صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس بأنه يمكن إحراز تقدم كبير في عملية السلام في الشرق الأوسط هذا العام على الرغم من الهجوم الإسرائيلي على “أسطول الحرية” الذي طالب إسرائيل بإجراء تحقيق فيه وفق قرار مجلس الأمن الدولي بشأنه.
وقال أوباما في تصريح للصحفيين خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض إن “تقدماً كبيراً” في عملية السلام يمكن إحرازه قبل نهاية العام الحالي. وأضاف أن الولايات المتحدة ستستخدم “كل نفوذها” لإخراج عملية السلام من مأزقها الحالي.
وقال أوباما “إن الوضع القائم حالياً لا يحتمل ليس في قطاع غزة فحسب بل أيضاً في الشرق الأوسط وحان الوقت للمضي قدماً والتقدم نحو حل على أساس دولتين”. ووعد بأن تقدم إدارته مساعدات مدنية بقيمة 400 مليون دولار أميركي للفلسطينيين.
وأعلن أوباما أنه يتوقع من إسرائيل أن تلتزم ما طلبه مجلس الأمن بشأن التحقيق في الهجوم العسكري الإسرائيلي على “أسطول الحرية” في البحر الأبيض المتوسط بينما كان متجهاً إلى قطاع غزة.
من جهته، أكد عباس أمام الرئيس الأميركي وجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 3 أعوام.
وصرح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات للصحفيين بأن اجتماع عباس وأوباما كان “إيجابياً جداً وصريحاً جدا”. وقال إن عباس أكد لأوباما ضرورة إنهاء الصراع وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية الذي بدأ عام 1967. وأضاف أنه شدد أمامه على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل، مطالباً بعدم إضاعة الوقت لأن الوضع “لم يعد يحتمل الانتظار أكثر”. وتابع “أن أوباما أكد للرئيس عباس أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتحقيق مبدأ الدولتين هما مصلحة قومية أميركية عليا”.
وذكر عريقات أن عباس طلب من أوباما الموافقة على تمويل مشاريع حيوية لقطاع غزة في مجالات الصحة والمياه والمدارس والبنى التحتية، فوافق على تمويل من خلال مؤسسات الأمم المتحدة، وأبلغ عباس بأن الولايات المتحدة ستخصص مبلغ 400 مليون دولار لذلك.
وفي القدس المحتلة، صرح مسؤول إسرائيلي كبير بأن أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيلتقيان في البيت الأبيض مجدداً قبل نهاية شهر يونيو الجاري.
وقال لوكالة “فرانس برس” بشرط عدم كشف هويته “إن موعد هذا اللقاء لم يحدد بعد وكان يفترض أن يعقد مطلع الشهر الجاري وأرجئ في اللحظة الأخيرة”.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إدارة أوباما تعد خطة شاملة لتحسين الأوضاع في قطاع غزة تتضمن نشر قوات دولية في القطاع ووقف إطلاق نار دائم وشامل بين حركة “حماس” وإسرائيل.
ونقلت الإذاعة عن “مصادر مسؤولة” في البيت الأبيض قولها إن الخطة تشمل أيضاً وجود قوات أمن السلطة الفلسطينية في المعابر بين القطاع وإسرائيل ومصر فيما سيتم في مرحلة متقدمة رفع الحصار المفروض على القطاع غزة. وأضافت أن إسرائيل لا تبدي معارضة حقيقية للخطة المذكورة والتي تهدف إلى تحقيق حياة أفضل لسكان القطاع بشرط ضمان عدم تنفيذ أي عمليات عسكرية منه أو تهريب أسلحة إليه لفترة طويلة للغاية. وأوضحت أن الخطة تشابه إلى حد كبير برنامج “النفط مقابل الغذاء” الإنساني الدولي السابق في العراق ليتحول في حالة غزة إلى برنامج “الأمن مقابل الغذاء”.
عدد اليوم
