس ايرس) أعطت حكومة الأرجنتين، والبنك المركزي دفعة قوية للعملة المحلية المترنحة أعادتها إلى الحياة أمس، بحزمة إجراءات تهدف إلى استعادة الثقة في قدرة رئيس البلاد على تحقيق نمو متواصل مع خفض التضخم. ورفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيس إلى 40% من 27.25%، وهو ما دفع البيزو للصعود 4.78%، بينما خفضت الحكومة العجز المستهدف في الميزانية إلى 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي. وتأتي هذه الخطوات بعد أسبوع من تراجع حاد للبيزو، الذي هبط 7.83% أمس الأول وحده إلى 23 مقابل الدولار. وبعد الإعلانات التي صدرت صباح أمس صعدت قيمة البيزو إلى 21.95 مقابل العملة الأميركية. وقال البنك المركزي في بيان، إنه سيواصل استخدام كل الأدوات التي تحت تصرفه في مسعاه للوصول إلى مستوى التضخم الذي تستهدفه البلاد للعام الحالي والبالغ 15%. وهذه هي المرة الثالثة هذا العام التي يرفع فيها المركزي الأرجنتيني أسعار الفائدة، والثانية في يومين. وقال إدوين جوتيريز، رئيس إدارة الديون السيادية في الأسواق الناشئة بشركة الاستثمار أبردين ستاندرد إنفستمنتس ومقرها لندن: «لقد حيروا السوق هذا الأسبوع، وهم يدفعون ثمن هذا الخطأ الآن». ولم تفلح الثلاثة بالمائة يوم الجمعة قبل الماضي في تخفيف الضغوط على العملة الأرجنتينية، التي كانت قد فقدت بالفعل ما يقرب من عشرة بالمائة من قيمتها، حيث كان الدولار يشتري أقل من 19 بيزو عند بداية العام الجاري. وقال يواكين ألميرا، المتعامل في قسم الدخل الثابت لدى بنك الاستثمار بولتيك ومقره ميامي بولاية فلوريدا الأميركية: «إن رفع معدلات الفائدة كان ضرورياً، لكن يبدو أن السوق تحتاج المزيد»، مشيراً إلى عدم تحرك الأسعار في عقود معدلات الفائدة على البيزو الآجلة لمدة شهر بعد قرار البنك المركزي. وقبل أسبوع قدر بنك بي ان بي باريبا الفرنسي سعر البيزو العادل بـ 22.45 بيزو مقابل الدولار. وبالإضافة إلى محاربة التضخم، يحاول البنك المركزي الأرجنتيني إغراء المستثمرين، خاصة الأجانب، للاحتفاظ بالبيزو عن طريق رفع معدلات الفائدة عليها، حتى أصبحت الفائدة على البيزو هي الأعلى بين عملات العالم، إلا أن هذا لم يفلح في إيقاف تدهورها. وكان المستثمرون الأجانب فرحين بمعدلات الفائدة السابقة، التي كانوا يعتبرونها مرتفعة جداً، وكانوا يعقدون الصفقات التي تعرف باسم «صفقات الاحتفاظ» Carry trade، حيث يتخلون عن الدولار ضعيف الفائدة، ويحتفظون بسندات الحكومة بعملة البيزو، التي تدفع أكثر من 25%، لكن الانخفاضات الأخيرة في قيمة العملة عصفت بكل الفوائد التي تم تحقيقها من قبل، وهو ما دعا مجلة فوربس لتحذير المستثمرين يوم الخميس من أن «الوقت قد حان للخروج من السوق الأرجنتينية». واضطر البنك المركزي للتدخل في سوق العملة، بائعاً ما يقرب من 15% من إجمالي احتياطي النقد الأجنبي لديه خلال آخر أسبوعين فقط. ومازال يحتفظ بحوالي 48 مليار دولار من الاحتياطيات. وأثارت العملة الأرجنتينية، التي خسرت أكثر من 15% من قيمتها أيضاً خلال العام الماضي، و18% من قيمتها في 2016، بالإضافة إلى 34% من قيمتها في 2015، قلق المستثمرين، حيث ذكرتهم بالانهيار الذي حدث في 2002، في أعقاب أزمة وركود عانتهما البلاد بين 1998 – 2002، وهو ما أفضى إلى خروج التظاهرات، اعتراضاً على الطريقة التي أدارت بها الحكومة الأزمة الاقتصادية، وأودى بحياة 22 شخصاً قتلوا في أعنف اضطرابات تشهدها البلاد في عقود. ولم تنته الأزمة إلا وكانت الحكومة قد قررت إلغاء العملة المحلية والتعامل بالدولار، ويوم الخميس، قال فيرناندو بيرتيني، كبير المستشارين الماليين في شركة ميلينيا لإدارة الأصول ومقرها كوستاريكا: «لقد شاهدت كل هذه المسرحية من قبل، الحكومة تستخدم احتياطيات البنك المركزي لتضخيم البيزو بشكل مصطنع، ولدينا تضخم مزعج»، ثم أضاف: «يبدو أن الفريق الاقتصادي الأرجنتيني تائه». قوة الدولار عانت الأرجنتين مؤخراً، مثلها مثل العديد من الأسواق الناشئة، من تجدد قوة الدولار مع استمرار نمو الاقتصاد، وتوجه بنك الاحتياط الفيدرالي نحو الرفع التدريجي لمعدلات الفائدة عليه، وبضغط من خروج المستثمرين الأجانب من السوق الأرجنتينية لارتفاع المخاطر، مع عجز سنوي في الميزان التجاري لا يقل عن ثمانية مليارات من الدولارات، وهو ما جعل أداء العملة الأرجنتينية الأسوأ بين عملات دول العالم، باستثناء فنزويلا، فيما مضى من العام الجاري. وباعت الأرجنتين سندات دولية تقدر بأكثر من 100 مليار من الدولارات الأميركية خلال الثلاثين شهراً الأخيرة، هي عمر الحكومة. وكان من ضمن تلك السندات ما يسترد قيمته بعد مائة عام، مضى، منها عامٌ واحد فقط. لكن مع تزايد مخاطر السوق في البلاد، انخفضت قيمة تلك السندات في السوق الثانوية، بحيث أصبح كل دولار من أصل قيمتها يباع بنحو 87 سنتاً، لكن مسؤول قال للصحفيين يوم الخميس «البنك المركزي يسيطر على الموقف، ولا ينبغي أن نقلق من تقلبات أسعار العملة، فهي جزء من تعلم العيش مع نظام سعر صرف متغير»!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©