كشف الدكتور وائل المحاميد رئيس قسم القلب في مدينة الشيخ خليفة الطبية عن سجل خليجي لمرضى الارتجاف في القلب بمشاركة عشر مستشفيات في دولة الإمارات العربية المتحدة ومستشفيات من دول مجلس التعاون الخليجي، سيركز على ألفي حالة مرضية خلال عام كامل وتأثير المرض عليها كل ثلاثة أشهر.
وأوضح المحاميد خلال مشاركته في منتدى القلب الثاني في الشرق الأوسط الذي انعقدت أعماله أمس في أبوظبي ولمدة يومين أن السجل تكمن أهميته في تجاهل الأطباء خطورة المرض ومساهمته في زيادة نسبة الجلطات الدماغية.
ولفت إلى أن مرض الارتجاف في القلب يصيب الكبار في السن فوق سن الـ65 عاما، والمصابين بمرض السكري والضغط وأمراض القلب التاجية، إضافة إلى مصابي مرض الروماتيزم.
وعن أهمية المنتدى لهذا العام، أوضح المحاميد وهو رئيس جمعية القلب الإماراتية أن المنتدى الذي تنظمه سينوفيتيكس والجمعية، يركز على أحدث التطورات في مجال أمراض القلب، ويشكل فرصة أمام الخبراء لتبادل المعارف والخبرات، بالإضافة إلى تطوير أساليبهم الفنية في التشخيص والتقييم والمعالجة والإدارة الطبية لأمراض أوعية القلب.
وعن الجديد في المنتدى ذكر المحاميد أن المنتدى سيعرض أحدث التقنيات في جراحة الشريان الأبهر، وتقنيات الدعامة في شرايين الرقبة.
وعلى هامش المؤتمر ذكر المحاميد أن مدينة الشيخ خليفة الطبية تجري سنويا 250 عملية قلب مفتوح للكبار في السن، و 150 عملية قلب مفتوح لصغار السن.
وعن نسبة الإصابة بأمراض القلب في الدولة، أوضح أن أمراض القلب تنتشر بنسبة 10- 12% بين سكان الدولة، ومرشحة إلى التضاعف خلال السنوات المقبلة نتيجة للنظام الغذائي المتبع من قبل سكان الدولة، وانتشار أمراض الضغط والسكري وارتفاع نسبة المدخنين.
أسباب وراثية
من جانبه، عزا الدكتور علوي الشيخ علي استشاري أمراض وكهربائية القلب في مدينة الشيخ خليفة الطبية الإصابة بمرض عدم انتظام دقات القلب إلى ارتفاع ضغط الدم، والسكري وأمراض القلب وتصلب الشرايين، فيما عند الصغار في السن فإن عدم الانتظام قد يعود لأسباب وراثية.
وعرض الدكتور علي الخدمات التي يقدمها قسم كهربائية القلب في مدينة الشيخ خليفة الطبية، موضحا أن القسم متخصص في معالجة أمراض ضربات القلب السريعة والبطيئة منذ تأسيسه في المدينة قبل ثلاث سنوات، وباعتباره القسم الوحيد المتخصص في الدولة لتنظيم ضربات القلب بالقسطرة الكهربائية لجهاز القلب ومعالجة الخفقات بالكي الكهربائي.
كما يستخدم القسم بطاريات متخصصة لمعالجة الخفقان البطيني وأجهزة لتنظيم ضربات القلب، وفقا لعلي الذي أوضح أن تركيب البطاريات لتنظيم خفقات القلب يكون لمن هم في العقد الخامس والسادس والسابع من العمر.
ويتعامل قسم كهربائية القلب في المدينة من خلال عيادتين يومياًً مع 30- 40 مريضا أسبوعياً، فيما عمل على تركيب 100 جهاز منظم لدقات القلب سنويا، وأجرى 100 عملية قسطرة كهربائية للقلب.
وعن نتائج السجل الخليجي للذبحة الصدرية، أوضح دكتور علي أن السجل الذي شمل 8 آلاف و176 مريضاً بالذبحة الصدرية من دول الإمارات، قطر، البحرين، الكويت، عمان واليمن أفاد بأن متوسط العمر للإصابة بالذبحة الصدرية في الدول السالفة الذكر كان 54 عاما، وكان أقل متوسط للعمر في دولة الإمارات بواقع 52 عاما، فيما عالميا فإن متوسط العمر يفوق الـ65 عاما.
وأظهر السجل الذي اعتمد في بياناته على رصد الحالات المرضية التي تتواجد في مستشفيات الدول، التي شملها السجل، أن التدخين يعتبر المسبب الرئيسي للذبحة الصدرية في دول الخليج، إضافة إلى مرض السكري حيث تشير الأرقام إلى أن نسبة المدخنين من المصابين بالذبحات في الإمارات هي 48% بينما في دول المجلس 34%، أما نسبة المصابين بالذبحات من مرضى السكري في الدولة ودول المجلس التعاون قدرت بـ 39.7%.
