الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دور رائد للإمارات في دعم الجهود الإقليمية لحماية المها العربي

دور رائد للإمارات في دعم الجهود الإقليمية لحماية المها العربي
10 يونيو 2010 00:22
يلتقي ممثلون عن هيئة البيئة بأبوظبي مع نظرائهم من مختلف أنحاء المنطقة في اجتماع سيعقد اليوم في مدينة دمشق لإقرار استراتيجية إقليمية موحدة تهدف إلى إعادة توطين المها العربي وحماية بيئاتها ومواطنها الطبيعية في دول الجزيرة العربية والدول المجاورة. وتضمّ اللجنة التنسيقية لحماية المها العربي، والتي يترأسها ماجد المنصوري، أمين عام هيئة البيئة بأبوظبي، ممثلين عن عدد من دول الانتشار العربية بما فيها البحرين والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عُمان وقطر وسوريا والإمارات العربية المتحدة واليمن. وهذه الدول هي التي التزمت بالعمل على تكثيف وتنسيق الجهود لحماية حيوانات المها العربي التي كانت تعيش في المناطق الممتدة من جنوب سوريا إلى الحدود اليمنية العُمانية مع المملكة العربية السعودية. 3 سنوات من البحث وسيناقش الاجتماع نتاج ثلاث سنوات من البحث والتخطيط والعمل المشترك، المتمثل في الإستراتيجية الإقليمية المقترحة لحماية المها العربي وإعادة توطينها في مناطقها التاريخية. وقامت هيئة البيئة بأبوظبي باقتراح هذه الإستراتيجية بعد الاجتماع السابق للجنة التنسيقية المنعقد في وادي رم بالأردن عام 2007، والذي قرر بالإجماع وضع نهج جماعي موحد لحماية المها العربي. وبناء على هذا التكليف، قامت الهيئة بعقد ورشة عمل بأبوظبي في أغسطس 2007 بحضور أكثر من 40 مندوباً من دول الانتشار والجهات المسؤولة عن المحميات الإقليمية، وغيرها من الجهات المعنية. ومن المتوقع أن يصادق أعضاء اللجنة التنسيقية لحماية المها العربي على الاستراتيجية المقترحة في اجتماع اليوم. وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تكثيف الجهود المبذولة للحد من أنشطة الصيد الجائر والحدّ من تدهور البيئات الطبيعية. ويعد هذان الأمران من الأسباب الرئيسية في تعرّض هذا النوع للانقراض من الحياة البرية في عام 1972. وتوصي الإستراتيجية بوضع سجل إقليمي لأنساب المها العربي، وتكثيف جهود إعادة التوطين والمراقبة وتطوير قوانين الحماية، إضافة إلى تبادل الخبرات وبناء القدرات البشرية والمؤسسية لدول الانتشار. وقال المنصوري، رئيس اللجنة الإقليمية لحماية المها العربي وأمين عام هيئة البيئة - أبوظبي “يعتبر هدفنا المشترك المتمثل في إعادة توطين قطعان المها العربي في مناطق انتشارها التاريخية من شبه الجزيرة العربية والدول المجاورة تحدياً كبيراً نسعى لتحقيقه من خلال مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لإعادة توطين المها العربي. ووضعنا في هذا المشروع خلاصة خبرتنا في مجال حماية وإكثار الحيوانات البرية، إضافة إلى الدروس المستفادة من عمليات إعادة التوطين التي قمنا داخل دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكد أنه ومن خلال تعاون جميع دول الانتشار التي تشارك معنا اليوم في هذا الاجتماع، ومن خلال الإستراتيجية المقترحة، فسوف تتوفر لنا الأدوات اللازمة لتحقيق هدفنا المتمثل بإعادة توطين مجموعات من المها العربي في المناطق التي انقرضت منها في الماضي. يذكر أن شبه الجزيرة العربية والدول المجاورة لها هي الموطن الأصلي الوحيد لهذا النوع المتميز من ظباء المها. وتعتبر هذه الحيوانات أكبر أنواع الظباء التي كانت ترعى سابقاً في سهول وصحاري المنطقة، علاوة على تمتعها بقدرات تكيّف فريدة مع البيئة القاحلة جداً. واشتهرت المها العربية بمظهرها المتميز وقرونها الطويلة شبه المستقيمة، كما تشتهر بشكل خاص بجمال عيونها التي يفتتن بها في الشعر العربي. كما يعتقد أن المها العربي هي مصدر أسطورة وحيد القرن التي يتحدث عنها المسافرون في الصحراء العربية، نظراً لقرنيها المتوازيين اللذين يبدوان قرناً واحداً من على البعد. إلا أن المها العربي باعتبارها الهدف الرئيسي للصيادين، فقد تناقصت أعدادها بشكل ملحوظ نتيجة لتدمير مواطنها الطبيعية. ويمثّل اختفاء المها العربي من الحياة البرية خسارة كبيرة للتنوع البيولوجي على المستويين الإقليمي والعالمي. وتعتبر مبادرات إعادة توطين المها العربي نموذجاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم وتمثل نجاحاً كبيراً لبرامج الحماية والتربية في الأسر. وكان المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أوائل من أبدوا اهتماماً خاصاً بتناقص أعداد المها العربي، وفي عام 1968، أمر بأسر أربعة من حيوانات المها العربي ونقلها إلى حديقة حيوان العين إيذاناً ببدء برامج الحماية والإكثار في الأسر. وبعد تطوير جزيرة صير بني ياس، أطلق الشيخ زايد رحمه الله برنامجاً آخر لتربية وإكثار المها العربي، حيث كانت البداية بثلاث إناث واثنين من الذكور. وفي عام 2007 م وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، بدأت هيئة البيئة بأبوظبي في تنفيذ برنامج طموح لإطلاق المها العربي تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتهدف الخطة الخمسية (2007 - 2012) للبرنامج إلى إعادة توطين المها العربي في بيئاته الطبيعية في دولة الإمارات، وذلك بإطلاق 100 رأس سنوياً على مدار 5 سنوات. ويهدف هذا البرنامج إلى إطلاق المها العربي داخل محميات واسعة ضمن المناطق التي كانت تعيش فيها في السابق، وتكوين قطعان متنامية قادرة على الاعتماد على ذاتها والتجول بحرية في مواطنها الطبيعية في ظل إدارة فعالة وخطة حماية طويلة الأمد. والآن تضم محمية المها العربي، التي تأسست في منطقة أم الزمول، أكثر من 155 رأساً من المها العربي يتم رصدها بنظام تحديد المواقع والتتبع عبر الأقمار الصناعية في مساحة تمتد إلى 8 آلاف و900 كلم مربع. وبفضل النجاح الكبير لجهود الحماية والإكثار في الأسر التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد، تعتبر دولة الإمارات موطناً لأكبر عدد من المها العربي في العالم، وهناك أكثر من 3 آلاف رأس في المجموعات الخاصة التي تتم تربيتها في مناطق مختلفة من الدولة، حوالي الثلثين منها في إمارة أبوظبي. وتمثل أعداد المها العربي في الإمارات نسبة تزيد عن نصف أعداد المها العربي في العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©