وأوضح السجل أن نسبة الوفيات في الإمارات بالذبحة الصدرية كانت الأقل، فيما كانت نسبة العلاج بالقسطرة وعلاج التخثر هي الأعلى.
وخلال المنتدى تم عرض دواء لعلاج حالات الارتجاف في القلب، حيث قدم الوكلاء أوراق تسجيله لوزارة الصحة على أن يتم توفيره في الدولة خلال الربع الأخير من العام المقبل، باعتباره أكثر أمانا لمعالجة حالات الارتجاف ولا يحتاج لمتابعة مستمرة كما هو حال العلاجات الأخرى.
وعلى هامش المنتدى، أشار الدكتور علي إلى دراسة قام بها أطباء من الإمارات وقطر والكويت تشير إلى اختلاف العلاج في الذبحة الصدرية بين النساء والرجال.
زراعة القلب
وخلال المنتدى أشار الدكتور داوود حنانيا مستشار جراحة القلب والشرايين في الأردن إلى معضلة تقف أمام تطور عمليات زراعة القلب تتمثل في إيجاد البيئة القانونية والرأي الديني والتقبل الاجتماعي لما يعرف بالوفاة الدماغية، لاسيما وأن زراعة القلب لا تجرى إلا عندما يكون المتبرع في حالة الوفاة الدماغية.
وعن برنامج زراعة القلب في الأردن، وصفه حنانيا بالضعيف لعدم وجود البيئة القانونية والتشريعات والتقبل الاجتماعي لفكرة الموت الدماغي والاستفادة من أعضاء من هم في حالة الموت الدماغي.
وعلى هامش المنتدى، جرت نقاشات بين أصحاب المدرسة الأميركية التي تقول بالعلاج عبر القلب الصناعي والمدرسة البريطانية التي تقول بأفضلية استخدام عمليات القلب المفتوح النابض. وخلص الجدل إلى أن عمليات القلب النابض تتطلب للقيام بها أهلية المريض من جهة، والأهم توافر الخبرة لدى الطبيب المسؤول عن الحالة المرضية.
150 مشاركاً من دول الخليج في مؤتمر «اضطرابات القلب»
سامي عبدالرؤوف (دبي)- يشارك 150 طبيباً ومختصاً من دول الخليج في الملتقى العلمي الطبي الأول لدول الخليج العربي حول اضطرابات القلب الأذينية في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي بفندق الإنتركونتيننتال بدبي.
ويناقش الملتقى الذي تنظمه جمعية القلب الإماراتية، أول دراسة من نوعها تم نشرها الشهر الماضي عن العلاج الحديث للرجفة أو الذبذبة الأذينية ومقارنتها بالأدوية التقليدية.
وقال الدكتور وائل المحاميد رئيس جمعية القلب الإماراتية، انه “سيتم إصدار وطباعة دليل جمعية القلب الخليجية لعلاج رجفان الأذنين بالقلب، خلال شهر نوفمبر المقبل، ليكون خامس دليل توعوي طبي خليجي”.
وأشار إلى أن الدليل سيتم توزيعه على دول الخليج ويركز على معالجة مرض رجفان القلب والفحوصات اللازمة له.
ولفت إلى إعداد بحث ميداني على مستوى دول الخليج عن رجفان الأذنين في القلب، وتكون مدته بين عام ونصف العام وعامين على أقصى تقدير، ويهدف إلى الوقوف على نسبة المرض في دول مجلس التعاون.
وأوضح ان مرض رجفان القلب يسبب الاصابة بالسكتة الدماغية نظرا لعدم انتظام ضربات القلب.
ويناقش الملتقى الرجفة الاذينية وعلاقتها بالجلطات والسكتة الدماغية والذي يشارك فيه متخصصون في أمراض القلب من مختلف دول الخليج العربي.
ويقدر معدل انتشار الرجفة الاذينية 4% بالعالم ويصيب 1% من سكان الكرة الأرضية وتزيد هذه النسبة مع تقدم العمر كما تصيب مرضى الضغط العالي والحمى الروماتزمية ومرضى الغدة الدرقية.
ويشارك في الملتقى الدكتور فهد باصليب استشاري القلب ورئيس قسم القلب في مستشفي راشد بدبي والدكتور يوسف علي استشاري ورئيس قسم القلب بمستشفى راشد بدبي. كما يحاضر في الملتقى الدكتور سالم الكعبي استشاري أمراض القلب بمستشفى زايد العسكري، حيث يقدم بحثا حول طرق العلاج غير الدوائية في علاج الرجفان الاذيني.
ويتحدث الدكتور محمد الزبيد أستاذ أمراض القلب في جامعة الكويت عن أعباء المرض وطرق التشخيص والعلاج، كما يتحدث في الملتقى الدكتور علوي الشيخ علي من مدينة الشيخ خليفة الطبية والدكتور نجيب الروحي استشاري أمراض القلب بمستشفى السلطان قابوس بعمان.
عدد اليوم
